اسلام اباد - رويترز - اصبح افراد حركة "طالبان" الذين ازاحهم "تحالف الشمال" الذي يمثل الاقلية الى موطنهم العرقي الان بين اقرانهم من البشتون، لكنهم ينظرون خلفهم بقلق. وقال مسؤول اغاثة غربي عمل سنوات طويلة مع زعماء من الجانبين في الحرب الاهلية: "خط طالبان الان سيكون اللعب بورقة عصبية البشتون". وأضاف: "سيزعمون ان الكفار الجبارين انحازوا الى الاقليات في الشمال والامر الان بين ايدي البشتون الشرفاء للدفاع عنا ضد هؤلاء الكفار". وعلى رغم المزاعم المتضاربة عن وضع بعض المراكز الا ان قوات "تحالف الشمال"، وغالبيتها من الطاجيك والاوزبك دفعت بالتأكيد "طالبان" الى التقهقر من العديد من المناطق في شمال افغانستان حيث كان ينظر اليهم في اغلب الاحيان باعتبارهم جيش احتلال. ويعود عناصر "طالبان"، بتقهقرهم جنوبا، الى قبائل ايدت صعود الحركة الاسلامية المتشددة التي حاولت ان تفرض على افغانستان كلها تفسيراتها للاسلام التي تحرم الموسيقى والتلفزيون وتعليم المرأة وتسجن الرجال الذين لا يطلقون لحاهم. ويقطن البشتون حزاما على امتداد الحدود مع باكستان وفي جنوبافغانستان. ولهذا السبب تسعى باكستان الى تشكيل حكومة، في كابول، يهيمن عليها البشتون. وتقع العاصمة الافغانية على طرف الحزام البشتوني، لكن سكانها متنوعون. وهذا ما دفع "طالبان" الى البقاء في قندهار في الجنوب، محتمين بعصبيتهم هناك. ويعتقد بان الزعيم الاعلى للحركة ملا محمد عمر واسامة بن لادن مختبئين فيهذه المنطقة. لكن التحالفات الافغانية مرنة. وبين البشتون انفسهم زعماء متنافسون، حتى قبل ان تصعد "طالبان"، بمساعدة باكستانية، وتتولى السلطة العام 1994. وقال برويز اقبال تشيما، رئيس معهد بحوث السياسات في اسلام اباد: "اذا تعرضوا طالبان لسلسلة من الهزائم او التراجع، فمن المرجح جدا ان يعيد زعماء القبائل النظر في تحالف معهم". واضاف: "اذا حققت نجاحا بعد نجاح ستجد انهم يؤيدونك... واذا تعرضت لانتكاسات فانهم يغيرون تحالفاتهم". وتوقعت شيرين مازاري، رئيسة معهد الدراسات الاستراتيجية في اسلام اباد، انشقاقا في صفوف "طالبان" نفسها. اذ قد يتحرك الزعماء الذين لا يرغبون في الموت، فدائا لابن لادن، لانقاذ انفسهم. وأضافت: "الان يتضح ان كل هذه المناطق سقطت، وان النهاية بدت قريبة. وهؤلاء الناس يريدون تغيير ولاءاتهم.. هذا جزء من تقاليدهم... ويستحسن ان يحدد التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة شكل عمله السياسي وان يقرر ما الذي يريده ان يحدث في كابول". وقد يسرع تفكك طالبان ظهور بديل من البشتون لحكومة مستقبلية. الا انه لم تظهر بوادر تذكر على احراز تقدم، على رغم ان الاخضر الابراهيمي مبعوث الاممالمتحدة امضى اربعة ايام في محادثات مع البشتون في اسلام اباد هذا الشهر وان باكستان اقامت مؤتمرا استمر يومين في بيشاور لزعماء القبائل. وعلق ديبلوماسي بارز: "ان ايا كان يشعر بالتفاؤل بامكان بروز بديل من البشتون يكون ديبلوماسيا دائم التفاؤل او يتعاطى شيئا". وفاق ايقاع تقدم قوات "تحالف الشمال"، على الصعيد الميداني، احراز تقدم على الصعيد السياسي، مما يثير مخاوف من ان تستولى المجموعات العرقية المتناحرة على اجزاء من كابول لتضمن مكانا لها في الحكومة في المستقبل. وكان الخوف من عودة كابول الى ما كانت عليه قبل "طالبان" عندما دمرتها الصراعات على السلطة، وراء دعوة قوات المعارضة الى عدم الدخول الى المدينة. وقال تشيما: "اذا اصبحت كابول مدينة مفتوحة، سيكون لذلك فائدة كبيرة... الدفاع عنها بقوة محايدة ثم حشد جميع العناصر والفصائل الافغانية المختلفة في اجتماع تحت مظلة الاممالمتحدة ليضعوا اطارا سياسيا للمستقبل". لكن من الواضح ان التغيرات على الارض فاقت في سرعتها استعدادات الاممالمتحدة لتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة او دخول قوات سلام الى احد اكثر مناطق العالم اضطرابا وفوضى.