واصل الرئيس المصري حسني مبارك اتصالاته المكثفة التي بدأها في اليومين الماضيين وتستهدف احتواء عملية التصعيد وتستشرف سبل تهدئة الأوضاع بين اسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية. وأجرى مبارك اتصالين هاتفيين مع الرئيس ياسر عرفات، كما تلقى اتصالاً من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني واتصالا من كل من وزير خارجية المانيا يوشكا فيشر والممثل السامي للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. ودعا مجلس الوزراء المصري في اجتماعه أمس الى استئناف الجهود السياسية لتحقيق تسوية في الشرق الأوسط. وصرح وزير الإعلام السيد صفوت الشريف عقب الاجتماع بأن المجلس شدد على دعوته الى ضرورة احتواء الموقف واتخاذ خطوات جادة من الجانبين لوقف كل الأعمال العسكرية ووقف أعمال العنف والبدء فوراً بوقف النار وتهدئة الموقف والاستجابة للجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل استئناف الجهود السياسية وصولاً إلى تسوية تحقق للشعب الفلسطيني حقوقه وتضمن أمن جميع الأطراف وذلك كخطوة أولى لتنفيذ المبادرة المصرية - الأردنية وتطبيق توصيات تقرير ميتشل. وأوضح الشريف أن المجلس أوصى بالتنسيق على المستوى العربي في هذا الاطار. على صعيد آخر، التقى الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى أمس السفير الاميركي في القاهرة دانيال كيرتزر وبحثا في الأوضاع المتردية في المنطقة. وقال كيرتزر عقب اللقاء إنه أبلغ موسى بالاتصالات المكثفة التي اجراها الرئيس جورج بوش ووزير الخارجية كولن باول خلال الساعات الاخيرة. وأعرب كيرتزر عن أمله في أن تسفر هذه الاتصالات عن نتائج تؤدي إلى وقف النار فعلا وأن يتوقف الجانبان عن العمليات العسكرية والعنف. وأكد أن الرئيس بوش والوزير باول على اتصال مكثف مع زعماء وقادة دول المنطقة والعالم للوصول إلى طريقة عملية لوقف العنف وتنفيذ توصيات تقرير لجنة ميتشل. وأشار الى أن باول اتصل بنظيره المصري أحمد ماهر مرتين خلال الساعات الاربع والعشرين الأخيرة. وقال كيرتزر إنه اتفق مع موسى على بقاء اميركا والجامعة العربية على اتصال مستمر للتشاور. ومن جانبه أعلن موسى أنه يجري مشاورات واتصالات مع الرئيس عرفات ووزراء الخارجية العرب بهدف إعداد الموقف العربي لمواجهة جميع الاحتمالات القائمة في المنطقة في ضوء تصاعد التهديدات الإسرائيلية بالانتقام من الشعب الفلسطيني، وأكد موسى مجدداً أن الانتفاضة هي انتفاضة ضد الاحتلال وأن بقاءه يزيد من الاحباط والثورة داعياً إلى التحرك السياسي للتعامل مع هذا الاحباط الفلسطيني، مشيراً إلى المبادرة المصرية - الاردنية وتوصيات لجنة ميتشل.