تلقى الرئيس المصري حسني مبارك ظهر أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش، وأعلن مصدر ديبلوماسي مصري أن الرئيسين تناولا خلال الاتصال الجهود التي ستقوم بها واشنطن مع الاطراف المعنية للبحث في امكانية تنفيذ توصيات لجنة ميتشل ووقف العمليات العسكرية وتهدئة الموقف في منطقة الشرق الاوسط وإعادة عملية السلام الى مسارها الطبيعي بما في ذلك المهمة التي سيقوم بها المبعوث الاميركي لدول المنطقة لهذا الغرض. وأوضح المصدر أن مبارك رحب خلال المحادثة الهاتفية مع بوش بالقرار الاميركي الهادف لتفعيل مقترحات لجنة ميتشل والمبادرة المصرية - الاردنية في ضوء التأييد الدولي المتزايد لهما والذي يجعلهما التقرير والمبادرة أساساً متوازناً يمكن البناء عليه لإعادة الهدوء للمنطقة. وأشار المصدر إلى أن الرئيسين اتفقا على استمرار التشاور على ضوء ما ستسفر عنه الاتصالات الاميركية مع الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني في الايام القليلة المقبلة بهدف تعزيز فرص التوصل الى السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط في أقرب وقت ممكن. وكانت واشنطن طلبت من فريق العمل الاميركي المكلف وضع خطة عمل لتنفيذ توصيات تقرير ميتشل والمبادرة المصرية - الاردنية عقد اجتماع في العاصمة الاردنيةعمان في غضون الساعات القليلة المقبلة. وذكرت مصادر ديبلوماسية مصرية أمس أن فريق العمل الذي يرأسه مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا وسفير اميركا السابق في الاردن ويليام بيرنز، سيضم كلاً من سفير الولاياتالمتحدة في القاهرة دانيال كيرتزر والقنصل الاميركي في اسرائيل، وأوضحت المصادر أن الهدف من اجتماع فريق العمل الاميركي في عمان هو تفعيل الدور الاميركي نحو وقف العنف وتجميد المستوطنات ورفع الحصار الجائر على الفلسطينيين، تنفيذاً لتوصيات تقرير ميتشل والمبادرة المصرية - الاردنية وذلك في استجابة اميركية سريعة لنداءات ورسائل واتصالات وجهود الرئيس حسني مبارك المكثفة، ومطالبته الرئيس الاميركي جورج بوش بوضع حد للتدهور الخطير في الموقف في الاراضي الفلسطينية. وكان مبارك حمّل كيرتزر أمس رسالة تعبر عن قلقه العميق ازاء الأوضاع الخطيرة في المنطقة، فيما أعلن وزير الخارجية السيد أحمد ماهر ترحيب مصر بالموقف الاميركي الايجابي الذي عبر عنه وزير الخارجية الاميركي كولن باول ازاء تقرير لجنة ميتشل والمبادرة المصرية - الاردنية، اللذين يستهدفان وضع حد للوضع الخطير الذي ترتب على الممارسات العدوانية غير المسبوقة من جانب الحكومة الإسرائيلية واتاحة الفرصة للقيام بإجراءات لبناء الثقة تسمح باستئناف العمل في جو هادئ لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن الحقوق ويحقق الشرعية الدولية. ودعا ماهر الحكومة الاسرائيلية الى وقف الاعتداءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني فوراً ورفع الحصار الجائر ووقف كل أنواع الانشطة الاستيطانية واستجابة الجهود الاميركية وجهود المجتمع الدولي التي ترمي الى خلق الجو الملائم لتحرك سلمي وايجابي يحقق تطلع كل شعوب المنطقة الى الاستمتاع بحقوقها والعيش في امان.