سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شهيد و18 معتقلا في توغل اسرائيلي بعد اجتماع أمني ... وموسكو تعد لاستضافة لقاء برلمانيين عرب واسرائيليين . عرفات وشارون يتفاوضان عبر بيريز و"أبو علاء" واعتقال 4 من "الجهاد" غداة اعلانه وقف الهجمات
واصلت السلطة الفلسطينية حملة الاعتقالات في صفوف الناشطين الإسلاميين، فأوقفت في قطاع غزة أربعة من عناصر حركة "الجهاد الاسلامي" غداة إعلان الحركة "تجميد هجماتها ضد إسرائيل صوناً للوحدة الوطنية". وتزامنت الاعتقالات مع اجتماع أمني فلسطيني - إسرائيلي على مستوى رفيع عند معبر اريتز أسفر عن إجراءات لتخفيف الحصار وتسهيل حياة المواطنين، منها فتح معبر رفح الذي سبقه رفع الحصار عن مدينة اريحا في الضفة الغربية. في المقابل تواصلت امس سياسة التصعيد الاسرائيلية عندما توغل الجيش شرق جنين حيث استشهد فلسطيني نتيجة القصف، بعد توغل آخر في بلدة عزون شمال الضفة واعتقال 18 فلسطينياً فيها بينهم اعضاء من حركة "فتح" وخمسة من الاجهزة الامنية. في غضون ذلك، اعلنت موسكو انها ستستضيف لقاء يضم برلمانيين من فلسطين وإسرائيل ومصر وسورية ولبنان برعاية روسية - أميركية - أوروبية بهدف "تهدئة" الوضع في الشرق الأوسط. وأعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما النواب دميتري روغوزين اثر جولة قام بها وفد برلماني في الشرق الأوسط، ان الاسرائيليين وافقوا على الاقتراح الروسي، وان الرئيس ياسر عرفات "أيّده بحرارة"، إلا أنه أشار الى أن موقف دمشق كان "معقداً"، اذ أمضى الوفد ساعتين مع الرئيس بشار الأسد قبل ان "يتسنّى الحصول على دعم لمبادرتنا". وفي ختام الاجتماع الامني الفلسطيني - الاسرائيلي الذي عقد عند معبر ايريز، اتُخذت إجراءات تهدف الى التخفيف من وطأة الحصار الاسرائيلي، لخصها مدير الامن العام في قطاع غزة اللواء عبد الرازق المجايدة ب"اعادة فتح معبر رفح على مدى 24 ساعة"، و"عودة الموظفين الفلسطينيين العاملين في معبر رفح"، اضافة الى "تسهيلات خاصة بالعمال والتجار الفلسطينيين"، و"الموافقة على اعادة ترميم مطار غزة الدولي في رفح" الذي دمر بفعل القصف والتجريف الاسرائيلي. وتزامن الاجتماع مع حملة اعتقالات نفذتها الشرطة في صفوف حركة "الجهاد" في قطاع غزة واسفرت عن اعتقال اربعة من عناصرها تتهمهم بإطلاق النار على مراكز تابعة للشرطة في جباليا الجمعة الماضية خلال المواجهات والاشتباكات بين عناصر اسلامية والشرطة. وتأتي هذه الاعتقالات غداة اعلان الناطق باسم "الجهاد" في غزة نافذ عزام ان الحركة ستنضم الى "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في وقف الهجمات ضد الاسرائيليين لاعطاء الاولوية للوحدة الوطنية الفلسطينية. واوضح عزام لوكالة "فرانس برس": "كنا في حركة الجهاد الاسلامي وسنظل نعتبر الدم الفلسطيني خطاً احمر لا يمكن الاقتراب منه، ولذلك سنبذل أقصى جهدنا لتجنب حصول الفتنة التى تقود الى الاقتتال الداخلي. ونحن نثق بوجود عقلاء كثيرين في المواقع كافة في شعبنا الذين يهمهم الحفاظ على تماسك الجبهة الفلسطينية". وواصل المستوى العسكري في اسرائيل التحريض ضد الرئيس ياسر عرفات والدعوة الى "توجيه الضربة القاضية" الى السلطة الفلسطينية و"استغلال الاريحية الاستراتيجية" التي تتمتع بها اسرائيل عالمياً. ونقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عن منسق عمليات الجيش الاسرائيلي في الاراضي المحتلة الجنرال عاموس غلعاد قوله انه يتوجب اغتنام "الفرصة الاستراتيجية" التي توفرها الضغوط الدولية على عرفات "من اجل حسم الحرب ضد الفلسطينيين"، معتبراً ان "عرفات هو التهديد الاكبر لاسرائيل حالياً، وليس العراق او ايران". وفي المقابل، تحدث الجناح السياسي الذي يرأسه وزير الخارجية شمعون بيريز عن "اقتراب ساعة الحسم" خصوصاً بعد توصله الى اتفاق مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو العلاء تحدد الخطوط العامة للمفاوضات السلمية. وكان مكتب رئيس الوزراء ارييل شارون أكد استمرار هذه المحادثات، كما اوعزت القيادة الفلسطينية الى قريع الاستمرار في الاتصالات السياسية مع بيريز، وذلك في ختام اجتماع للجنة المفاوضات ترأسه عرفات اول من امس، في حين اشار وزير الثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه الى ان ثمة افكاراً تناقش والقيادة الفلسطينية تدرسها بدقة.