واشنطن - أ ب - تشير الدلائل الاستخباراتية الى إمكان اختباء أسامة بن لادن وقادة شبكة "القاعدة" في الجبال البيضاء جنوب جلال آباد، على طول الحدود مع باكستان. وترجّح الاستخبارات الاميركية أن تكون هذه الجبال هي المخبأ الرئيسي لهؤلاء، بحسب مسؤول أميركي فضّل عدم كشف اسمه. وتعتقد القوات البشتونية المعارضة لحركة "طالبان" بان بن لادن موجود هناك، وهي تستعد لمداهمته، ربما طمعاً بالجائزة المعروضة لمن يعتقله أو يقتله، ومقدارها 25 مليون دولار. وقال عالم الجيولوجيا الأميركي جون شرودر، الخبير بطبيعة الارض الافغانية، أنه اطلع الحكومة الاميركية على أن الصخور التي تبدو وراء بن لادن في الشريط المصور هي من سلسلة الجبال البيضاء، وتعرف باسم سبين غار. وأضاف شرودر، استاذ الجيولوجيا في جامعة نبراسكا في أوماها: "كنت هناك، وطبقات الصخور متشابهة". ويعتقد خبراء بان أيمن الظواهري المساعد الاول لبن لادن وقادة آخرين في "القاعدة" موجودون في تلك المنطقة أيضاً. ويقول المسؤول الاميركي ان هذه المعلومات عن مكان بن لادن ومساعديه ليست مؤكدة، فهو يملك مساكن تحت الارض في منطقتي قندهار وآروزجان. وكان الجنرال تومي فرانكس قائد القوات الاميركية المشاركة في الحملة على أفغانستان قال إن البحث عن بن لادن يتركز على منطقة الجبال جنوب جلال آباد ومحيط معاقل "طالبان" في قندهار. وإذا كان بن لادن وأعوانه في تلك المنطقة فهم بلا شك في مجمع تورا بورا الذي كان مسكن المجاهدين ضد السوفيات في الثمانينات. فخلال هذه الحرب استخدم المجاهدون الافغان المساعدات المالية الاميركية لبناء مجمع تورا بورا في جبل غري خيل. وقال علي جلالي، وهو محارب سابق يعيش الآن في الولاياتالمتحدة، إن السوفيات قصفوا تورا بورا، ولكنهم لم يتمكنوا من إخراج المجاهدين. وفي التسعينات احتل اتباع بن لادن المنطقة وقاموا بتوسيع انشاءاتها، بحسب ما أوضح شرودر. وأضاف جلالي أنه يمكن لهؤلاء القادة أن يختبأوا في الكهوف الطبيعية داخل المناطق الحرشية. وتطل الواجهة الشمالية للجبال على مقاطعة نانغارهار قرب ممر خيبر الحدودي. وتشكل مدينة باراشينار الباكستانية الحدود الجنوبية لهذه الجبال، وهي مكان مثالي للمهربين تسيطر فيه قوة السلاح. أما باكستان فلا سلطة فعلية لها في هذه المنطقة لذلك يمكن بن لادن أن يعبرها إذا أراد أن يغادر أفغانستان. ويعتبر المحللون أن القبض على بن لادن أو قتله في الجبال مهمة محفوفة بالمخاطر. وقال جلالي: "لاخراج المقاتلين من مخابئهم، يجب أن تقوم القوات الاميركية أو القوات الحليفة بضرب طوق حول المنطقة يمنع وصول الامدادات من القرى المجاورة الى أعضاء شبكة القاعدة". وزعم حضرة علي مسؤول أمن ولاية نانغارهار أن اثنين من كبار الافغان في المنطقة تلقوا رسالة من بن لادن يقول فيها "لا اريد أن أحارب القوات المسلمة ولكن إن وجدت بينهم قوات غريبة فلا بد لي من محاربتها". وأضاف علي أنه لا يستطيع أن يثبت صحة هذه الرسالة.