ألغت الولاياتالمتحدة كل التأشيرات الممنوحة لمواطني جنوب السودان، وهو قرار غير مسبوق ضد رعايا دولة أجنبية من جانب إدارة الرئيس دونالد ترمب. واتهم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي أعلن القرار، الدولة الإفريقية بعدم استعادة مواطنيها المستهدَفين بإجراء طرد، وقال روبيو في بيان "تلغي وزارة الخارجية الأميركية، بمفعول فوري، كل التأشيرات الممنوحة لحاملي جوازات السفر من جنوب السودان". وهذا أول إجراء من نوعه يُتخذ ضد جميع مواطني دولة في العالم، منذ عودة ترمب إلى السلطة في 20 يناير واعتماده إجراءات جذرية في إطار سياسة لمكافحة الهجرة. وأضاف روبيو "حان الوقت كي تتوقف الحكومة الانتقالية في جنوب السودان عن استغلال الولاياتالمتحدة". وتابع أن "تطبيق قوانين الهجرة في بلدنا أمر بالغ الأهمية للأمن القومي والسلامة العامة للولايات المتحدة"، مشددا على أن كل دولة "يجب أن توافق... على استعادة مواطنيها فورا عندما تريد دولة أخرى، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، ترحيلهم". وإضافة إلى إلغاء التأشيرات الحالية، ستتوقف واشنطن عن إصدار تأشيرات جديدة لمواطني جنوب السودان، وفق ما ذكر البيان. وقال روبيو "نحن على استعداد لمراجعة هذه السياسة عندما يكون جنوب السودان متعاونا بالكامل". وقرار واشنطن الجديد يستهدف هذه المرة أحد أفقر البلدان في العالم. فبحسب إحصاءات منشورة عام 2024، احتل جنوب السودان عام 2022 المرتبة ما قبل الأخيرة في مؤشر التنمية البشرية العالمي الذي نشرته الأممالمتحدة، متقدما على الصومال. ويأتي هذا القرار في وقت تواجه جوبا خطر الانزلاق مجددا نحو حرب أهلية، حسبما حذر مسؤول كبير في الأممالمتحدة في مارس الماضي. وانفصلت دولة جنوب السودان عن السودان في يوليو 2011، لكنها ظلت تعاني الفقر وانعدام الأمن بعد اتفاق السلام عام 2018. وشهد جنوب السودان حربا أهلية خلفت ما يقرب من 400 ألف قتيل وأربعة ملايين نازح بين عامي 2013 و2018. وفي هذا السياق، كان مواطنو جنوب السودان يتمتعون بوضع الحماية المؤقتة (تي بي اس) على الأراضي الأميركية. ينتهي العمل بهذا الوضع الذي منحته إدارة الرئيس السابق جو بايدن الشهر المقبل.