نفت موسكو احتمال مشاركتها في عمليات عسكرية ضد افغانستان، إلا أنها أيدت استخدام القوة "في حالات استثنائية". ولمح وزير الدفاع سيرغي ايفانوف الى ان بلاده دعت الغرب الى اتخاذ اجراءات ضد منظمات اسلامية تعمل في أوروبا، فيما حذر رئيس البرلمان غينادي سيلزنيوف من مخاطر "التوسيع الجغرافي" للعمليات. والتقى في دوشانبه الرئيس الطاجيكي علي إمام رحمانوف والرئيس الأفغاني المعترف به من الأممالمتحدة برهان الدين رباني. والقى ايفانوف كلمة في مجلس الفيديرالية الشيوخ أوضح فيها ان موسكو وافقت على توفير ممرات جوية لعبور طائرات نقل اميركية. ولكنه قال انها لن تسمح بمرور الطائرات المقاتلة. وأضاف ان القوة العسكرية "يمكن ان تستخدم في حالات استثنائية كما في افغانستان والشيشان"، لكنه دعا الأميركيين الى توخي "الدقة" عند توجيه الضربات. ولفت الأنظار ان وزير الدفاع أضفى بعداً دولياً واسعاً على العمليات الجارية، وقال ان افغانستان هي "مركز لإعداد ارهابيين" يعملون في مختلف مناطق العالم ابتداء من الفيليبين واندونيسيا، وانتهاء بالبلقان. وكان ايفانوف أشار الى احتمال موافقة روسيا على ان تشمل الضربات الأميركية دولاً أخرى، وقال ان "الارهاب ينبغي أن يحارب أينما كان ... وليس في افغانستان وحدها". وقال ل"الحياة" ديبلوماسي عربي في موسكو ان هذه العبارة "سمعت بوضوح" في العواصم العربية المعنية. وأضاف ان بغداد لا يمكن أن تدع مثل هذه الأقوال تمر من دون التفاعل معها، خصوصاً ان ما ورد على لسان ايفانوف تزامن مع تهديدات اميركية سافرة للعراق. إلا أن هناك خلافاً بين القيادات الروسية في هذا الشأن. فقد أشار سيلزنيوف الى ان "التوسيع الجغرافي للعمليات الانتقامية" الأميركية وشمول دول أخرى "مرفوض رفضاً باتاً". وأضاف ان الولاياتالمتحدة ينبغي أن "تتشاور مع مجلس الأمن لا أن تحيطه علماً" بنيتها الشروع في قصف بلد أو آخر. وكشف ايفانوف انه أوفد جنرالات قال انهم "رفيعو المستوى" الى طشقند ودوشانبه للتنسيق مع "جهات اجنبية". ويفهم من ذلك ان موسكو تتعاون، ليس مع الاوزبكيين والطاجيكيين، بل مع الأميركيين والبريطانيين الذين أكدت مصادر مختلفة وجودهم في اوزباكستان وطاجيكستان. وأشار وزير الدفاع الروسي الى انه لن يوفد مستشارين أو مدربين الى معسكرات "التحالف الشمالي"، وشدد على أن الافغانيين أنفسهم طلبوا معدات سوفياتية قديمة، خصوصاً دبابات "ت 55" ورشاشات "كلاشنيكوف" واكد انهم "يتقنون استعمالها أفضل مما نفعل نحن". ومن جانبه أشار الجنرال محمد فهيم الذي خلف احمد شاه مسعود في قيادة "التحالف" الى انه يعتبر روسيا "شريكاً استراتيجياً"، ويولي "أهمية كبيرة" لما ترسله من معدات وما تقدمه من مساعدات سياسية ومعنوية. ووصل برهان الدين رباني الى دوشانبه حيث عقد أمس لقاء مطولاً مع الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف. وعلمت "الحياة" من مصدر في دوشانبه ان الحوار تناول المساعدات اللوجستية والعسكرية التي ستقدم الى قوات التحالف. واشار نائب وزير الدفاع في حكومة رباني عتيق الله باريالاي الى ان القيادة العسكرية لقوات "التحالف" تأمل في مساعدة قوات برية اميركية عند مهاجمة كابول". وأضاف ان موعد الهجوم سيتحدد في ضوء "نجاح التعاون" مع الأميركيين. ووردت انباء غير رسمية عن تكثيف رحلات الطائرات الاميركية الى طاجيكستان. وفي تأكيد غير مباشر لهذه الأنباء اعلنت روسيا انها قررت تحويل طائرات النقل التي ترسلها الى طاجيكستان من مطار دوشانبه الى مطار قلاب الجنوبي الذي يبعد 60 كيلومتراً عن الحدود الطاجيكية - الافغانية. ويرى مراقبون ان هذا القرار قد يعزى أولاً الى استخدام مطار دوشانبه من قبل الطائرات الأميركية، وثانياً الى أن روسيا تشحن كميات كبيرة من الأسلحة الى "التحالف".