كشفت الاذاعة السويدية أمس مضمون اتفاق بين ستوكهولموأنقرة، يجيز لدائرة الهجرة السويدية ترحيل طالبي اللجوء الأكراد العراقيين إلى ديارهم عبر تركيا، أي الطريق التي يسلكها معظم هؤلاء الأكراد الذين يهربون إلى أوروبا. وسيشمل الاتفاق حوالى 4 آلاف كردي هربوا من شمال العراق إلى السويد هذه السنة وطلبوا اللجوء لأسباب إنسانية. والأكراد هم أكثر مجموعات طالبي اللجوء الذين تتساهل معهم سلطات ستوكهولم، إذ يطبق عليهم معظم معاهدات اللجوء الإنساني والسياسي، المتفق عليها دولياً. وتفيد مؤشرات بتحول العواصم الأوروبية إلى اعتماد أنقرة شريكاً، ضمن توجه للتخلص من عشرات الآلاف من المهاجرين الذين وصلوا إلى قلب أوروبا خلال موجة النزوح الكبرى من كردستان العراق بين عامي 1996 و2000. وتواجه الحكومة السويدية صعوبات كبيرة في رفض طلبات لجوء الأكراد الآتين من شمال العراق، لأن تركيا كانت تعارض دائماً أن يسلكوا طريق العودة الوحيد الذي يمر عبر أراضيها إلى الشمال، لذلك اجبرت السويد في الأعوام الأخيرة على استقبال آلاف من هؤلاء، من دون التمكن من اعادتهم إلى ديارهم عبر الأراضي التركية. وستتمكن ستوكهولم بعد الاتفاق مع أنقرة من ترحيلهم إلى شمال العراق. وتحاول دائرة الهجرة السويدية الحد من تدفق اللاجئين لتتمكن من استيعاب أكثر من 16 ألفاً وصلوا إلى البلد العام الماضي. وتتوقع الدائرة أن ينخفض عدد الأكراد طالبي اللجوء الإنساني، بسبب اتباع الدولة قوانين جديدة تخول إليها طرد الجزء الأكبر منهم، والذين بإمكانهم العودة إلى شمال العراق عبر تركيا. وبهذا ستقتصر طلبات اللجوء على الذين يبررونها بأسباب سياسية وأمنية. إلى ذلك، تشير أدلة متزايدة إلى أن التنسيق الهولندي - التركي لإعادة الأكراد الذين رفضت لاهاي طلبات لجوئهم السياسي، يتعمق باتجاه التعاون لترحيلهم إلى بلادهم عبر الأراضي التركية. وضاعفت السلطات التركية خلال الأشهر الأخيرة حملاتها لاعتقال مجموعات من المهاجرين العراقيين، اثناء انتظارهم السفر عبر مدينة اسطنبول. ويعتقد على نطاق واسع ان عصابات لتهريب الأكراد عبر أوروبا تتمركز في تركيا التي شددت الرقابة على حملة جوازات سفر تصدرها الإدارة الذاتية في اقليم كردستان. وعلمت "الحياة" أن عدداً من حاملي الجوازات اعتقلوا قبل أيام قليلة، على رغم حصولهم على تأشيرات دخول رسمية من هولندا وبلجيكا، واعيدوا إلى كردستان عبر نقطة إبراهيم الخليل على الحدود التركية - العراقية.