أكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان «لبنان سيشارك في هذه القمة العربية التي ستعقد في ليبيا، ولا نزاع على هذا الامر. اما كيف ومستوى التمثيل وغيرها من الامور فهي مسألة متوقفة على الوضع اللبناني ولدينا الوقت الكافي لهذا الأمر». وقال موسى بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال سليمان: «تباحثنا في مواضيع كثيرة تتعلق بالوضع في المنطقة والترتيبات لعقد القمة العربية المقبلة، وعرضنا لجدول الاعمال وأهم البنود التي ستناقشها القمة والترتيبات التي نجريها. وعرضت على الرئيس سليمان تقريراً عن الوضع في السودان، لا سيما انني آتٍ من السودان وسأعود اليه مرة ثانية». وأضاف: «تطرقنا الى مختلف الاوضاع في العالم العربي والعلاقات العربية - العربية والوضع الفلسطيني وامكانات تحريك الموقف تحريكاً حقيقياً وليس صورياً ومدى هذه الامكانات. وكان لقاء غنياً جداً وانا سعيد بإجراء هذا النقاش مع رئيس الجمهورية اللبنانية». وعن التهديدات الاسرائيلية المتكررة للبنان وامكان تحرك المجموعة العربية في اتجاه الدول الكبرى لحماية لبنان، رأى موسى ان «لا بد من التحسب والحذر في المنطقة ككل، لأن المنطقة تقف على سقف من صفيح ساخن والحذر واجب. ومن أهم عناصر القوة العربية ان نجلس معاً وندرس الموقف ونجري الاتصالات اللازمة ونحدد موقفنا من الآن لمثل هذه الاحتمالات، التي تظل في اطار الاحتمالات». وجدد القول إن «مشاركة لبنان في القمة مسألة ضرورية بالمستوى الرفيع او المستوى المسؤول، لأن الاوضاع حادة وخطيرة في المنطقة ومنها مواضيع تتعلق بلبنان بذاته، اضافة الى العنصر المهم الذي طرأ على الموقف وهو ان لبنان عضو في مجلس الامن وعليه مسؤوليات كبيرة في تمثيل المجموعة العربية وتمثيل الجامعة العربية في مجلس الامن، وقد نضطر للذهاب اليه بناء على العناصر والاجتماعات العربية على المستويات كافة ومنها مستوى القمة وما ستقرره». وعما اذا كانت الجامعة العربية ستبذل جهوداً مع القيادة الليبية لكشف مصير الامام المغيب موسى الصدر، قال موسى: «أفهم الموقف والحساسيات القائمة وموقف شريحة مهمة من الشعب اللبناني، وهذه مسألة يجب ان تؤخذ في الاعتبار انما مناقشة هذا الامر عبر وضعه على اجندة النقاش الاعلامي قد لا يكون مفيداً». وزار موسى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وعقدا خلوة جرى خلالها عرض للتطورات في لبنان والمنطقة. والتقى موسى وزير الخارجية علي الشامي، كما التقى الرئيس السابق للحكومة رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة الذي ابلغه ان «اخفاء الامام الصدر قضية تهم كل اللبنانيين وعلينا متابعتها»، والقى موسى محاضرة في الجامعة الاميركية في بيروت، وكان التقى ليل اول من امس رئيس الحكومة سعد الحريري. وكرمت النائب بهية الحريري والهيئة الاستشارية ل «منتدى الطائف» مساء اول من امس، موسى وجرى منحه «درع الطائف للأخوة اللبنانية العربية»، وذلك في حضور حشد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية. وقالت الحريري عن المحتفى به: «استطعتم ان تصونوا في لبنان كل النجاحات العربية المشتركة، بدءاً من اتفاق الطائف وانجازاته في الوحدة والبناء والتحرير، صنتم معنا ما حققناه في مواجهة العدوان، وكنتم معنا في تجاوز خلافاتنا الصغيرة والعابرة، والمريرة ايضاً، فاستحققنا اخوتكم واستحققتم اخوتنا، ونتطلع الى النجاح الكبير الذي تسعون الى تحقيقه في لمّ الشمل العربي». وتحدث موسى عن «الواقع العربي غير المريح السائد حالياً، حيث الكثير من المشاكل القائمة والمحاذير والمخاوف، هل هناك عملية سلام أو لا توجد عملية سلام في ما يتعلق بفلسطين والنزاع العربي الاسرائيلي؟.. إضافة الى مشاكل كبرى كثيرة تنتشر في كل مكان مع الأسف الشديد، هناك حركة سلبية في العالم العربي، ولكن، هناك روح ايجابية ايضاً يجب ان نبني عليها ونستثمرها».