تدهورت اسعار الاسهم في الاسواق الدولية الى مستويات دنيا قياسية خلال اليومين الماضيين بعدما قال رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي الن غرينسبان انه لا يحبذ خفض اسعار الفائدة خارج مواعيد اجتماع لجنة السوق المفتوحة التابعة للمجلس، التي تجتمع دورياً للبحث في اسعار الفائدة، على رغم اشارته الى ان النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة لايزال شبه منعدم. لكن غرينسبان لم يستبعد خفض اسعار الفائدة على الدولار مجدداً لحفز النمو الاقتصادي. لندن، طوكيو، واشنطن - "الحياة"، رويترز - تضررت الاسواق الدولية من تصريحات رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي الذي تحدث بنبرة متفائلة بشكل حذر في كلمته عن الاقتصاد الاميركي أمام مجلس النواب الاميركي أول من أمس. ولم ترتح الاسواق الى تلميح غرينسبان ان اسعار الفائدة ستظل دون تغيير حتى الاجتماع التالي لمجلس الاحتياط في 20 آذار مارس، اذ اعرب غرينسبان عن عدم ارتياحه الى خفض الفائدة خارج المواعيد الرسمية لاجتماعات لجنة السوق المفتوحة التابعة للمجلس والتي تجتمع دورياً للبحث في اسعار الفائدة. وكانت الامال في خفض أسعار الفائدة قبل عقد اجتماع لجنة السواق تزايدت بعد ان قال واين انجيل الاقتصادي البارز في مجموعة "بير شتيرن" والرئيس السابق لمجلس الاحتياط الفيديرالي الاسبوع الماضي ان هناك احتمالاً نسبته 80 في المئة لخفض المجلس الفائدة نصف نقطة مئوية هذا الاسبوع. وقال غرينسبان في شهادته المعدلة امام الكونغرس: "الاقتصاد فيما يبدو يمضي في مسار اقل كثيراً من معدل النمو المعزز بالانتاجية وحتى بعد الخطوات التي اتخذناها في كانون الثاني يناير فمازالت هناك مخاطر بقاء الاقتصاد في طريق لا يتفق والاداء الاقتصادي الذي يبعث علي الارتياح". وأضاف غرينسبان ان التباطؤ المأسوي في النمو في اواخر عام 2000 كان "اقل وضوحاً" في كانون الثاني وشباط فبراير. وكان مجلس الاحتياط فاجأ الاسواق في الثالث من كانون الثاني يناير الماضي وخفض اسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية خارج الاجتماع الدوري للجنة، وخفض الفائدة ثانية بمقدار نصف نقطة في اليوم الاخير من الشهر نفسه في الموعد المقرر لاجتماع اللجنة وبمقدار نصف نقطة ايضاً. ويبلغ سعر فائدة الاحتياط ودائع ليلة واحدة حالياً5.5 في المئة وسعر فائدة الخصم القروض المباشرة من البنك المركزي للبنوك التجارية خمسة في المئة. وقال محللون ان رئيس مجلس الاحتياط لم يتحدث بوضوح عن مدى المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة والذي شهد نحو عقد من النمو المتواصل مع معدلات تضخم منخفضة. وجاءت تصريحات غرينسبان عقب نشر وزارة التجارة الاميركية تقريرها الاخير عن نمو اجمالي الناتج المحلي والذي قال ان النمو في الاشهر الثلاثة الاخيرة من العام الماضي تراجع الى 1.1 في المئة على اساس سنوي من توقعات بنمو نسبته 1.4 في المئة. ويتوقع اقتصاديون نمو الاقتصاد الاميركي بنسبة 2.1 في المئة السنة الجارية، مقابل 2.4 في المئة توقعات البيت الابيض في خطاب الموازنة الذي القاه الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش يوم الثلثاء الماضي. اسواق الاسهم وكانت اسعار الاسهم الاميركية هوت عند اقفال سوق نيويورك أول من أمس مع انحسار الامال في خفض مبكر لاسعار الفائدة بعد شهادة غرينسبان. وهبط مؤشر "ناسداك" المجمع الذي تغلب عليه اسهم قطاع التكنولوجيا 55.99 نقطة، أي نحو 2.54 في المئة، الى 2151.83 نقطة. وهبط مؤشر "داو جونز" للاسهم