} تراجع الدولار أمس مقابل معظم العملات الرئيسية وتراجعت اسعار الاسهم في البورصات الآسيوية والاوروبية بعد الخسائر في بورصة نيويورك أول من أمس، والتي جاءت عقب إعلان مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي خفض اسعار الفائدة الرئيسية للمرة الثانية في أقل من شهر. لندن، واشنطن - "الحياة"، رويترز، أ ب، أ ف ب - قال مجلس الاحتياط الفيديرالي انه خفض اسعار الفائدة الرئيسية نصف نقطة مئوية لان التعثر الاقتصادي استوجب رداً "سريعاً وقوياً". وبهذه الخطوة التي كانت اسواق المال تتوقعها تماماً والتي تأتي في اعقاب خفض مفاجىء لسعر الفائدة بالنسبة نفسها في اوائل الشهر الماضي، ينخفض سعر فائدة الاحتياط ودائع ليلة واحدة من ستة في المئة الى 5.5 في المئة وسعر فائدة الخصم القروض المباشرة من البنك المركزي للبنوك التجارية من 5.5 في المئة الى خمسة في المئة. لكن البنك المركزي الاوروبي لم يتبع نظيره الاميركي وقرر أمس تثبيت أسعار الفائدة الرئيسية الثلاثة على اليورو من دون تغيير على 4.75 في المئة. كما ثبت البنك ايضاً سعر الاقراض الحدي وسعر الايداع على 75،5 و75،3 في المئة على التوالي. وجاء احدث خفض لمعدل اسعار الفائدة الاميركية الرئيسية وسط فيض من البيانات السلبية من بينها ضعف نمو الاقتصاد الاميركي في الربع الاخير من العام الماضي، وتصريحات سابقة لرئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي ألن غرينسبان الذي توقع تراجع معدل النمو الاقتصادي في الربع الجاري الى الصفر. وبهذا الخفض الاخير في اسعار الفائدة يكون مجلس الاحتياط تراجع عن كل الزيادات في اسعار الفائدة خلال عام 2000. وقال المجلس في بيان اصدره أول من أمس في نهاية اجتماعاته التي استمرت يومين انه يظل منفتحاً ازاء فكرة المزيد من خفض الفائدة اذا واصل الاقتصاد تباطؤه. وقالت الحكومة الاميركية يوم الاربعاء ان مستوى النمو الاقتصادي تراجع بقوة في الربع الاخير من عام 2000 الى 1.4 في المئة محققاً اضعف اداء في خمسة أعوام ونصف العام. وتتباين آراء الاقتصاديين المستقلين في ما يتعلق بما اذا كانت الولاياتالمتحدة مهددة بحالة ركود شديدة ولكن لا ترى سوى قلة منهم ان حالة الركود بدأت بالفعل. لكن المحللين يرون ان غرينسبان نفسه كان يتمنى لو انه تحرك بشكل اسرع لخفض الفائدة خلال فترة الكساد في عامي 1990 و1991، وربما يراوده الاسف ايضاً لآخر زيادة في اسعار الفائدة بواقع نصف نقطة في أيار مايو من العام الماضي. وقال غاري ثاير الخبير الاقتصادي في مؤسسة "أي. جي ادوارد": "بخفض معدلات الفائدة للمرة الثانية في شهر فإن مجلس الاحتياط يحاول بذل كل ما في وسعه لمنع تزايد الاداء الضعيف للاقتصاد. انهم قلقون في شأن تدني ثقة المستهلكين واصحاب الاعمال". ويتوقع المحللون ان يواصل مجلس الاحتياط الفيديرالي خفض الفائدة خلال السنة الجارية. وسيعقد الاجتماع المقبل للجنة السوق المفتوحة في المجلس، وهي الهيئة المسؤولة عن اتخاذ قرارات اسعار الفائدة، يوم 20 آذار مارس المقبل. الاسهم والعملات واقبلت بورصة "وول ستريت" في نيويورك على الشراء أول من أمس على اساس اشاعات عن خفض اسعار الفائدة، ثم اندفعت نحو البيع لجني الارباح عقب اعلان نبأ الخفض لتهبط المؤشرات متأثرة بموجة البيع. وكانت اسهم شركات التكنولوجيا المتطورة الاسوأ حظاً، اذ اغلق مؤشر "ناسداك" المجمع منخفضا 65 نقطة وبنسبة 31،2 في المئة الى 2772 نقطة. واغلق مؤشر "داو جونز" الصناعي مرتفعاً ست نقاط فقط وبنسبة 0.06 في المئة الى 10887 نقطة. واغلقت اسهم طوكيو على هبوط أمس مع تعرض اسهم كبرى شركات التكنولوجيا لعمليات بيع قوية اثر هبوط سوق "ناسداك" الاميركية. وخسر المؤشر 0.46 في المئة من قيمته في نهاية التعامل مسجلاً 55،13779. وهبطت اسعار الاسهم في معظم البورصات الاوروبية الرئيسية بنسب تزيد على واحد في المئة. وعلى صعيد العملات، اجتذب اليورو الاضواء مجدداً وارتفع الى اعلى مستوياته في اسبوع مقابل الدولار والين. وبلغ سعر اليورو في اوروبا 0.9408 دولار بعد ظهر أمس مقابل 0.93 دولار أول من أمس. وبلغ سعر الدولار 115.67 ين في لندن مقابل 116.38 دولار في اواخر التعامل في نيويورك أول من أمس.