} انتقد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي اداء الولاياتالمتحدة في افغانستان وقال انه ادى الى "ضحايا لا مبرر لها". ورفض بشدة مشاركة "طالبان" في حكومة تشكل لاحقاً في كابول. وعلمت "الحياة" ان ايران قد توافق على تمويل "التحالف الشمالي" وستدعمه روسيا بالسلاح، بعد تسرب معلومات عن تقديم مساعدات اميركية الى اوزبكستان مجموعها ثمانية بلايين دولار. واكدت الولاياتالمتحدة انها "متفقة تماماً مع الاممالمتحدة على مستقبل افغانستان". في غضون ذلك، ارسل زعيم "طالبان" موفدين الى القادة العسكريين للمعارضة يدعوهم الى الانضمام الىه لمحاربة "الغزو الاميركي". طهران، نيويورك -أ ف ب - اعلن خرازي اثر محادثات اجراها مع الرئيس الطاجيكي علي رحمانوف ان مكافحة الارهاب "ضرورية ومبررة". ولكنه قال ان الولاياتالمتحدة تستخدم "اساليب غير مقبولة" في افغانستان وتتبع تكتيكاً يؤدي الى سقوط ضحايا "ليس لها مبرر" بين المدنيين. ولم تكشف نتائج مفاوضات اجراها خرازي مع ممثلي "التحالف الشمالي" في دوشانبه، الا ان الوزير الايراني شدد على ان طهران ترفض ان تضم الحكومة الافغانية المقبلة ممثلين عن حركة "طالبان" التي قال "ان لها ماضياً اسود". وابلغ الى "الحياة" مصدر طاجيكي ان هناك "توافقاً او تماثلاً" في الآراء بين روسياوايران وطاجيكستان في دعم "التحالف الشمالي" خصوصاً الجناح "الطاجيكي" الذي يقوده برهان الدين رباني والجنرال محمد فهيم. واضاف ان الجنرال عبدالرشيد دوستم الاوزبكي الاصل كان حصل على اموال من الولاياتالمتحدة وصلت عبر اوزبكستان واستخدمها ل"شراء" قادة ميدانيين كانوا يؤيدون "طالبان" على محوري مزار الشريف وهيرات. وزاد ان الجناح "الطاجيكي" كان طلب من روسيا دعم قوات فهيم الا ان موسكو اقتصرت على تقديم السلاح والذخائر ونصحت بالحصول على الاموال من طهران. ويرى المراقبون ان قوات "التحالف" الموحدة شكلاً منقسمة عملياً الى مجموعتين اساسيتين "اوزبكية" و"طاجيكية" وقد يتعمق الخلاف مع تطور العمليات العسكرية والاتصالات السياسية التي تجري مع جناح "معتدل" في "طالبان". وابلغ الى "الحياة" خبير روسي في شؤون آسيا الوسطى ان الجنرال دوستم "لا يمانع" في اشراك عدد من "المعتدلين" في الحكومة المقبلة ما اثار استياء حلفائه من "الطاجيك" الذين يرفضون اي وجود ل"طالبان" في الحكم لاحقاً. ويحظى موقف دوستم ومن ورائه طشقند بدعم الولاياتالمتحدة. وذكرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" ان واشنطن عرضت على اوزبكستان صفقة كبرى تقضى بأن تحصل طشقند على ثمانية بلايين دولار مساعدات مالية واستثمارات في حقول الصناعة والزراعة مقابل الموافقة على وجود عسكري دائم في الاراضي الاوزبكية. واكدت الصحيفة ان معلومات في هذا الشأن درست في اجتماع الرئيس فلاديمير بوتين مع كبار قادة القوات المسلحة الذين حذروا من "تغيير جذري في المعادلات الجيوسياسية" في المنطقة. الا ان موسكو عاجزة عن وقف "الزحف المالي" الاميركي، اذ ان الرقم الذي ذكر ان الولاياتالمتحدة عرضته على اوزبكستان يعادل الموازنة السنوية للجيش الروسي. وفي ضوء ذلك اتخذ بوتين قراره المثير للجدل بالتخلي عن اهم قاعدتين في كوبا وفيتنام بحجة "توفير الاموال". من جهتها اكدت الولاياتالمتحدة انها ليست قلقة من انعقاد اجتماع لمندوبين عن الدول المجاورة لافغانستان في طهران. وصرح مساعد المتحدث باسم الخارجية فيليب ريكر "لا نرى اي تضارب"، مذكراً بأن الدول المجاورة لافغانستانباكستانوايران واوزبكستان وطاجيسكتان وتركمانستان والصين فضلاً عن روسياوالولاياتالمتحدة تجري مشاورات في ما بينها منذ سنوات. وكان مصدر افغاني اعلن في دوشانبه ان مندوبين ديبلوماسيين او عسكريين عن الدول الست سيجتمعون في طهران. ويأتي هذا اللقاء فيما يبدو ان روسيا وتحالف الشمال المعارضة الافغانية لا يرغبان في ترك المبادرة على الارض محصورة بواشنطن وحدها. في نيويورك اعلن ريتشارد هاس ارفع مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية للشؤون الافغانية الخميس ان واشنطنوالاممالمتحدة متفقتان بشكل تام على موضوع مستقبل افغانستان. وقال في ختام لقاء مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان: "لا ارى فرقاً بين الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة"، مشيراً الى "انه لا يزال من المبكر وضع خطط". ولم يشأ هاس التحدث عن "سيناريوهات" لفترة ما بعد "طالبان"، بعد اكثر من عشرة ايام على الغارات ضد النظام المتهم بحماية اسامة بن لادن الذي يعتبر مسؤولا عن اعتداءات 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة. واضاف: "نريد ان نتأكد من ان افغانستان لن تكون ابداً بلدا للارهاب او ملاذاً للارهابيين". الى ذلك، اعلنت مصادر تحالف الشمال امس ان زعيم "طالبان" الملا محمد عمر اوفد مبعوثين الى مقاتلي المعارضة يقترح عليهم الانضمام الى صفوفه لمحاربة "الاجتياح الاميركي". واكد القائد داود الذي يقود قوات المعارضة في فرخار شرق طالوقان اقليم تخار انه استقبل في مقر قيادته موفدين لطالبان نقلوا اليه رسالة شفوية من الملا عمر. واوضح ان الوفد ضم ستة وجهاء نقلوا اليه رسالة من الملا عمر تقترح على قادة المعارضة العسكريين الانضمام اليه لمحاربة "الاجتياح الاميركي".