} عدلت السوق اسعار النفط الخام صعوداً بعد اشارات من عُمان والمكسيك عن قبولهما خفض الانتاج بمعدل 125 مليون برميل يومياً وحديث الامين العام لمنظمة "اوبك" علي رودريغيز عن "اجراءات انتقالية" تمهد لتسوية الخلاف بين "اوبك" والنروج وروسيا بعد ظهور ليونة في الموقف الروسي بان "الحكومة ترى ان بامكانها المساهمة في استقرار سوق النفط". وارتفع خام القياس "برنت" في بورصة النفط الدولية في لندن امس الى حدود 19دولاراً للبرميل من مستوى الفتح عند 17.79دولار للبرميل تسليم كانون الثاني يناير المقبل. في المقابل لا يزال سعر "سلة اوبك" منخفضاً جداً وسجل الاثنين 15.85 دولار للبرميل في اليوم الاربعين لتراجعه دون مستوى الحد الادنى لآلية الاسعار التي لم تُطبق. لندن، موسكو، اوسلو - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - قال الامين العام لمنظمة "اوبك" علي رودريغيز "ان سلطنة عمان عرضت خفض انتاجها النفطي بمقدار 25 الف برميل يومياً ثلاثة في المئة من انتاجها للمساعدة في تقليص الفائض المتزايد من المعروض في الاسواق الدولية ثم المكسيك التي عرضت خفض مئة الف برميل يومياً اعتباراً من اول كانون الثاني يناير اذا تعاون المنتجون من داخل اوبك وخارجها". واضاف: "ننتظر صدور مزيد من البيانات في الايام القليلة المقبلة". وتوقع رودريغيز ان يرى المنتجون المستقلون، بما فيهم روسيا والنروج، المنطق لتقليص الامدادات وسط التباطؤ الحاد في الطلب الدولي وقال: "من دون مثل هذا الاتفاق قد تواصل الاسعار الهبوط وان اول من سيغلق اباره النفطية من المنتجين سيكون المنتجون في الولاياتالمتحدة حيث تصل كلفة الانتاج الى اعلى مستوياتها". واشار رودريغيز في مقابلة من مقر "اوبك" في فيينا الى ان روسيا والنروج اعلنتا الى انه اذا حدث هبوط حاد في الاسعار فستكونان مستعدتين للتعاون وبالامكان ان نرى بوضوح ان هناك هبوطاً مضطرداً. وقال: "لا اعتقد ان كل المنتجين سيسمحون للاسعار بمواصلة الهبوط واذا اتفق المنتجون من خارج اوبك على المشاركة في تقليص الامدادات قد يصل متوسط سعر التصدير لنفط "اوبك" الى 22 دولاراً للبرميل السنة المقبلة". واصر على ان "اوبك" لم تبدأ حرباً مع المصدرين المنافسين للحفاظ على حصتها من السوق اذ ان لديها طاقة انتاجية غير مستغلة تبلغ خمسة ملايين برميل يوميا على الاقل. وقال رودريغيز: "ان الضغوط النزولية على الاسعار ستستمر مع تباطؤ الاقتصاد الدولي لكن هذا الوضع قصير الاجل بسبب الركود وما نسعى اليه هو اجراءات انتقالية". واضاف: "كلما اسرعنا باتخاذ هذه الاجراءات كلما انتهت الضغوط بسرعة". في اوسلو رحب وزير نفط النروج اينار ستنيسنايس باشارات من موسكو على ان روسيا قد تتخذ قرارات اضافية في شأن سياسة انتاج النفط وقالت انها "ستؤثر في قرار اوسلو". وقال ستنيسنايس لرويترز، عقب الاجتماع مع وزير نفط المكسيك ارنستو مارتينز في اوسلو، "انها اشارة مهمة سيكون لها تأثير على تقديرنا" وتابع في تعليقه على بيان نائب رئيس الوزراء الروسي فيكتور كريستينكو في وقت سابق "ان توصل روسيا الان الى ان بامكانها المساهمة في استقرار سوق النفط تطور ايجابي". وكان خريستنكو قال ان الوضع في اسواق النفط يثير قلق روسيا وتوقع اتخاذ "قرارات اخرى" قريباً في شأن الخلاف مع "اوبك" على خفوضات الانتاج. وقال خريستنكو للصحافيين: "الوضع في سوق النفط لا يزال مثار قلق للقيادة الروسية وينصب عملنا على تحقيق استقرار العرض والطلب في السوق في تلك الفترة التي ستكون من اصعب الفترات للسوق". وتوقع ان تكون تلك الفترة في النصف الاول من السنة المقبلة. وقال خريستنكو: "اعتقد انه سيتم اتخاذ قرارات اخرى قريباً". ولم يوضح طبيعة هذه القرارات. وتعتمد روسيا على النفط في الحصول على نحو 20 في المئة من عائدات موازنتها والمساعدة في سداد اقساط الديون الاجنبية البالغة140 بليون دولار. ولم يصدر عن روسيا حتى الان ما يشير الى استعدادها لخفض الانتاج بشكل اكبر كما ان كبرى شركات النفط الروسية تعارض مثل هذه الخطوة. في باريس افترضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ان تبقى اسعار النفط معتدلة بحدود 22 دولاراً للبرميل الواحد حتى سنة 2002 قبل ان ترتفع الى 25 دولاراً سنة 2003 التقرير الاقتصادي للمنظمة ص12.