اسلام اباد - أ ف ب - يبدو انضواء غالبية القادة وزعماء القبائل البشتون في اتفاق سياسي حول افغانستان مهمة صعبة. وقد تشهد البلاد، في حال بروز صعوبات، تشرذم السلطة وتقسيم الاراضي، بحسب محللين في باكستان. غير ان الديبلوماسيين الغربيين يبدون قدرا اقل من التشاؤم ويفضلون في هذه المرحلة عدم الحديث عن تقسيم للبلاد بين شمال تسيطر عليه اتنيات الاقليات الطاجيك والاوزبك والهزارة وبين المناطق الواسعة في الجنوب والشرق ذات الغالبية الكبيرة من البشتون. وعلى رغم توحد القوى في معاقل البشتون في جلال اباد وقندهار في تأييد العمليات الاميركية، فان العديد من القادة غير الموالين للملكية في هذه المناطق راقبوا بحذر المؤتمر الافغاني في بون، معتبرين انهم لم يمثلوا بالحجم المطلوب في الاجتماع الذي نظم برعاية الاممالمتحدة. وكتبت صحيفة "ذا نيوز" الباكستانية، عن انسحاب الحاج عبد القادر، الحاكم الجديد لولاية ننغرهار والزعيم البشتوني صاحب الوزن المهم من مؤتمر بون، في 29 تشرين الثاني نوفمبر، ان ما جرى يعكس "نموذجا عن التحديات المقبلة". ولاحظت ان عبد القادر شعر بانه معزول الى حد ما داخل وفد "تحالف الشمال" في المانيا وانه خشي من "استبعاد" افراد اتنيته. وكان المسؤول البشتوني اعرب عن اسفه لاعتماد لغة الداري، وليس البشتو، في النقاشات حتى داخل الوفد الذي يمثل الملك السابق محمد ظاهر شاه. ودان ما اسماه "السعي لتفخيخ الموقف السياسي الذي كان حتى الان مسيطرا" للبشتون في افغانستان والذين يمثلون اكثر من 40 في المئة من السكان. كما ان بعض قادة الحرب الطاجيك والاوزبك في "تحالف الشمال" الذي يسيطرون على المناطق التي انسحبت منها "طالبان" يتبادلون العداء في بعض المدن، مثل قندز ومزار الشريف، حيث لكل منهم مناطق نفوذه. وعلى المستوى السياسي ايضا، لم يخف التحالف الذي يطلق على نفسه اسم "الجبهة المتحدة"، الخلافات الداخلية في صفوفه في مؤتمر بون اذ لم يتمكن من التوصل الى موقف موحد مرض لغالبية فصائله. وعلى رغم ان الملك السابق محمد ظاهر شاه لا يزال يحظى ببعض الشعبية في البلاد ويعمل احد القريبين منه، حميد قرضاي، بنشاط من اجل "شراء" عناصر "طالبان" المحاصرين في قندهار، يبدي العديد من القادة البشتون الاخرين حذرا حيال "افغان الخارج الذي يعطون اهمية اكبر للمصالح الاميركية منها لصالح المسلمين". وقال مصدر باكستاني: "هنالك العديد من حقائب الاوراق المالية تتناقلها الايدي في هذا الوقت في جنوبافغانستان". واضاف: "في بعض الحالات، يأخذ بعض العسكريين الباكستانيين نسبة مئوية ولكن هل ستصمد هذه الاتفاقات؟". ولا يؤيد ديبلوماسيون غربيون هذا التشاؤم، بل يعتبرون ان فرص ارساء السلام في افغانستان لم تكن يوما افضل مما هي عليه الان، وذلك بعد اكثر من عشرين عاما من الحرب والمعاناة. وقال احد الديبلوماسيين: "الانسجام لم يكن ابدا موجودا بين الزعماء الافغان والوضع لن تتم تسويته بعصا سحرية"، مضيفا ان فئات واسعة من السكان وبعض القادة من الجيل الجديد يعون حجم "الفرصة الاستثنائية" التي يحظون بها اليوم لارساء السلام في بلادهم.