الصناعية 141.60 نقطة، أي بنسبة 1.33 في المئة، الى 10495.28 نقطة. وتدهورت أسعار الاسهم في بورصة طوكيو عند اغلاق السوق أمس الى ادنى مستوى تسجله منذ 15 عاماً. وعلى رغم ارتفاع اسعار اسهم البنوك بفعل خفض اسعار الفائدة اليابانية أول من أمس، الا ان أجواء التفاؤل لم تمتد الى السوق الاوسع نطاقاً والتي فقدت 6،1 في المئة من قيمتها لتغلق على ادنى مستوى لها منذ عام 1985. وتعرضت اسهم كبرى شركات التكنولوجيا ومنها "فوروكاوا اليكتريك" لضربة قوية بعد ان رأت السوق ان خفض بنك اليابان المركزي لاسعار الفائدة ليس كافيا لصرف الانتباه بعيداً عن اسهم التكنولوجيا المتهاوية في بورصة "وول ستريت" في نيويورك. وانخفض مؤشر "نيكاي" القياسي المؤلف من 225 سهماً الى 66،12681 نقطة مقابل 87،38915 نقطة وهو الذروة التي وصل اليها المؤشر في في كانون الاول ديسمبر عام 1989 قبل "انفجار الفقاعة". وفي لندن انخفض مؤشر "فاينانشال تايمز 100" للاسهم البريطانية الممتازة في اواخر جلسة التعامل الصباحية أمس الى 5888.5 نقطة، بخسارة 29.4 نقطة عن سعر الاقفال السابق، وهو ادنى مستوى يسجله منذ أكثر من 16 شهراً بعد تبدد المكاسب المبكرة للمؤشر بفعل ضغوط ناجمة عن ضعف قطاع اسهم شركات النفط والاتصالات. وكان المؤشر هبط الى 2،5869 نقطة في اكتوبر تشرين الاول أكتوبر عام 1999 وهبط أمس ما دون 5900 نقطة للمرة الاولى منذ ذلك الحين. وخسر مؤشر "داكس" للاسهم الالمانية 90.96 نقطة في اواخر جلسة التعامل الصباحية، أي نحو 1.47 في المئة، في حين خسرت الاسهم الفرنسية 69.62 نقطة تعادل 1.3 في المئة. وراوحت الخسائر في البورصات الدولية الاخرى بين واحد وثلاثة في المئة. الدولار والعملات الرئيسية تقدم اليورو على الدولار والين في اواخر معاملات طوكيو أمس لكن المتعاملين الذين كثيراً ما تعرضوا لصدمات من تقلبات اليورو وجدوا صعوبة في منح ثقتهم بالكامل للعملة الاوروبية الموحدة. كما ان الين وجد بعض الدعم من المصدرين اليابانيين. ومنح الخفض المفاجىء في اسعار الفائدة اليابانية أول من أمس دعماً غير مباشر للين. وبلغ سعر اليورو في اواخر تعاملات طوكيو 9234،0 دولار و15،108 ين مقارنة ب 9230،0 دولار و25،108 ين عند اغلاق نيويورك أول من أمس. وبلغ سعر الدولار 22،117 ين مقارنة مع 30،117 ين في نيويورك. وقال متعاملون ان الين ما زال يتعرض لضغوط بيع بعد ان فاجأ بنك اليابان المركزي السوق أول من أمس بقراره خفض اسعار الفائدة بمقدار 1،0 نقطة مئوية. لكن مسؤولاً في بنك ياباني قال ان بعض المتعاملين يحجمون عن زيادة مشترياتهم من الدولار مقابل الين مع تزايد القلق في شأن مسار الاقتصاد الاميركي. وعزز اليورو مكاسبه في اوائل معاملات اوروبا أمس ليصل الى اعلى مستوى له في اسبوعين فوق 9265،0 دولار. كما ساعد في ارتفاع اليورو توقعات بأن أداء اقتصاد منطقة اليورو قد يتجاوز اداء الاقتصاد الاميركي. النفط انخفضت اسعار النفط العالمية في اواخر التعامل أول من أمس بعد تصريحات غرينسبان في شأن النمو الاقتصادي. وهبط خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم نيسان أبريل 46 سنتاً الى 25.56 دولار، علماً انه كان مرتفعاً نحو 10 سنتات قبل شهادة غرينسبان أمام الكونغرس. وهبط سعر الخام الاميركي الخفيف 28 سنتاً في بورصة نيويورك التجارية "نايمكس" الى 85،27 دولار. وقال الرئيس الاميركي جورج بوش يوم الثلثاء ان الولاياتالمتحدة تواجه مشكلة خطيرة هي ازدياد اسعار الطاقة ونقص امدادات المعروض. تعليق الصور: الن غرينسبان أ ب سوق القطع في طوكيو أمس أ ب