لندن، مراكش - "الحياة"، رويترز - للمرة الاولى منذ هجمات 11 ايلول سبتمبر الماضي، وبعدما بدأ النفط مسيرة التراجع اثر انكماش الاقتصادات الدولية، ارتفع سعر خام القياس "برنت" في يوم واحد اكثر من دولار للبرميل في العقود التي تمت في بورصة النفط الدولية في لندن بعدما انحازت روسيا الى صف "اوبك" في جهود خفض الانتاج لتعديل اسعار النفط واعادة رفعها. وكانت مسيرة الارتفاع بدأت بعدما اعلن وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي انه لا يرى "اي اعتراض على خفض قدره 1.5 مليون برميل يومياً من انتاج اوبك". وتحقق الارتفاع المفاجىء امس بعدما قال ميخائيل كاسيانوف رئيس وزراء روسيا ان بلاده ستساند اقتراحاً من شركات النفط الروسية لخفض الانتاج. وعند الظهر ارتفع سعر "برنت" في عقود كانون الاول ديسمبر 1.24 دولار الى 21.52 دولار للبرميل لكنه ما لبث ان تراجع بعد قليل الى 21.30 دولار للبرميل. وكان سعر "برنت" انخفض في وقت سابق من الاسبوع الى ادنى مستوياته منذ عامين عند مستوى 18.81 دولار قبل ان يقول وزير النفط السعودي ان "اوبك" يمكن ان تخفض انتاجها بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً. وتسعى "اوبك" لحشد تأييد منتجين من خارجها، منهم روسيا، للمشاركة في جهودها لدعم الاسعار عن طريق خفض الانتاج. وكان الوزير السعودي اعطى اسعار النفط دفعة جديدة امس في مراكش بقوله انه لا يرى اي اعتراضات من اعضاء المنظمة على خفض الانتاج 1.5 مليون برميل يومياً لدعم عائدات صادرات المنظمة. وقال النعيمي على هامش مؤتمر المناخ المنعقد في مراكش: "لا أرى اي اعتراض على خفض 1.5 مليون برميل يومياً". وأضاف: "في البداية كان الناس يتحدثون عن خفض قدره 700 الف برميل يومياً والان الاتجاه بدأ يتحول في أوبك من مليون برميل الى 1.5 مليون برميل يومياً". واشار الى انه يفضل بدء تنفيذ الخفض في اول كانون الاول المقبل. وقال: "ما الداعي الى تأجيله اكثر من ذلك". ويجتمع وزراء "اوبك" في فيينا الاربعاء المقبل لتحديد حجم الخفض الرابع في انتاج المنظمة السنة الجارية في محاولة لدعم اسعار النفط بعد التباطؤ الاقتصادي الذي حد من الطلب عليه. واعطى النعيمي دفعة للاسعار الخميس عندما آثار التكهنات للمرة الاولى في شأن احتمال خفض الانتاج 1.5 مليون برميل يومياً أي بنسبة ستة في المئة من اصل انتاج المنظمة الرسمي البالغ 23.2 مليون برميل يومياً. وخفضت "اوبك" انتاجها السنة الجارية بمقدار 3.5 مليون برميل يومياً. ومع خفضه 1.5 مليون برميل اخرى سيتراجع سقف انتاج الدول العشر المشتركة في نظام الحصص الى 21.7 مليون برميل يومياً بانخفاض 19 في المئة السنة الجارية. ويُظهر ذلك ان النعيمي، احد ابرز وزراء "اوبك"، لا يزال يرى فائدة اكبر لعائدات المنظمة من ارتفاع الاسعار مع خفض الكميات بالمقارنة مع الحفاظ على حصة المنظمة في السوق امام ارتفاع الكميات التي تنتجها دول من خارجها والمجازفة بانهيار الاسعار. ومع ذلك لم يفقد الوزير السعودي الامل في ان يشارك منتجون كبار للنفط من خارج المنظمة مثل المكسيك والنروج وروسيا بخفض الانتاج. وقال: "ان حجم الخفض سيعتمد على مساهمة دول من خارج المنظمة، لا ازال آمل ان تشارك". وحتى الآن لم تتعهد سوى عمان بتقديم الدعم ويواصل المنتجون الباقون الانتاج بكامل طاقاتهم. وسيسافر النعيمي الى موسكو غداً الاحد في محاولة اخيرة لاقناع روسيا بخفض انتاجها المتزايد. وقال متحدث باسم وزارة الطاقة الروسية لرويترز: "سيصل الوزير النعيمي الأحد ويجتمع وزيرنا معه في المطار، ويوم الاثنين سيجتمع مع مسؤولين حكوميين آخرين". وأشار النعيمي الى انه على اتصال هاتفي دائم مع المنتجين الرئيسيين من خارج "أوبك"، مثل المكسيك والنروج، في محاولة لكسب تأييدهم للحد من الانتاج. في أوسلو أكدت النروج مجدداً امس ان ليس لديها خطط لخفض انتاج النفط للمساعدة في رفع الأسعار على رغم أنباء ذكرت ان شركات النفط الروسية ستقترح خفض الصادرات. وقالت سيسل ادفاردسن المتحدثة باسم وزارة النفط والطاقة ل"رويترز": "لم تحدث أي مناقشات في شأن خفض الانتاج وليس هناك خطط لذلك". وتنتج النروج 3.1 مليون برميل يومياً وهي ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم بعد المملكة العربية السعودية وروسيا. وكان سعر "سلة اوبك" ارتفع الى 18.51 دولار للبرميل الخميس من مستوى 17.67 دولار الاربعاء لكنه لا يزال دون مستوى الحد الادنى للسلة 22 دولاراً لليوم الرابع والثلاثين على التوالي. ولم يتجاوز سعر السلة مستوى العشرين دولاراً منذ ان تراجع الى 19.82 دولار للبرميل في 12 تشرين الاول اكتوبر الماضي.