على غير عادتهم في المهرجانات الخطابية التي تشهدها دمشق، لم يتوعد قادة المنظمات الفلسطينية و"حزب الله" اسرائيل بمزيد من العمليات الانتحارية والعسكرية سواء في أراضي الحكم الذاتي او في أراضي 1948. لكنهم نوهوا ب"صمود" الرئيس بشار الاسد في وجه "الضغوط الاجنبية واصراره على التمييز بين الارهاب والمقاومة المشروعة". وركز قادة هذه المنظمات على "تحرير فلسطين من البحر الى النهر" وعلى توجيه انتقادات حادة الى وزير خارجية اميركا ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي جال في المنطقة ل"بيعنا الكلام فى ذكرى وعد بلفور المشؤوم". ونظمت امس "حركة الجهاد الاسلامي" بزعامة رمضان عبدالله شلح مهرجاناً خطابياً لمناسبة الذكرى السادسة لاغتيال اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية موساد زعيمها الدكتور فتحي الشقاقي، وحضره للمرة الاولى ممثل لحزب "البعث" الحاكم في سورية هو خليل مشهدية، اضافة الى نائب الامين العام ل"حزب الله" نعيم قاسم ورئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس خالد مشعل وزعيم "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" احمد جبريل وممثلين عن باقي المنظمات والسفير الايراني في دمشق حسين شيخ الاسلام. وكانت تلك المناسبة الاولى التي يظهر فيها زعماء المنظمات التي تصنفها الخارجية الاميركية "ارهابية" منذ 11 ايلول الماضي، والدعوات الاجنبية التي كان اخرها كلام بلير عن ضرورة "وقف العنف بكل اشكاله" ودعوات مسؤولين اوروبيين دمشق الى "عدم تشجيع" هذه الفصائل. واجمع المتحدثون على التنويه ب"الموقف الجريء" الذي عبر عنه الاسد قبل يومين امام بلير ان سورية "هي الاقدر" على معرفة ما تفعله المنظمات الفلسطينية وتمسكه بضرورة التمييز بين المقاومة المشروعة للاحتلال والارهاب. وفيما قال مشهدية ان بلاده "قاومت وتقاوم الضغوط التي تمارس عليها" و"تناضل للتمييز بين الارهاب والمقاومة وتفضح ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل"، فان مشعل قال ان سورية "ستبقى مأوى الاحرار وقدرها ان تنفرد بقول لا للضغوط الاجنبية" ذلك بعدما "وعد" الشعب الفلسطيني بان ارييل شارون "سيرحل تحت اقدام المجاهدين" وان "العصا الاميركية والاسرائيلية لن تخيفنا".