الرسائل السياسية التي وجهها خطباء مهرجان حركة "الجهاد الاسلامي" لمناسبة الذكرى الرابعة لاغتيال مؤسسها فتحي الشقاقي، هي ان اسرائىل زائلة من الوجود عاجلاً وليس آجلاً، وان عمليات "حزب الله" يمكن ان تستمر حتى بعد انسحاب اسرائىل من جنوبلبنان، وان "الجهاد الاسلامي" ستواصل عملياتها عبر "اي جبهة مفتوحة" مع اسرائيل بما في ذلك جنوبلبنان. وكانت "الجهاد الاسلامي" بزعامة الدكتور رمضان عبدالله شلّح، نظمت اول من امس مهرجاناًَ خطابياً في مخيم "اليرموك" جنوبدمشق، تحدث فيه للمرة الأولى السفير الايراني حسين شيخ الاسلام والامين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله ورئيس المكتب السياسي السابق ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس موسى ابو مرزوق والامين العام المساعد ل"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" طلال ناجي والدكتور شلّح. وفيما كان الرئيس الايراني محمد خاتمي المعتدل يؤكد في باريس ان بلاده "لا تتدخل في عملية السلام" العربية - الاسرائىلية، اكد شيخ الاسلام المتشدد وأحد "الثوار" الذي احتجزوا الرهائن الاميركيين في السفارة الاميركية في طهران قبل عشرين سنة، ان بلاده تطالب ب"تحرير فلسطين كل فلسطين"، اي ازالة اسرائىل من الوجود التي لا يعارض الرئيس خاتمي تفاوض العرب معها. استطراداً، قال نصرالله ان الاميركيين وضعوا شرطين ل"الحوار" مع ايران - خاتمي: الاول، عدم معارضة التسوية السلمية في الشرق الاوسط. والثاني، عدم تقديم الدعم للمعارضة والمقاومة. ويعلن المسؤولون السوريون انهم لا يتدخلون في شؤون الفصائل الفلسطينية المعارضة لعملية السلام، لكن انعقاد المهرجان في دمشق يحمل ابعاداً سياسية تتعلق بمفاوضات المسار السوري ومدى التفاؤل بامكانية حصول تقدم في الاشهر المقبلة. وقال الأمين العام ل"حزب الله" انه لا يؤمن ب"قصة المسارات التفاوضية لأننا لا نؤمن بعملية السلام"، مستدركاً: "اننا نؤمن بوحدة المصير بين سورية ولبنان"، ذلك بعدما قال ان "الحد الادنى" لقبول الانسحاب الاسرائىلي من جنوبلبنان هو "اعادة كامل الجولان الى ما وراء خط 4 حزيران يونيو 1967 وعودة اللاجئين الى فلسطين" اذ ان لبنان "وصل بفضل المقاومة والتعاضد مع سورية الى الحد الذي يفرض فيه شروطاً على اسرائىل لتنسحب من الجنوب". وزاد ان عدداً من المسؤولين الاجانب "يموتون" في لقاءاتهم معه كي يعرفوا "اذا كنا سنستمر في العمل العسكري بعد الانسحاب الاسرائىلي من جنوبلبنان"، وانهم يقولون له ان اسرائىل مستعدة للانسحاب فوراً دون شروط "اذا أعطينا التزاماً بعدم الاستمرار في المقاومة لتحرير كل فلسطين"، مؤكداً ان "التزاماً كهذا غير وارد، وعندما تنسحب اسرائىل من الجنوب نتحدث" عن امور كهذه. وكان ذلك احد المؤشرات التي ظهرت اخيراً الى احتمال استمرار العمليات في جنوبلبنان في حال الانسحاب وفق خطة رئيس الوزراء ايهود باراك في الاشهر المقبلة. اما المؤشر الآخر، فجاء من "الجهاد الاسلامي"، ذلك انه بعد تبنيها عمليتين ضد القوات الاسرائىلية في جنوبلبنان الاسبوع الماضي، قال شلّح ل"الحياة" امس ان "عمليات ستستمر في اي جبهة مفتوحة مع العدو بما في ذلك جنوبلبنان". وزاد: "لن نقبل ب 90 في المئة من فلسطين بل سنواصل القتال حتى نحرر ال 10 في المئة ونزيل اسرائىل من الوجود"، وذلك بعدما وصف الأمين العام ل"حزب الله" ب"الفدائي الفلسطيني الأول". وجاء ذلك في سياق اتفاق نصرالله وشلّح وابو مرزوق وناجي وشيخ الاسلام على ان "اسرائيل زائلة من الوجود" بحيث "تشهد اجيالنا هذا" حسب نصرالله، او ب"العمليات الانتحارية والحجارة والسكاكين" حسب آخرين ل"تصبح دباباتهم الاسرائىليين وسلاحهم النووي لنا" وبحيث "لا تجد عظام رئيس الوزراء السابق اسحق رابين مكاناً في فلسطين، ويعود رفاة الشقاقي المدفون في دمشق الى فلسطين".