} تضاربت مواقف المسؤولين اللبنانيين من موضوع عقد القمة العربية واستضافتها في بيروت كما هو مقرر في آذار مارس المقبل. وفيما ابلغ رئيس الجمهورية اميل لحود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى استعداد لبنان لاستقبال القمة وأن التحضيرات الضرورية لانعقادها تنفيذاً لقرار قمة عمّان باتت جاهزة على مختلف الصعد، اقترح رئيس المجلس النيابي نبيه بري العائد من دمشق التقى الرئيس السوري بشار الأسد السبت الماضي "وبصفة شخصية ونيابية" تأجيل القمة الى شهر حزيران يونيو او تموز يوليو المقبلين "من اجل الإعداد الجيد لها واستعادة العرب أنفاسهم وتوفير الحد الأدنى من التضامن العربي وحتى تتغير بعض المعطيات الدولية". إلا ان موسى أكد ان "لا تأجيل للقمة انما ستعقد في الاسبوع الاخير من شهر اذار كما هو مقرر". زار الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بيروت لساعات عدة في اطار التحضير لمؤتمر القمة العربية المقرر عقده في بيروت في آذار المقبل. وقال في مطار بيروت "ان الزيارة تتم في ظروف خطيرة ودقيقة في المنطقة وفي اعقاب الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة"، رافضاً الإدلاء بأي تعليق اضافي عما جاء في بيان القاهرة عن موضوع "حزب الله"، قائلاً: "ان السياسة العدوانية الاسرائيلية ستؤدي الى حريق كبير في الشرق الأوسط إذا استمرت". وتبلغ موسى من الرئيس لحود "ان لبنان يتطلع الى القمة العربية مناسبة لتحقيق المزيد من التضامن العربي والتماسك في مواجهة التحديات التي تعترض الدول العربية". وأعرب عن امله في "ان ترسم القمة المقبلة أفق التحرك العربي المقبل، لا سيما ان القضايا المطروحة على الدول العربية، السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، كثيرة وتتطلب قرارات حاسمة لأنها تتصل بمستقبل الدور العربي في مسار الأحداث الاقليمية والدولية". ورأى "ان تسارع الاحداث على الساحة الفلسطينية والتهديدات الاسرائيلية المتواصلة لكل من لبنان وسورية، اضافة الى الأجواء الاقليمية الضاغطة تتطلب وقفة عربية جامعة تفعّل الجهود المبذولة لإحلال السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط". وأوضح موسى بعد اللقاء "اننا نعيش مرحلة خطيرة وكلنا منزعجون من التطورات السلبية التي تمر بها المنطقة"، ووصف التحضيرات اللبنانية للقمة بأنها "طيبة وليس لدي أي شك في ان لبنان بحكومته وشعبه يستطيع تنظيم مؤتمر ناجح". ونفى "اي ضغوط اميركية تمارس على الجامعة العربية لمنعها من دعم القضية الفلسطينية"، ورأى "ان علينا توقع الأسوأ من سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ما يجعل المقاومة ضرورية". من جهته، أوضح وزير الخارجية اللبناني محمود حمود ان الدعوات الى الرؤساء والملوك ستوجّه من الرئىس لحود، معتبراً "ان ما سيجرى في القمة هو انعكاس للهموم العربية". وشدد على انه "لا يمكن التراجع عن الثوابت العربية التي وافقت عليها القمم السابقة". والتقى موسى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي اقترح عليه تأخير انعقاد القمة العربية الى حزيران او تموز المقبلين "حيث يكون هناك متسع من الوقت للإعداد لهذه القمة إعداداً جيداً، والتقاط العرب أنفاسهم وتوفير الحد الأدنى من التضامن العربي مع تأكيد ضرورة الإبقاء على دور القمة والإصرار على انعقادها في لبنان كما هو مقرر لها". وأضاف: "انا مع الاحتفاظ بسنوية انعقادها وأرى ان هناك مصلحة عربية عليا في ان تتأجل فترة بسيطة لكي يكون هناك قرارات تاريخية وليس قرارات ماشي الحال يا خال". وقال: "اذا عقدت القمة في موعدها لن تقدّم ولن تؤخّر، والخوف على الساحة اللبنانية المكان الوحيد الذي استطاع العرب ان يقولوا فيه لا "بتعبيراتهم" حيال الصراع العربي - الاسرائيلي، من ان تذهب القمة فيها، وهذا الكلام قلته للسيد موسى وأكدت له ايضاً ان نتائج القمة إذا انعقدت في موعدها لن تكون على مستوى التضحيات التي قدمها لبنان". وأضاف بري مخاطباً موسى: "هذا موقفي أنا وليس موقف الدولة اللبنانية، ولو لم تسألني عن رأيي لما قلت هذا الكلام الذي لم يصدر عني قبل هذه اللحظة. وأشدد على انه موقفي وليس موقف الحكومة اللبنانية، إذ أنني لم أعبّر عنها". ونفى بري ان يكون بحث هذا الموضوع، لا مع الرئيس السوري بشار الأسد ولا مع الرئيس اميل لحود ولا مع الرئىس رفيق الحريري. وقال "ان رأيي هذا مستقل وأقوله بصفتي النيابية". واقترح بري ان يكون التعويض عن القمة "بلقاءات مكثفة ثنائية وثلاثية وبزيارات بين المسؤولين العرب لتدارك ما يمكن تداركه للحفاظ على البنية العربية ولنر كيف ستتطور الأمور". وأوضح انه "علينا استئخار اجتماع القمة من اجل تقطيع الوقت وحتى تتغير بعض المعطيات الدولية، ومن هنا لست مع اجتماع عربي عام، لأن القمة الآن ليس وقتها لأن الفترة التي كان فيها العرب لا يتوافقون مع الارادة الدولية مرّت، إذ كان يجب عليهم الاجتماع قبل هذه المدة من اجل اخذ قرارات مهمة". وخلص الى القول "في السياسة يوجد اوقات يجب اقتناصها". وأشار بري الى ان موسى عندما طرح عليه مشاركة ليبيا في القمة قال له: "انا غير صالح لبحث هذا الموضوع، الجهة الصالحة هي السلطة التنفيذية لا السلطة التشريعية. وفي الموضوع نفسه إذا كانت ثمة وساطة كذلك فإنني غير صالح، إذ ان هناك وساطة إيرانية يجري الحديث عنها". ورأى موسى بعد اللقاء "ان التهديدات الاسرائيلية للبنان وسورية لا تخيف". وأكد ان "مهما كانت الظروف لن يحصل خضوع عربي للمخطط الاسرائيلي بفرض سلام اسرائيلي وكلنا مستعدون لسلام عادل متوازن ولسنا مستعدين للتسليم او الاستسلام". ونفى "أي تأجيل للقمة بل ستعقد في الاسبوع الاخير من آذار كما هو مقرر". وأعرب عن اعتقاده بأنه "اذا كان هناك وقف للعمليات الانتحارية لفترة ما يراها الفلسطينيون او تراها القيادة الفلسطينية جزءاً من سياساتها او لإيجاد ظروف تمكن من تطوير الموقف وتوجيهه نحو وجهة معينة تفيد الفلسطينيين فهذا قرار فلسطيني، وإذا استمررنا بالقول هذا تراجع ونتهم بعضنا بعضاً فقد يكون هذا هو المطلوب، انما طالما هناك لعبة سياسية تسير فمن المهم استمرار الخط، وإذا كانت هناك وسيلة للوصول الى سلام عادل طبقاً لما اتفق عليه فنحن جاهزون والعرب لم يغيروا موقفهم من السلام". وأكد موسى رداً على سؤال يتعلق بالضغوط لوقف اعمال المقاومة "ما دام هناك احتلال هناك مقاومة، اما بالنسبة الى المدنيين فلا بد من حمايتهم في النزاعات المسلحة التي لا علاقة لهم بها، ومن هنا طالبنا بتدخل الدول الموقعة على اتفاق جنيف لحماية المدنيين الفلسطينيين". ونفى "وجود اي خلافات عربية، انما اختلاف مواقف ونستطيع القول اننا نجحنا على الأقل في إيجاد الحد الأدنى وخط لا يمكن النزول تحته". واعتبر ان الولاياتالمتحدة لا تؤدي دور الوسيط النزيه انما دور الوسيط المنحاز. والتقى موسى رئيس الحكومة رفيق الحريري ورفض في تصريح بعد اللقاء القول انه "لا يوجد موقف عربي انما ظروف صعبة وخطيرة في العالم لا تعمل لمصلحة الموقف العربي، والمهم الآن ان هناك توافقاً في الرأي عربياً على عدد من النقاط التي تتعلق بالنزاع العربي - الاسرائيلي والعمل على الانتقال الى مرحلة جديدة".