رغم إعلان مصادر عسكرية إسرائيلية أن وتيرة المواجهات تراجعت في الأراضي الفلسطينية منذ خطاب الرئيس ياسر عرفات الذي دعا فيه الى وقف الاعمال المسلحة، اغتالت "القوات الخاصة" الإسرائيلية ناشطاً في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في الخليل في الضفة الغربية امس الذي يصادف ثاني أيام عيد الفطر، كما استشهد فلسطيني من الشرطة البحرية وأصيب آخر في مدينة نابلس شمال الضفة، وفي وقت لاحق استشهد طفل خلال مواجهات في خان يونس، وهو الأمر الذي اعتبره عرفات الرد الإسرائيلي على خطابه. القدسالمحتلة، نابلس، الخليل - أ ف ب، رويترز - استشهد ثلاثة فلسطينيين امس الذي صادف ثاني ايام عيد الفطر، احدهم طفل، والثاني ناشط في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية اغتالته "القوات الخاصة" الاسرائيلية التي اغارت على منزله في محاولة لاعتقاله، فيما استشهد الثالث وهو عنصر في الشرطة البحرية برصاص الجيش في نابلس. وقالت مصادر فلسطينية ان "قوات خاصة" اغتالت يعقوب ادكيدك 28 عاما عند محاولته الافلات من محاولة لتوقيفه. وكان الجيش اعلن ان جنودا توجهوا لاعتقاله "للتحري عن ضلوعه في أنشطة ارهابية" وقتلته بالرصاص لدى محاولته الهرب. وهذا هو الشهيد الاول منذ خطاب الرئيس ياسر عرفات الذي دعا فيه الفلسطينيين مساء اول من امس الى الوقف "الشامل والفوري لجميع الاعمال المسلحة" والعودة فورا الى التفاوض مع اسرائيل. وفي وقت لاحق امس، اعلنت مصادر امنية فلسطينية ان منجد سلمان 22 سنة اصيب اصابة قاتلة عندما اطلقت دبابات منتشرة غرب المدينة النار من رشاشاتها الثقيلة على دورية من الشرطة البحرية. واضافت ان عضوا آخر في الشرطة البحرية هو منتصر ابو مصطفى 18 سنة اصيب بجروح خطرة جراء اطلاق النار، الا ان حياته ليست في خطر. وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان جنديا اطلق "النار دفاعا عن النفس على الفلسطينيين اللذين كانا بلباس مدني واقتربا الى ما بين 200 و300 متر من موقع اسرائيلي". كذلك استشهد طفل برصاص الجيش خلال مواجهات مع الجيش قرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. من جانبه، اتهم الرئيس ياسر عرفات اسرائيل امس بمواصلة التصعيد و"القفز على الافعال" التي تقوم بها السلطة الفلسطينية لخفض العنف على الارض. ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية عنه قوله بعد استقباله وفدا من رجال الدين في رام الله في الضفة ان "الافعال موجودة على الارض لكن الجانب الاسرائيلي يحاول القفز عليها ليستمر في خططه وتصعيده العسكري وحصاره واعتداءاته على مقدساتنا الاسلامية والمسيحية". واعرب عن اسفه "لقيام قوات الاحتلال باغتيال احد اخواننا في الخليل والتصعيد العسكري في غزة امس الاحد والعديد من المدن الفلسطينية مستمر". ويأتي استشهاد الفلسطينيين في وقت أعلنت مصادر عسكرية اسرائيلية تراجع حدة المواجهات مع الفلسطينيين، مشيرة الى تسجيل اربعة حوادث مسلحة بسيطة منذ خطاب عرفات. واوضحت ان الحوادث التي سجلت هي اطلاق قذيفة هاون على مستوطنة "رفح يام" جنوب قطاع غزة، وثلاثة هجمات أخرى بالاسلحة الخفيفة على سيارات ومواقع عسكرية في الضفة. لكن مسؤول الامن الفلسطيني في غزة اللواء عبد الرازق المجايدة نفى مساء اول من امس اطلاق اي قذيفة هاون من قطاع غزة، معتبرا ان ما اعلنته اسرائيل انما يهدف الى "تبرير التصعيد والعدوان". وفعلا، توغلت دبابتان مسافة 200 متر مساء اول من امس في المنطقة الخاضعة للسلطة الفلسطينية في قرية القرارة جنوب قطاع غزة، وهو ما نفاه الجيش. وعلى الصعيد السياسي، أفاد مصدر ديبلوماسي ان عرفات استقبل في رام الله امس قناصل الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الذين اطلعوه رسمياً على نتائج قمة لاكن الاخيرة الخاصة بالشرق الاوسط. كذلك اجتمع عرفات بالمبعوث الاوروبي الى الشرق الاوسط ميغيل انخيل موراتينوس. وكانت دول الاتحاد دعت في بيان تبنته في 14 كانون الاول ديسبمر الى "عدم اضعاف" عرفات الذي دعوه الى العمل لمنع الهجمات ضد اسرائيل. وقال المصدر الديبلوماسي ان ممثلي دول الاتحاد الاوروبي "اثبتوا من خلال وجودهم ان بيان لاكن لم يكن مجرد تصريحات". وتشكل زيارة القناصل الاوروبيين الى عرفات ايضاً رداً غير مباشر على الولاياتالمتحدة التي طلبت الاسبوع الماضي من دول الاتحاد الاوروبي تجنب الرئيس الفلسطيني، الذي تقول واشنطن انه لم يقم بما يكفي لضبط انشطة الحركات الفلسطينية الراديكالية.