عمان، كراكاس - رويترز، أ ف ب - قال ديبلوماسي عراقي إن بغداد لا تريد حرباً مع الولاياتالمتحدة، لكنه اتهم واشنطن وحلفاءها بشن حملة اعلامية "قذرة" للتمهيد لمثل هذه الحرب. ورأى طه العباسي سفير العراق لدى فنزويلا ان التكهنات التي اثيرت اخيراً عن صلات عراقية بالارهاب والتي وردت في تقارير لوسائل اعلام اميركية وتعليقات لمسؤولين اميركيين "جزء من استراتيجية مقصودة". وزاد في مؤتمر صحافي عقد في مقر السفارة العراقية في كراكاس: "انها تحضير لهجوم، لذلك نريد ان ننبه الرأي العام العالمي من اجل الضغط على الولاياتالمتحدة وحلفائها لوقف هذه الحرب القذرة". ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الخميس مقابلة مع اثنين من المنشقين العراقيين، قالا ان الحكومة العراقية ادارت "معسكراً سرياً" لتدريب مسلمين من انحاء في الشرق الاوسط على مهاجمة أهداف داخل الولاياتالمتحدة وأوروبا، بما في ذلك خطف طائرات ركاب. وتأتي المقابلة وتعليقات السفير في وقت تناقش الحكومة الاميركية هل ينبغي ان تحول اهتمامها الى العراق وبرامج تسلحه، حين تنتهي من حملتها العسكرية على تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" الحاكمة في افغانستان. وأوضح العباسي ان الرئيس صدام حسين حذر في سلسلة رسائل من اخطار سعي الولاياتالمتحدة الى توسيع ردها العسكري على هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر ليشمل دولاً أخرى غير افغانستان. ونفت بغداد سابقاً اي صلة بالهجمات التي طاولت نيويوركوواشنطن. واضاف السفير العراقي: "لا نريد ان تتورط الولاياتالمتحدة بحرب اخرى ضد العراق". واستدرك ان "حكومة العراق وشعبه مستعدان لمثل هذه الحرب، لأنهما يقاومان العقوبات الاقتصادية والغارات الجوية الاميركية - البريطانية منذ العام 1991". وسئل العباسي عن معلومات أفادت ان محمد عطا احد المشتبه فيهم في هجمات 11 ايلول اجتمع مع مسؤول في الاستخبارات العراقية في براغ، فأجاب ان هذا "مثال للاكاذيب التي تنشرها واشنطن لمحاولة توريط العراق بالارهاب". يذكر ان وزير الدفاع البريطاني جيف هون اكد الاسبوع الماضي ان ليس هناك دليل حتى الآن يربط العراق بهجمات 11 ايلول او الهجمات ببكتيريا "الجمرة الخبيثة"، وعبر السناتور بوب غراهام رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي عن رأي مماثل. في عمّان أعلن وزير الخارجية العراقي ناجي صبري ليل الخميس ان بلاده ستدعو الاممالمتحدة الى العمل لعقد مؤتمر دولي لتحديد مفهوم الارهاب. وقال لوكالة "فرانس برس" بعد وصوله الى العاصمة الاردنية في طريقه الى نيويورك، حيث سيلقي كلمة العراق امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ان "رسالة العراق هي ضرورة تعريف الارهاب وتحديد اسبابه" في اطار مؤتمر دولي. وشدد على ضرورة ان تسطيع الدول ان تعبر عن آرائها في مثل هذا المؤتمر "بحرية وبعيدا عن حملة الارهاب التي تمارسها الولاياتالمتحدة". وأكد وجود "اختلاف واسع بين العالم الثالث والعرب والمسلمين من جهة وبين الدول الغربية من جهة اخرى على تعريف الارهاب"، مشيراً الى ان "البطل المجاهد في العالم الثالث يعتبره الغرب ارهابياً. وهناك يعتبرون من يقف ضد مصالحهم ارهابياً، ونعتقد ان ما يقومون به ضد شعوب دول العالم الثالث واحتلال الاراضي او وطن بكامله والكيان الاستيطاني والحصار، هو ارهاب، وعندما يتدخلون بسياسات الدول فذلك ارهاب. والعدوان على افغانستان عمل ارهابي تماماً مثل تنمية النزاعات العرقية والدينية". وعن احتمال توجيه التحالف الدولي ضربة الى العراق، قال صبري "لن يكون هناك جديد والشعب العراقي صمد امام كل اعتداءاتهم وأفشلها. وإذا وسعوا عدوانهم لن يحصدوا سوى مزيد من الخيبة والعار". ودافع الوزير عن رفض بغداد تنكيس العلم العراقي على مقر الاممالمتحدة في نيويورك بعد اعتداءات 11 ايلول، وقال: "ليس من تقاليدنا ان ينكس العلم العراقي لأحد في أي ظرف".