} واشنطن، نيويورك، القدسالمحتلة - "الحياة" - صعد الرئيس جورج بوش حملة الضغط على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال انه سيستمر في استخدام "عبارات قاسية ضده" وطالبه بالتحرك "الفوري لوقف الاعتداءات على اسرائيل"، فيما تبنى المندوب الاميركي لدى مجلس الأمن الموقف الاسرائيلي، وشدد على أولوية "وقف الارهاب قبل العودة الى المفاوضات". ولم يستبعد الناطق باسم البيت الأبيض استدعاء الجنرال انتوني زيني، لأن اسرائيل قررت تجاهل عرفات. ورفضت واشنطن اقتراحاً المانياً بقطع المساعدات عن الدولة العبرية لأنه لا يخدم مصالحها. راجع ص7 في غضون ذلك، واصلت اسرائيل حملتها العسكرية ضد الفلسطينيين مستخدمة مقاتلات "اف 16" والدبابات والأسلحة الثقيلة وأدى القصف الى مقتل 8 فلسطينيين بينهم ستة من الشرطة وتدمير مركز "القوة 17" في غزة. ودعا حزب الله، وحركة المقاومة الاسلامية "حماس" الى "استمرار العمليات الاستشهادية ومقاومة الاحتلال". في واشنطن، دعا بوش امس عرفات الى التحرك فوراً لاعتقال المسؤولين عن الاعتداءات على اسرائيل. وأوضح رداً على أسئلة صحافية ان "الرئيس عرفات قال انه ينوي مكافحة الارهاب واحالة القتلة الى القضاء. حان الوقت لكي يتحرك. وهذا ما يتوقعه العالم وما أتوقعه أنا شخصياً". واضاف انه سيستمر "في مخاطبة عرفات بعبارات قاسية". وزاد ان المتشددين يجعلون مهمة زيني "صعبة جداً". ولم يستبعد الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر استدعاء المبعوث الاميركي الذي تعثرت مهمته وقال ان "الجنرال أرسل الى المنطقة ليكون مفيداً قدر الامكان. لكنه لم يرسل الى هناك ليبقى الى الأبد". واكد ان بوش أوضح لشارون "ضرورة عدم اتخاذ أي اجراء" ضد عرفات لكي يتخذ خطوات تظهر انه مستعد لقيادة الفلسطينيين. وانتقل زيني امس من القدس الى عمان حيث أجرى محادثات مع الملك عبدالله الثاني، وسيغادر الأردن اليوم الى القاهرة. وقال مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج رداً على اسئلة شبكة تلفزيون "ان بي سي" عن محادثات زيني مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مساء الخميس، انه يفضل في الوقت الراهن عدم كشف محتوى هذه المحادثات "السرية". لكنه اضاف ان عرفات "يظل" بالنسبة الى الولاياتالمتحدة "الممثل المنتخب للشعب الفلسطيني وسنواصل التعامل معه على هذا الاساس. وإذا قمع العنف وبذل جهوداً بنسبة 100 في المئة لايقاف "حماس" و"الجهاد" الاسلامي سيتعاطى معه الناس بشكل مختلف". ونقلت "رويترز" عن مسؤول اميركي كبير امس ان وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر طلب من نظيره الاميركي كولن باول قطع المساعدات الاميركية عن اسرائيل. واضاف المسؤول ان باول ردّ بأن الضغط على رئيس الوزراء شارون لا يخدم المصالح الاميركية وسيزيد شعبية شارون بين الاسرائيليين. وجرى الحوار خلال جولة باول الاوروبية الاسبوع الماضي عندما اجتمع الاثنان خلال ثلاث مناسبات على الاقل. وعقدا اجتماعاً ثنائياً الاثنين الماضي. وقال المسؤول الاميركي الذي طلب عدم نشر اسمه ان باول حاول اقناع الاوروبيين بعدم دعوة عرفات لزيارتهم لأن الولاياتالمتحدة تريده ان يبقى في الضفة الغربية وقطاع غزة ليقوم بمهمته وهي شن حملة صارمة على المتشددين. في نيويورك انقسم الاوروبيون ازاء مشروع قرار فلسطيني قُدم الى مجلس الامن تضمن "المطالبة بالوقف الفوري لاعمال العنف والاستفزاز والدمار، وبالعودة الى المواقع والترتيبات التي كانت سائدة قبل ايلول سبتمبر عام 2000". وتميز الموقف الروسي بالغموض اذ اصرت موسكو وحدها على "الاجماع"، فيما شددت الولاياتالمتحدة على أولوية وقف الارهاب قبل العودة الى المفاوضات. وتمسكت الدول العربية بانعقاد جلسة علنية لمجلس الامن والتصويت على مشروع القرار في اقرب وقت ممكن، وكانت الاستراتيجية الفلسطينية ذات شقين اولهما فتح الباب على التجاوب اذا تقدمت الولاياتالمتحدة باقتراحات لتعديل مشروع القرار بنيات حسنة والثاني تحسب للمماطلة والاصرار على طرح المشروع على التصويت مهما كانت المواقف الاميركية. ونظمت أمس تظاهرات في ايران ولبنان وسورية في "يوم القدس" خصوصاً في المخيمات الفلسطينية. ودعا الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ حسن نصرالله الفلسطينيين الى مواصلة عملياتهم الاستشهادية. وقال موجهاً كلامه الى عرفات "نعرف حجم الضغوط التي تتعرضون لها. عندما يطلبون منكم وقف الانتفاضة يريدون لكم الموت والانصياع لشروط شارون". وخاطب المقاتلين الفلسطينيين فقال: "على رغم التشهير والانتقادات والاعتقالات واذا قتل أحدكم برصاص فلسطيني، يجب ان يكون الثأر من الصهاينة، ان الرد هو المزيد من العمليات النوعية والمزيد من العمليات الاستشهادية". في دمشق، نظم الفلسطينيون تظاهرات في مخيم اليرموك، ودعا رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" خالد مشعل "الصهاينة الى الرحيل عن أرض فلسطين إذا أردتم لأنفسكم الأمن". وقال ان "التصعيد الفلسطيني رد على التصعيد الاسرائيلي"، واكد ان الحركة ستستمر في عملياتها.