طلب الأمين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون من روسيا سحب اعتراضاتها على توسيع الحلف وانضمام دول البلطيق اليه. ودعا موسكو الى الوقوف الى جانب الحلف "ضد العدو المشترك"، مشيراً الى ان الحلف غيّر نظرته الى القضية الشيشانية اثر اعتداءات 11 ايلول سبتمبر الماضي في الولاياتالمتحدة. وتأتي زيارة روبرتسون اثر عرض رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اقتراحات لتشكيل مجلس يضم الدول ال19 الأعضاء في الحلف وروسيا من دون ان يكون للأخيرة حق النقض الفيتو وعلى ان يسمح لها ب"المناقشة المتكافئة". ورفض وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانون صيغة "19"1" وطالب باعتماد "صيغة ال20" ووضع آلية تكفل المساواة في "مناقشة الأسئلة وإيجاد الأجوبة عنها". ومن جهته، اكد روبرتسون ان تأييد روسيا لحملة مكافحة الارهاب ادى الى قيام "وحدة" بين الغرب وموسكو. وتساءل: هل سيدوم ذلك بعد الانتصار على "القاعدة"؟ وشدد على ان هذه العلاقة "ستزدهر"، ودعا الى الارتقاء بها الى مستوى نوعي جديد. ووصف الأمين العام التحفظات الروسية على توسيع الحلف بأنها "مفهوم قديم للأمن". وأكد ان الأطلسي سيواصل التوسع وضم جمهوريات سوفياتية سابقة وذكر تحديداً لاتفيا وليتوانيا وأستونيا. وفي اتهام غير مباشر لروسيا قال ان هذه الدول البلطيقية تريد الانتساب الى الحلف في حين ان جيران روسيا في مناطق اخرى لا يبدون مثل هذه الرغبة، "وهذا يوضح من اي مكان ينطلق الخطر". واعتبر روبرتسون ان أمن روسيا يضمنه وجود الاستقرار والديموقراطية في البلدان المجاورة. وقال: "ان العضوية في حلف الأطلسي توفر ذلك". ودعا الى "انحسار الانماط المهترئة للتفكير لتحل بدلاً منها صداقة حقيقية ومتينة". وبهدف تخفيف المرارة قال روبرتسون: "ان احداث ايلول اوضحت للجميع ان الارهاب الدولي يجوب العالم كله". وزاد ان حلف الاطلسي يدرك ان هناك "رابطة بين الارهاب والمتطرفين الشيشانيين"، داعياً الأخيرين الى "قطع" هذه الرابطة. وأضاف ان الاطلسي لم يعترض على اهداف الحملة الروسية في الشيشان لكنه ابدى مخاوف في شأن "عواقبها على الابرياء". واستناداً الى ذلك، طالب الأمين العام للحلف الاطلسي بأن تقف روسيا والحلف "جنباً الى جنب ضد العدو العالمي المشترك"، ويتوصلان الى صيغة "جديدة ودائمة" للعلاقة بينهما. وأشار الى ان الاطلسي كان حلفاً عسكرياً في مواجهة الاتحاد السوفياتي السابق "الذي كنا نعتبره عدواً"، وبانتهاء الحرب الباردة واجهت القوات المسلحة على الجانبين مشكلة "فقدان العدو".