سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بن اليعيزر قرر تحويل 50 مليون شيكل لمساعدة المستوطنين . شارون يصر عشية وصول بيرنز وزيني على اسبوع هدوء والفلسطينيون يطالبون بآلية لتنفيذ توصيات ميتشل بسرعة
} بدت الاجراءات التي تتخذها الحكومة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية على نحو معاكس لمضامين كلمة وزير الخارجية الاميركي كولن باول بشأن الرؤية الاميركية لحل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي عشية وصول وفد المبعوثين الاميركيين شبيهة ب"حوار الطرشان" بين الاميركيين والاسرائيليين، في الوقت الذي جدد فيه الفلسطينيون مطالبتهم بايجاد آلية تنفيذ ملزمة وسريعة لتوصيات تقرير ميتشل. واختطفت "وحدة خاصة" اسرائيلية أمس فلسطينيين من قرية قرب طولكرم، فيما تسبب تأخير الجيش سيارة اسعاف في قطاع غزة في وفاة مريض فلسطيني. أكدت التصريحات التي ادلى بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اثناء وضعه حجر الاساس لمستوطنة جديدة للمتدينيين اليهود في صحراء النقب امس، انه ما زال يعيش في الماضي. واقتبس شارون تصريحات لرئيس الوزراء الاسرائيلي الاول دفيد بن غوريون في العام 1956 وقال ان "دولة اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يشعر مواطنوها بالأمن لأن حكومات الدول المجاورة ترسل القتلة. حكومة اسرائيل لن تقبل بتحويل البلاد الى جهنم، وسنعاقب القتلة ومرسليهم". وقال شارون انه يحقق باقامة المستوطنة الجديدة حلم بن غوريون باعمار النقب. وكان المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون ناقشوا في المفاوضات مسألة "تبادلية الارض" واقترح الاسرائيليون في حينه ان تتم مبادلة الكتل الاستيطانية التي تريد اسرائيل ضمها الى حدودها بأراض في النقب في منطقة تسمى "حلوتسا". وجاء وضع حجر الاساس للمستوطنة الجديدة عشية وصول الوفد الاميركي برئاسة الجنرال المتقاعد مبعوث كولن باول الشخصي انتوني زيني وعضوية كل من مساعد وزير الخارجية وليام بيرنز وأربعة مبعوثين آخرين من وزارة الخارجية ومجلس الامن القومي الاميركي. وجدد مكتب شارون عشية وصول الوفد موقفه السابق ومطالبه من الجانب الفلسطيني في ما يتعلق "بوقف العنف والارهاب واعتقال الارهابيين" ورفضه استئناف المفاوضات السياسية قبل الحصول على هدوء تام يستمر اسبوعا كاملا. وقالت مصادر اسرائيلية ان مهمة زيني الاولى هي اعادة الوضع في الاراضي الفلسطينية الى ما كان عليه قبل ايلول سبتمبر من العام الماضي. واشارت صحيفة "يديعوت احرنوت" الى ان اهداف مهمة الجنرال المتقاعد تشمل تحقيق فصل القوات على الارض واحراز وقف نار مطلق خلال اسبوع وسحب قوات الجيش الاسرائيلي الى المواقع التي كانت عليها قبل سنة ورفع الحصار عن المدن وحول المناطق الاخرى في الضفة الغربية واخيرا مراقبة الخطوات التي تعهد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بتنفيذها ومن بينها اعتقال مشتبه بهم ووقف التحريض في وسائل الاعلام الفلسطينية. ومن جهته، قال وزير الحكم المحلي في السلطة الفلسطينية الذي سيقود الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات ان اجتماعا فلسطينيا-اسرائيليا سيعقد في حضور الوفد الاميركي حال وصوله الى المنطقة. وقال عريقات ان الجانب الفلسطيني سيطالب بايجاد آلية تنفيذ الزامية لاسرائيل لتنفيذ توصيات تقرير ميتشل وتحضير جدول زمني لتنفيذ هذه التوصيات. وشدد انه بغير هذين العنصرين ستبقى المنطقة تدور في حلقة مفرغة ما يتيح الفرصة امام شارون لتصعيد اعتداءاته على الشعب الفلسطيني. عملية اختطاف وواصلت حكومة شارون وضع العراقيل امام مهمة الوفد الاميركي المرتقبة في المنطقة، إذ نفذت قوات خاصة تابعة لجيش الاحتلال عملية اختطاف جديدة طاولت شقيقين من قرية كفر لبد المصنفة أ قضاء طولكرم واقتادت سامر وسمير كايد، والاول ناشط في حركة "حماس" والثاني احد عناصر الشرطة الفلسطينية من بيتهما الى جهة غير معلومة. وتوغلت القوات الاسرائيلية فجر أمس في مناطق السلطة الفلسطينية في حي الشيخ عجلين جنوب مدينة غزة وقصفت موقعاً لقوات الأمن الوطني الفلسطيني قرب مستوطنة "نتساريم". واستشهد المواطن سامي سليم بصلة 56 عاماً على احد الحواجز العسكرية الاسرائيلية صباح أمس بعدما منعه الجنود من الوصول الى المستشفى. وكان الرجل يعاني من مرض في القلب وضغط الدم، وهو من سكان المخيم السويدي في مواصي رفح. واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر انه قرر عدم الانسحاب من مدينة جنين الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية الكاملة منطقة أ. وبرر بن اليعيزر قراره هذا بوجود "انذارات ساخنة" بشأن تسلل فلسطينيين الى داخل الخط الاخضر وتنفيذ عمليات عسكرية ضد اسرائيل. وكان بن اليعيزر اكد لزعماء المستوطنين اليهود في الضفة الغربية انه امر بتحويل 50 مليون شيكل لهم لتمويل "اعمال الحراسة والحماية وشق الطرق". وتزامن ذلك مع تقرير لحركة "السلام الآن" اليسارية الاسرائيلية كشف انه خلافا لادعاءات بن اليعيزر، لم يتم اخلاء سوى موقعين استيطانيين من اصل 26 موقعا اقيمت منذ انتخاب شارون لرئاسة الحكومة. واشار التقرير الى انه طرأ انخفاض حاد في نسبة "بدايات البناء" لوحدات استيطانية في المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة مقارنة بعددها في عهد رئيس الوزراء العمالي الاسرائيلي السابق ايهود باراك. غير ان التقرير اشار الى ان المواقع الاستيطانية الجديدة جرى توسيع نحو عشرة منها على الاقل.