أصبحت جورجيا أول دولة "تشق عصا الطاعة" على موسكو، بعدما أعلن رئيسها ادوارد شيفاردنادزه امس ان بلاده ستضع اراضيها وأجواءها تحت تصرف القوات الاميركية، اذا طلبت واشنطن ذلك. وأضاف الرئيس الجورجي في اجتماع عقده مع وزراء السيادة في الجمهورية انه يأمل في "الا يعقد هذا القرار العلاقات" بين بلاده وروسيا. وأعلنت طاجيكستان التي تعد من اقرب حلفاء موسكو في آسيا الوسطى انها مستعدة للتعاون في مكافحة الارهاب "مع كل الدول وبينها الولاياتالمتحدة"، الا ان وزير الخارجية طلبك تزاروف قال ان بلاده لم تتلق حتى الآن طلباً اميركياً في هذا الخصوص. وأضاف ان طاجيكستان تعتبر ان هناك ترابطاً بين الاعتداءات على نيويوركوواشنطن، واغتيال زعيم التحالف الشمالي الافغاني المعارض أحمد شاه مسعود. ومعروف ان مسعود الطاجيكي الاصل كانت له صلات وثيقة مع دوشانبه التي استنفرت أول من أمس قواتها تحسباً لهجوم تشنه "طالبان" على التحالف الشمالي، مستثمرة غياب زعيمه مسعود. ويرى المراقبون ان استعداد طاجيكستان ل"التعاون" مع الولاياتالمتحدة يؤشر الى ان موسكو يمكن ان تعيد النظر في حساباتها. وأجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف اتصالاً مع نظيره الاميركي دونالد رامسفلد وأبلغه استعداد موسكو تزويد واشنطن "كل المعلومات اللازمة لتحديد الجناة الحقيقيين". ولفت الانتباه ان غليب بافلوفسكي الذي يعد من المستشارين السياسيين البارزين لدى الكرملين دعا أمس الى عدم الاقتصار على تقديم الدعم المعنوي للولايات المتحدة. وشدد في مؤتمر صحافي على ان روسيا "يجب ان تقدم مساعدة عسكرية وتشارك في عمليات". لكنه تحفظ عن "المشاركة المعلنة"، وذكر ان روسيا خاضت الكثير من الحروب غير المعلنة وعليها الآن ان تسهم ايضاً في العمليات ضد "طالبان" باعتبار ان "سحق هذه الحركة من مصلحة موسكو ...". وكان الرئيس بوتين أوفد سكرتير مجلس الأمن فلاديمير روشايلو في جولة تشمل الدول الاعضاء في الكومنولث لتنسيق المواقف حيال المطالب الاميركية بالمشاركة في عمليات ضد اراضي افغانستان او تقديم تسهيلات للقوات الاطلسية او الاميركية التي ستقوم بمهمات عسكرية. وأعلن روشايلو أمس ان الرد الاميركي يجب ان يتم "في اطار القانون الدولي". وقال بيان للكرملين ان بوتين الموجود في منتجع على البحر الاسود اتصل هاتفياً برؤساء اذربيجان وقازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان.