إسلام آباد، قندهار - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - اعلن كينتون كيث الناطق باسم المركز الاعلامي الاميركي في إسلام آباد امس، ان العمليات العسكرية في افغانستان لن تتوقف ما لم يتم العثور على اسامة بن لادن وزعيم حركة "طالبان" ملا محمد عمر. وأعرب رئيس الحكومة الأفغانية الموقتة حميد كارزاي، في حديث الى وكالة "اسوشييتد برس"، عن اعتقاده بان "الارهاب هُزم الى حد بعيد" في أفغانستان. وافيد ان القوات الاميركية تستعد بالتعاون مع الميليشيات البشتونية المتحالفة معها، لحملة تستهدف تفتيش الكهوف والمخابئ الجبلية قرب تورا بورا في محاولة للتوصل الى ادلة قد تقود الى مكان وجود بن لادن. وجاء ذلك في وقت واصل ثمانية جرحى عرب من مقاتلي "القاعدة" التحصن في مستشفى في قندهار وفي حوزتهم اسلحة ومتفجرات. وفشلت كل المحاولات لاخراجهم من عنبر عزلوا انفسهم فيه. وفي إسلام آباد، قال الناطق باسم المركز الاعلامي الاميركي ان العمليات الجوية والبرية التي تنفذ بالاشتراك مع الميليشيات الافغانية المحلية، ستتواصل الى حين العثور على بن لادن وملا عمر. واضاف خلال مؤتمر صحافي: "لم نبلغ اهدافنا. حققنا تقدماً معقولاً، لكننا لم نقبض على ملا محمد عمر ولا على اسامة بن لادن. وسنواصل العمل الى ان نعثر عليهما وسنجدهما". واعلن ان القوات الاميركية والميليشيات المحلية المتحالفة معها لا تزال تبحث ايضاً عن عناصر اخرى من قياديي "القاعدة" و"طالبان". واضاف كيث انه في ما يخص "القاعدة" يتم البحث عن "كل الذين تورطوا في الارهاب"، مضيفاً ان "قيادة طالبان احتضنت هؤلاء الارهابيين واتاحت لهم الاستمرار والتنامي". واعتبر ان عناصر "طالبان" الآخرين من رتب ادنى "لا اهمية كبيرة لهم". الا انه لم يعط تفاصيل عن الاجراءات القضائية بالنسبة الى الاشخاص الموقوفين. وفي اطار الحملة المتواصلة لملاحقة قادة "القاعدة" و"طالبان"، أقدم المسؤول العسكري في جلال آباد حاجي محمد زمان خان على اعتقال القائد البشتوني المعروف أول غول بتهمة العلاقة مع "القاعدة". وكان غول أقنع "طالبان" بتسليم جلال آباد الى ميليشيات بشتونية. وفي مناطق القبائل الباكستانية، حذر حاكم الاقليم الشمالي الغربي عاصمته بيشاور القبائل من مغبة منح أي عربي اللجوء. وكانت قوات الأمن الباكستانية ألقت القبض على أكثر من 22 مواطناً بتهمة توفير الملاذ للعرب لكنها أفرجت عنهم بعدما ثبتت براءتهم. وعلى الصعيد الميداني، وسعت القوات الاميركية الخاصة التي تطارد بن لادن نطاق عملياتها في جبال افغانستانالشرقية، قرب تورا بورا ومنعت الصحافيين من الوصول الى مواقع جديدة. ورابطت مجموعات من الكومندوس من هذه القوات في مدرسة قريبة من قرية اغام على سفح الجبال البيض حيث تقع تورا بورا القاعدة السرية السابقة لبن لادن الواقعة على مسافة ثلاثين كلم جنوب جلال اباد. وكان الصحافيون يستطيعون الدخول الى القرية والطريق التي تمر قرب مدرستها. ولوحظ امس انه حظر عليهم الاقتراب من هذه الاخيرة ومحيطها حيث كان يحول دون ذلك مجاهدون مسلحون من القوات الافغانية المحلية الذين كلفتهم القوات الخاصة بابقائهم بعيدين. وطلب القائد المحلي حاجي موسى بناء على اوامر القائد حضرة علي حاكم ولاية نانغرهار بالوكالة، من فريق آخر من الصحافيين مغادرة قرية اغام بعد ظهر امس. ولم يبق للصحافيين من الان فصاعدا امكان التنقل سوى في الضواحي الجنوبية لمدينة جلال اباد او الطريق المؤدية الى اغام وتورا بورا. ولكن لم تصدر اي تعليمات في هذا الصدد في جلال اباد وما زالت الفوضى تعم بخصوص التعليمات التي اصدرتها السلطات المحلية. وافادت معلومات تسري منذ عدة ايام هناك عن وصول وشيك لتعزيزات اميركية الى منطقة تورا بورا. كارزاي وقال كارزاي في حديث الى "اسوشييتد برس" أمس: "قد تكون بعض جيوب الارهابيين لا تزال في أفغانستان لكني أعتقد بان الارهاب هُزم بشكل واسع". وأضاف ان "هناك بقايا للارهابيين أفراد أو مجموعات صغيرة سنبحث عنهم ونعتقلهم". ورأى ان على التحالف المناهض للارهاب "اخراج الارهابيين من مخابئهم واقتيادهم الى العدالة". أما بالنسبة الى بن لادن فقال انه لا يعرف مكانه فيما أكيد ان تقارير تصله تشير الى ن ملا عمر موجود في جبال هلمند شمال غربي قندهار. وقال وزير الخارجية الافغاني عبدالله عبد الله ان جيوبا من مقاتلي تنظيم "القاعدة" ما زالت صامدة في بعض القطاعات في جنوبافغانستان. واضاف في مؤتمر صحفي: "نعتقد بانه ما زالت هناك جيوب للقاعدة في بعض الاجزاء الجنوبية من افغانستان في اقليم بكتيا". واضاف ان جيوبا عدة ل"القاعدة" تنشط حول جنوب قندهار. قندهار وأعلن مسؤول في جهاز الاستخبارات في قندهار ان ثمانية من المقاتلين العرب الاعضاء في شبكة "القاعدة" واصلوا امس، التحصن في المستشفى الصيني في المدينة وفي حوزتهم اسلحة ومتفجرات. وأوضح المسؤول ان هؤلاء العرب الذين احتلوا القسم المخصص للنساء في مستشفى ميرويس هددوا بتفجير كل شيء اذا حاول اي كان توقيفهم. واضاف انهم لا يسمحون لاحد بالدخول باستثناء طبيب افغاني لمعالجة جروحهم. كما اشار الى ان قوات غول آغا تحاصر المستشفى وتأمل في القبض عليهم احياء. وقال المسؤول الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه: "نريدهم احياء. والا لكنا قضينا عليهم في غضون نصف ساعة او ساعة". واضاف: "نحن بانتظار ان يستهلكوا كل ما لديهم من غذاء ومن المؤكد انهم سيستسلمون بعد ايام". وأشار الى ان تسعة من العرب كانوا متحصنين في الاصل في هذا القسم من المستشفى، غير ان احدهم وقع بين يدي رجال غول آغا الحاكم السابق للمدينة المتحالف مع الاميركيين. وجاء ذلك في وقت ترددت انباء مفادها ان ثلاثة من المصابين العرب نجحوا في الفرار من المستشفى اثر تبادل اطلاق النار مع قوات اميركية تحاصره.