لندن، نيويورك - "الحياة"، رويترز، أ ب - كان رد فعل الاسواق الاسيوية والاوروبية على كلمة الن غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي في شأن وضع الاقتصاد الاميركي واسعار الفائدة محدوداً نسبياً، اذ ارتفع الدولار مقابل الين نحو ين بعد هبوطه أمس دون 119 يناً مسجلاً أدنى مستوى منذ 11 اسبوعاً. وسجل الدولار في الاسواق الاوروبية بعد ظهر أمس 120.57 ين مقابل 119.90 ين في اواخر التعامل في نيويورك أول من أمس. واستقر اليورو أمام العملتين الاميركية واليابانية في أوائل المعاملات في أوروبا أمس وتأرجح حول 0.8620 دولار و103.70 ين. وقال متعاملون ان العملة الاوروبية الموحدة انتعشت بعد الخسائر الحادة التي منيت بها هذا الاسبوع مع تزايد المخاوف في شأن احتمالات تدخل البنوك المركزية. وترك الن غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي الباب مفتوحاً امام خفض جديد في اسعار الفائدة، لكنه أشار الى ان حملة خفض اسعار الفائدة التي بدأها المجلس هذه السنة ربما تكون في طريقها الى النهاية. وبعد تحذيرات غرينسبان أعلنت وزارة التجارة الاميركية أمس انها عدلت معدل النمو الاقتصادي خلال الربع الاول الى 1.3 في المئة من اثنين في المئة حسب التوقعات السابقة. وقال غرينسبان ان الاقتصاد الاميركي مازال يواجه خطر التراجع بدرجة اكبر من المتوقع، لكنه اضاف ان من المنتظر ان تقدم سلسلة تخفيضات اسعار الفائدة التي قررها البنك المركزي هذه السنة دعماً "مهماً" للاقتصاد بحلول نهاية السنة الجارية. واضاف غرينسبان في كلمة امام مجموعة من المسؤولين الماليين خلال مأدبة عشاء في نادي "ايكونوميك كلوب اوف نيويورك": "هذه الفترة من النمو الاقتصادي الاقل من المتوسط لم تنته بعد ونحن لم نتخلص بعد من خطر ان يأتي ضعف الاقتصاد اكبر من المتوقع حالياً وهو ما يستلزم رداً بمواصلة تخفيف السياسة الائتمانية". وقال في وقت لاحق وهو يشير الى ان اجراءات مجلس الاحتياط الفيديرالي تؤثر على الاقتصاد الان أسرع من الماضي: "لكننا نحتاج لان ندرك ان الاجراءات التي نتخذها هذه السنة ستقدم دعماً مهماً للنشاط الاقتصادي في وقت لاحق من السنة الجارية". وقال: "اليوم جميع العاملين في قطاع الاعمال يقرأون فعلياً البيانات نفسها ونتيجة لذلك فانهم يتصرفون بطريقة اكثر تناسقاً والنتيجة هي الاسراع التام بالعملية". وجاءت كلمة غرينسبان بعد تسعة ايام من خفض مجلس الاحتياط الفيديرالي اسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية وللمرة الخامسة هذه السنة، ليصبح سعر الفائدة الرئيسية على الدولار أربعة في المئة، وذلك لدعم الاقتصاد الاميركي المضطرب وكانت اول كلمة يتحدث فيها بعمق عن حالة الاقتصاد في ثلاثة اشهر. ويعقد الاجتماع المقبل للجنة السياسات في مجلس الاحتياط الفيديرالي يومي 26 و27 حزيران يونيو المقبل للبحث في أسعار الفائدة. ورأى الاقتصاديون في كلمة غرينسبان رسالة متوازنة. وقال بول كاسريل الاقتصادي في مؤسسة "نورذرن تراست": "لقد ترك خياراته مفتوحة لكنه يرسل اشارة على ان النهاية قريبة لتخفيضات اسعار الفائدة".