} أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان روسيا لا تنوي دخول حلف الاطلسي "سواء من الباب الأمامي او الخلفي"، لكن موسكو دعت الى علاقات "نوعية جديدة" مع الاطلسي الذي كشف امينه العام جورج روبرتسون انه سينظر قريباً في قبول جمهوريات سوفياتية سابقة. جدد الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون تأكيداته على ان ليتوانيا ولاتفيا واستونيا المعروفة ب"دول البلطيق" قد تنتسب قريباً الى الحلف، من دون الالتفات الى اعتراضات روسيا. وكانت موسكو تراجعت عن اعتراضاتها اثناء زيارة فلاديمير بوتين الاخيرة الى الولاياتالمتحدة حيث اكد اثر محادثات مع نظيره الاميركي جورج بوش ان الدول المذكورة "تملك حق السيادة" وبالتالي فإن لها حرية اختيار حلفائها، لكنه قال ان موسكو "لا تفهم" دوافعها للانضمام الى الاطلسي. وخلال محادثات روبرتسون الحالية مع المسؤولين الروس، نوقشت افكار تتعلق بتعزيز التعاون بين موسكو والحلف. وبدأت من صيغة "19"1" التي طرحتها بريطانيا ودعت فيها الى ان تكون روسيا طرفاً "يناقش" مع الاعضاء ال19 الحاليين عدداً من قضايا الاطلسي، اعربت موسكو عن رغبتها في اعتماد صيغة "20" التي توفر لها التكافؤ في المعاملة. وأكد الرئيس بوتين ان بلاده لا ترغب في "الوقوف في طابور المنتظرين دورهم" للانتماء الى الاطلسي لكنه شدد على ان موسكو "مستعدة لتطوير العلاقات الى المدى الذي يبدي الحلف استعداداً لبلوغه". وأضاف ان بوش كان ابدى "تقبلاً" لفكرة انشاء آليات "ضمن صيغة ال20" تتضمن اسهام روسيا في صوغ واتخاذ القرارات وتنفيذها لاحقاً. وإثر مقابلته بوتين في الكرملين امس، قال روبرتسون ان الرئىس الروسي ابلغه ان دعوته الى "الانتقال من 19"1 الى 20" ليست مناورة "لدخول الاطلسي من الباب الخلفي". وأضاف ان روسيا تستبعد ايضاً احتمال "الدخول من الباب الامامي". وأشار وزير الخارجية ايغور ايفانوف الذي حضر لقاء بوتين وروبرتسون، الى ان الجانبين ايدا "استثمار الفرصة التاريخية الى اقصى حد" واقامة علاقات شراكة بينهما، ولكنه قال ان موسكو لم تناقش احتمال انضمامها الى الحلف. وألمح روبرتسون الى ان موسكو سحبت اعتراضاتها على توسيع الاطلسي، وقال ان موقف بوتين "لا يعني فرض الفيتو على نشاط الحلف". وأوضح روبرتسون ان الاطلسي قد يقبل مشاركة محدودة لروسيا في اعمال الحلف. واقترح ان يقوم السفير الروسي في بروكسيل بحضور "اجتماعات دورية تكرس لقضايا محددة" ويكون له حق التصويت. ولكنه قال ان هذه المشاركة ستقتصر على قضايا مكافحة الارهاب و"ربما" الحد من انتشار الاسلحة النووية، اي ان روسيا لن يكون لها صوت في قضايا مركزية مثل توسيع الحلف وقبول اعضاء جدد واتخاذ القرارات المتعلقة باستخدام القوة. ولفت الانتباه ان حلفاء الكرملين في البرلمان اعربوا عن استيائهم من خطط الحلف الاطلسي. وذكر الكسندر غوروف رئىس لجنة الأمن في مجلس الدوما وعضو قيادة كتلة "الوحدة" الموالية لبوتين ان الروس "لن يطمئنوا ابداً" الى توسيع الاطلسي. وأضاف ان قيادة الحلف تريد لروسيا ان تعتبر زحفه في اتجاه الشرق "أمراً لا مرد له"، في حين ان الروس يذكرون بصفحات من تاريخهم حين كانت تحشد قوات اجنبية على حدودهم ادت غير مرة الى حروب كبدت روسيا خسائر فادحة.