توقع محللون ان يخفض مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي اسعار الفائدة مجدداً عند اجتماع اللجنة المعنية باتخاذ قرارات الفائدة التابعة للمجلس الاسبوع المقبل، بعدما أشار ألن غرينسبان رئيس المجلس الى ان الاقتصاد الاميركي قد لا يحقق أي نمو على الاطلاق في الربع الاول من السنة الجارية. واشنطن، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ب - رحب البيت الابيض بالشهادة التي ادلى بها الن غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي يوم الاول من أمس أمام الكونغرس والتي أشار فيها الى مزايا محتملة لخفض الضرائب، قائلاً انها تعزز خطة الرئيس جورج بوش الابن الرامية الى اجراء تخفيضات ضريبية. وقال اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض: "إنها لبادرة مشجعة جداً ان نرى غرينسبان وهو يبرز أهمية التخفيضات الضريبية، ويحدونا الأمل في ان ينضم الكونغرس الى الرئيس بوش ورئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي في خفض الضرائب... وإقرار التخفيضات الضريبية التي يقترحها بوش حتى يمكننا حماية قوة اقتصادنا". وقال غرينسبان امام لجنة الموازنة التابعة لمجلس الشيوخ الاميركي ان الاقتصاد الاميركي تباطأ بشكل حاد وان من الممكن ان يأتي خفض الضرائب بنفع ملموس اذا امتد الضعف الاقتصادي الراهن الى ابعد مما يبدو مرجحاً الآن. إلا أن غرينسبان امتنع عن التعليق بشكل مباشر على خطة بوش لخفض الضرائب على مدى عشرة اعوام. وقال فلايشر ان غرينسبان اوضح ان هناك مجالا لتخفيضات في الضرائب وان الكونغرس يمكنه خفض الضرائب. وقال مستشار اقتصادي رفيع للرئيس جورج بوش ان شهادة غرينسبان عن الضرائب يمكن اعتبارها تعزيزاً لاقتراح التعجيل بتنفيذ خطة بوش لخفض الضرائب. وأضاف المستشار الاقتصادي لورانس ليندساي رداً على سؤال ل"رويترز" في حوار هاتفي حول تصريحات غرينسبان في شأن التعجيل في فرض خفض ضريبي او تنفيذه بأثر رجعي: "اعتقد ان قراءة ما قاله تؤدي قطعاً الى هذه النتيجة. واعتقد انه كان واضحاً كل الوضوح في ذلك". ومن المتوقع ان يعرض بوش اقتراحه لاجراء خفض ضريبي بقيمة 1.6 تريليون دولار على مدى عشر سنوات على الكونغرس في وقت ما بعد ان تكتمل في شباط فبراير تعديلات مشروع الموازنة. ومن المعروف انه يدرس تنفيذ الخفض المقترح تدريجاً ولكن على مراحل أسرع مما كان متصوراً خلال حملته الانتخابية او تنفيذها بأثر رجعي. وقال غرينسبان في شهادته ان الفائض الفيديرالي، الذي تقدر بعض المصادر انه قد يرتفع الى خمسة تريليونات دولار خلال السنوات العشر المقبلة، يفسح المجال أمام خفض الضرائب. واختلط اداء الاسواق الاميركية عقب تصريحات غرينسبان، ففي نيويورك أول من أمس، قفزت الاسهم الاميركية الممتازة في بورصة "وول ستريت" لتغلق على اعلى مستوى لها في ثلاثة اسابيع بعد تصريحات غرينسبان في شأن خفض الضرائب. وارتفع مؤشر "داو جونز" للاسهم الصناعية الى 10729.52 نقطة، بزيادة مقدارها 82.55 نقطة ونسبتها 0.78 في المئة على سعر الاقفال السابق. لكن اسهم الشركات في مؤشر "ناسداك" المجمع، الذي تغلب عليه شركات التكنولوجيا، هبط بصورة حادة الى 2754.28 نقطة عند اقفال السوق أول من أمس، بخسارة مقدارها 104.87 نقطة ونسبتها 3.67 في المئة. ويشار الى ان اسهم التكنولوجيا تأثرت ايضاً من تحذير شركة "كونينغ" من سوق قاتمة تنتظر قطاع الاتصالات. كما تأثر المؤشر من اعلان شركة "اريكسون" السويدية، ثالث أكبر شركة في العالم لانتاج الهواتف النقالة، انها تنوي التوقف عن الانتاج لوقف الخسائر في قطاع انتاج الاجهزة للمستهلك. وهذا هو أعلى مستوى اغلاق لمؤشر "داو جونز" منذ الرابع من كانون الثاني يناير، وتبلغ نسبة ارتفاعه منذ مطلع السنة الجارية نحو 0.5 في المئة عن مستواه في بداية السنة، في حين ان "ناسداك" ارتفع 11.5 في المئة خلال الفترة نفسها. وتأمل وول ستريت في ان تعيد تخفيضات الضرائب التي يقترحها بوش اموالاً الى المستثمرين والمستهلكين. وامتنع غرينسبان في تعليقاته أول من أمس عن التعقيب على النتيجة المحتملة لاجتماع لجنة تحديد اسعار الفائدة التابعة لمجلس الاحتياط الفيديرالي يومي الثلثاء والاربعاء المقبلين، لكنه قال ان الاقتصاد الاميركي تباطأ بشكل حاد بدرجة قد لا يحقق معها أي نمو على الاطلاق. وفسر كثيرون كلماته على انها تلميح آخر إلى مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة للحيلولة دون وقوع الاقتصاد في الركود. وكان مجلس الاحتياط الفيديرالي قال في تقرير اخير ان المؤشرات تشير الى تعرض الاقتصاد الاميركي الى تباطؤ أسرع من المتوقع نتيجة عوامل عدة، من بينها الأثر السلبي لارتفاع اسعار الطاقة على الطلب وتآكل ثقة المستهلك والتراجع الكبير في مبيعات وأرباح الشركات والضعف الذي أصاب بعض قطاعات اسواق المال. وتتوقع الاسواق ان يخفض مجلس الاحتياط الفيديرالي أسعار الفائدة ثانية بعدما خفض سعر فائدة صندوق الاحتياط من 6.5 في المئة الى ستة في المئة في الثالث من الشهر الجاري، وخفض فائدة الخصم على مرحلتين من ستة في المئة الى 5.5 في المئة. وجاء خفض الفائدة خارج موعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة، وهي لجنة تحديد اسعار الفائدة، الذي سيعقد الاسبوع المقبل.