} هبطت اسعار النفط ما يزيد على سبعة في المئة بعد ظهر أمس وسط قلق في الاسواق من أن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لن تتمكن من خفض الانتاج بسبب عدم مشاركة الدول المنتجة من خارج المنظمة بخفض لا يقل عن 500 الف برميل يومياً مقابل خفض المنظمة انتاجها 1.5 مليون برميل يومياً. فيينا، لندن، موسكو، أوسلو - "الحياة"، رويترز - قرر وزراء نفط "أوبك" أمس خفض انتاج المنظمة بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً ابتداء من الاول من كانون الثاني يناير المقبل شرط مشاركة الدول المنتجة من خارج "أوبك" بخفض مقداره 500 الف برميل يومياً على الاقل. وقال مصدر بارز في "أوبك" أمس ان المنظمة لن تخفض انتاجها النفطي الان أو في المستقبل اذا لم تتعاون روسيا بتخفيضات انتاجية اكبر. وقال مصدر في وزارة الطاقة الروسية أمس ان روسيا لن تأخذ اي قرارات متسرعة على رغم الحاح "أوبك" عليها لإجراء تخفيضات اكبر في الانتاج والصادرات. ورداً على ما قاله مسؤول في "أوبك" من ان المنظمة قد لا تخفض الانتاج ما لم تحذو روسيا حذوها، قال المصدر ل"رويترز": "اوبك تفهم تماماً انه لا يمكننا اخذ مثل هذا القرار خلال ثلاث ساعات". واعلنت روسيا في وقت سابق من هذا الاسبوع خفضاً ضئيلاً في الانتاج بواقع 30 الف برميل يومياً يمثل اقل من 0.5 في المئة من الانتاج الحالي لروسيا. وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي في فيينا أمس: "ان الخفض الروسي البالغ 30 الف برميل من سبعة ملايين انتاج روسيا مخيب للامال". وقال وزير النفط الكويتي عادل الصبيح للصحافيين انه لن يساند اي خفض في انتاج "أوبك" ما لم تساهم روسيا بخفض متناسب ايضاً. وقال ريلوانو لقمان مستشار رئيس نيجيريا لشؤون النفط والطاقة أن "أوبك" تطلب من المنتجين من خارج المنظمة مساهمة اكبر في تخفيضات الانتاج. واعرب لقمان عن ثقته بأن الدول من خارج "أوبك" ستعرض مزيداً من التخفيضات "عندما ترى التخفيضات التي نطرحها". وقال وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنقانه ان "أوبك" توصلت الى اتفاق لخفض انتاج النفط لكنها سترجئ تنفيذ قيود الانتاج الجديدة لحين اجراء مزيد من المفاوضات مع المنتجين المستقلين. ونفت النروج أمس ان تكون تعهدت ل"أوبك" بأي تخفيضات فورية في انتاج النفط على رغم ما ذكره وزير النفط السعودي علي النعيمي من ان اوسلو قدمت التزاماً "قاطعاً" بخفض الامدادات. وكان وزير النفط والمناجم النروجي اينار ستينسنايس قال أول من أمس بعد لقائه مع النعيمي في النروج ان اوسلو ليس لديها خطط فورية لتقليص انتاجها ولكنها ستساعد في تفادي اي انهيار محتمل في الاسعار. وقالت متحدثة باسم الوزارة ل"رويترز": "لا جديد في موقف النروج منذ ذلك الحين. ونحن ملتزمون بما قيل آنذاك". وذكر النعيمي في فيينا أمس ان "أوبك" حصلت على تعهدات قاطعة من النروج والمكسيك بخفض الامدادات. والنروج ثالث اكبر مصدر للنفط في العالم بعد السعودية وروسيا ويبلغ انتاجها 3.1 مليون برميل يومياً. وقال ستينسنايس أول من أمس ان الاسعار الحالية، التي تحوم حول 20 دولاراً للبرميل، ضعف سعر النفط حين قلصت النروج انتاجها لمساعدة "أوبك" على رفع أسعار السوق في عام 1998. وأضاف: "سنقوم الوضع عقب اجتماع أوبك ... لكن اسعار النفط ليست بالانخفاض الذي كانت عليه في عام 1998". وقال محللون ان النروج لا تريد دفع اسعار النفط للارتفاع، ما يؤدي الى تفاقم التباطؤ الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وحلفائها في وقت ازمة دولية. وأضافوا انه يمكن لاقتصاد النروج ان يتحمل بسهولة اسعار النفط عند المستويات الحالية. وخفضت النروج الانتاج بمقدار 100 الف و200 الف برميل يومياً لمدة عامين حتى منتصف عام 2000 بعدما هوت اسعار النفط الى اقل من عشرة دولارات للبرميل. وخفضت "أوبك" انتاجها 3.5 مليون برميل يومياً السنة الجارية على ثلاث مراحل. ويعني خفض الانتاج 1.5 مليون برميل يومياً خفض الانتاج بنحو ستة في المئة الى 21.7 في المئة للدول العشر المشاركة في حصص الانتاج. ويستثنى العراق من اتفاق الحصص وينتج النفط بموجب اتفاق خاص مع الاممالمتحدة. وتم أمس انتخاب لقمان رئيساً ل"أوبك" ليخلف وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل الرئيس الحالي للمنظمة. الاسعار اقترب سعر خام القياس البريطاني "برنت" من مستوى 19 دولاراً للبرميل في بورصة النفط الدولية في لندن، اذ سجل سعر العقود الآجلة تسليم كانون الاول ديسمبر 19.05 دولار للبرميل، بخسارة مقدارها 1.73 دولار للبرميل عن سعر الاقفال السابق. وارتفع في الساعات التالية من التعامل الى 19.21 دولار للبرميل. وتأثرت اسعار النفط من تصريحات لبعض الوزراء مفادها ان سريان التخفيضات سيؤجل انتظاراً لمزيد من المفاوضات مع المنتجين من خارج "أوبك". يشار الى ان سعر "برنت" هبط من ما يزيد على 27 دولاراً للبرميل قبل الهجمات على نيويورك وواشنطن في 11 أيلول سبتمبر الماضي. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات المنظمة السبعة ارتفع اول من أمس الى 19.23 دولار للبرميل من 19.11 دولار يوم الاثنين. وهذا هو اليوم السادس والثلاثين على التوالي الذي يظل فيه السعر دون 22 دولاراً الحد الادنى للنطاق السعري المستهدف للمنظمة. وقال تاجر: "نتطلع لان تخفض أوبك الانتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً لانه لا يبدو ان المنتجين من خارج اوبك سيتخذون اي اجراء".