سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باريس وموسكو ولندن وبون والقاهرة تدين العمليات الانتحارية وتدعو الى وقف العنف واستئناف المفاوضات . بوش "يدين بشدة" الهجمات في القدس الغربية ويدعو عرفات إلى اعتقال المسؤولين عنها "فوراً"
واشنطن، غزة، الرباط، موسكو، القاهرة، عمان، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - دان الرئيس الاميركي جورج بوش "بشدة" العملية الانتحارية التي قام بها فلسطينيان في القدس الغربية قبيل منتصف ليل السبت ودعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى القاء القبض على المسؤولين عنها فورا. وقال الرئيس بوش في بيان: "فجعت بنبأ الاعتداءات التي وقعت هذا المساء السبت في القدس وحزنت لها". واضاف: "اني ادينها بشدة واعتبرها أعمالاً إرهابية ولا يمكن لأي صاحب ضمير ان يسمح بها ولا يمكن لأي قضية ان تبررها مطلقا". وتابع: "على الرئيس عرفات والسلطة الفلسطينية ان تلقي القبض فوراً على المسؤولين عن هذه الاعمال البشعة وعليهم ايضا ان يتحركوا بسرعة وبشكل حاسم ضد المنظمات التي تدعمهم". وأوضح بوش: "على الرئيس عرفات وعلى السلطة الفلسطينية ان تثبت عبر اعمالها وليس فقط بالكلام، التزامها بمكافحة الارهاب". وأعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول من جهته انه افهم "بكل وضوح" الرئيس الفلسيطيني انه يجب وضع حد ل"الاعتداءات الارهابية" كتلك التي وقعت ليل السبت - الاحد في القدس الغربية باتخاذ اجراءات "فورية" ضد المسؤولين عنها. وقال باول في بيان السبت إن "الولاياتالمتحدة تدين بأشد الألفاظ الاعتداءات الارهابية الشريرة البشعة التي وقعت في القدس". وأعلن انه تحدث الى عرفات وافهمه "بوضوح كلي ان هذه الاعمال المقيتة والجبانة يجب وضع حد لها باتخاذ اجراءات فورية وكاملة ومتواصلة من قبل السلطة الفلسطينية ضد الافراد المسؤولين عنها وضد البنى التحتية للمجموعات التي تدعمهم". وأضاف باول: "لا وجود لأعذار في حال عدم اتخاذ اجراءات فورية وكاملة ضد المسؤولين عن هذه الاعمال الدنيئة". وأشار باول الى انه قدم تعازيه لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي كان موجودا في نيويورك "وكررت له دعمنا الثابت لإسرائيل في مكافحة الارهاب". واضاف: "ارغب في الاعراب عن تعاطفي العميق مع أسر الذين قتلوا في هذه الاعتداءات الوحشية متمنيا الشفاء للجرحى ورافعا صلواتي لهم ولعائلاتهم". وأكدت وكالة الانباء الفلسطينية امس ان الرئيس عرفات تلقى فجر الاحد اتصالاً هاتفياً من باول قالت إنه تناول آخر التطورات في اعقاب العمليات التى وقعت في القدس. وذكرت "وفا" ان الرئيس الفلسطيني استعرض خلال الاتصال مع باول "آخر التطورات في ضوء العمليات التي وقعت في القدس واستهدفت مدنيين اسرائيليين". وأضافت انه جرى استعراض "الجهود الاميركية التي يبذلها المبعوث الاميركي الجنرال انتوني زيني لانقاذ وحماية عملية السلام". ودانت دول عربية وغربية الانفجارات التي وقعت في القدس وحيفا واسفرت عن مقتل 25 شخصاً. وفيما دعت باريس الى وقف دائرة العنف واستئناف المفاوضات، حضت موسكو الجانبين على تطبيق توصيات "ميتشل"، كما دعت القاهرة الى وقف الاعمال الانتقامية حقناً للدماء، فيما دان الاردن "استهداف المدنيين". وكانت قنبلة انفجرت في باص في حيفا شمال اسرائيل صباح أمس مسفرة عن مقتل 15 شخصا على الاقل. وسبق ذلك ب 12 ساعة هجومان انتحاريان وهجوم ثالث بسيارة ملغومة في القدس الغربية، ما أسفر عن مقتل عشرة اسرائيليين واصابة 150. ودان الرئيس جاك شيراك الهجمات "البغيضة التي لا يمكن تفسيرها او تبريرها"، وقال خلال زيارة رسمية للمغرب: "ينبغي وقف دائرة العنف المأساوية هذه. وهي لن تتوقف من دون حوار بين الاسرائيليين والفلسطينيين". كذلك دانت روسيا التفجيرات في القدس ووصفتها بأنها "جريمة بشعة... ترمي الى تقويض المحاولات الاخيرة لايجاد تسوية للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي الطويل". ودعت السلطة الفلسطينية الى اعتقال المسؤولين عن هذه الهجمات وتقديمهم الى المحاكمة. كما دعت الجانبين الى تنفيذ توصيات "ميتشل". ودان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بشدة الهجمات التي "ليس لها ما يبررها"، معربا عن احساسه العميق بالصدمة لاستهداف المدنيين الابرياء. ورحب في بيان بتعهد السلطة الفلسطينية ملاحقة المسؤولين عن الهجمات، وطالب بمحاكمتهم. وحض وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الجانبين على العودة الى طاولة المفاوضات، كما دعا الرئيس ياسر عرفات "الى فعل ما بوسعه" من اجل وقف مثل هذه الهجمات واعتقال المتورطين فيها. وفي القاهرة، اعرب الرئيس حسني مبارك في مقابلة مع وكالة انباء الشرق الاوسط عن اسفه ازاء "الاحداث" في القدس، ودعا الى "وقف الاعمال الانتقامية والعسكرية حقنا للدماء". وطالب ب"ضرورة التصدي لمحاولات نسف جهود السلام وان يتحمل الجميع مسؤولياتهم تجاوبا مع تطلعات المجتمع الدولي الرامية الى تحقيق الامن والاستقرار للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني"، مشدداً على عدم "وجود بديل عن العودة الى التفاوض والحوار". وفي عمان، دان وزير الخارجية الاردني عبد الاله الخطيب استهداف المدنيين غداة العمليتين الانتحاريتين في القدس الغربية، مؤكدا ان "الاردن اذ يدين استهداف المدنيين فإنه يعبر عن اسفه لسقوط هذا العدد من الضحايا ويأمل في ان تكون هذه الخسائر البشرية اضافة الى كل الخسائر خلال الاشهر الاربعة عشر الماضية كافية لاقناع الجميع بأن هذه المواجهات الدموية لن تؤدي باي حال من الاحوال الى تحقيق فائدة لأي من الاطراف". واضاف ان "العنف لا يولد الا مزيدا من العنف"، معتبراً ان التفجيرات "ما هي الا فصل آخر من فصول حلقة مفرغة من العنف والعنف المضاد دخلتها المواجهة الفلسطينية - الاسرائيلية". ودعا "الى تكثيف الجهود الدولية الكفيلة ببدئها المفاوضات بما في ذلك دعم الجهود التي تبذلها الادارة الاميركية حاليا في هذا الاتجاه".