} في مواجهة قضائية قد تكون الأكثر إثارة في تاريخ الفيليبين، اعتقل في مانيلا الرئيس السابق جوزف استرادا، إثر مواجهات مع أنصاره، بتهم فساد ليدخل التاريخ، كأول رئيس فيليبيني يعتقل بسبب جنائي. مانيلا - أ ف ب، أ ب - أوقفت الشرطة الفيليبينية أمس الرئيس السابق جوزف استرادا في مقر اقامته في مانيلا، واقتادته الى السجن، تنفيذاً لأمر محكمة بعد اتهامه بسلب 80 مليون دولار من الموارد الاقتصادية للبلاد، وهي تهمة عقوبتها الاعدام، ولا تسمح بأن يبقى طليقاً بكفالة، على ما أعلن رئيس المحكمة فرانسيس غارتشيتورينا. واقتيد الرئيس السابق البالغ من العمر 64 عاماً، في سيارة الى مقر قيادة الشرطة حيث خصصت له زنزانة منفصلة. ونشرت السلطات الفيليبينية أعداداً كبيرة من الشرطة لتفادي وقوع تجاوزات، خصوصاً أن مواجهات دارت أمس في مانيلا بين انصار استرادا وقوات مكافحة الشغب، استخدمت خلالها الزجاجات الفارغة والهراوات. وكان استرادا الذي انتخب قبل ثلاثة أعوام، طرد من السلطة بضغط من الشارع المدعوم من الجيش في 20 كانون الثاني يناير الماضي، إثر فضيحة فساد. وسلم نفسه، الأسبوع الماضي، الى العدالة بعدما أصدرت محكمة خاصة بمكافحة الفساد أمراً باعتقاله بتهمة الفساد والحنث باليمين. لكنه دفع كفالة بقيمة أربعين الف بيزوس 800 دولار للبقاء خارج السجن. وكان تعهد قبيل توليه الحكم ان يخوض معركة ضد الفساد في الفيليبين. وتستند تهمة السلب، بحسب مانيلا، الى ان استرادا النجم السينمائي السابق، جمع بطريقة غير مشروعة اكثر من أربعة بلايين بيزوس 80 مليون دولار خلال 31 شهراً أمضاها على رأس الدولة، مستغلاً مركزه. ورد الرئيس السابق بأنه سيتصدى لكل التهم الموجهة اليه، وان "الحقيقة ستظهر في النهاية". وسجل هذا البيان الذي بث في الاذاعة المحلية في وقت احتشد مئات من أنصاره امام منزله، وشكلوا دروعاً بشرية لمنع الشرطة من القبض عليه. ولم يستطع فريق من جنرالات الشرطة، يحملون أمر اعتقاله، الاقتراب من منزله، إلا ان الشرطة نجحت في تفريقهم في وقت لاحق. وقال استرادا في بيانه: "انهم يواصلون التحرش بي وبأسرتي واصدقائي والشهود الذين في مصلحتي... سأتصدى لكل هذه التهم... وأطلب من الشعب ان يبلغ السلطات ان عليها احترام الدستور وحكم القانون". وتابع: "أناشد شعبنا الدفاع عن دستورنا لانه أعلى من كل الوكالات الحكومية، وأعلى من الرئيس، وأعلى حتى من المحكمة العليا". واعتبر صعود استرادا السياسي واعتقاله امراً أكثر مأسوية من اي دور أداه خلال حياته الفنية، خصوصاً أن أحد أبرز شهود الادعاء، وهو صديق شخصي له، وصف في احدى افاداته كيف حوّل استرادا المقر الرئيس حانة للشرب. وقال مقربون منه انه امضى الساعات الثلاث الأخيرة قبل اعتقاله في حال من الانهيار، وانه استجدى رجال الشرطة منحه وقتاً اضافياً ليستحم ويجمع أغراضه الشخصية ويودع اقرباءه.