} أعلن العراق امس اسقاط طائرة "تجسس" اميركية هي الثالثة خلال شهرين، مؤكداً انها أقلعت من الكويت. وجاء الحادث بعد ساعات قليلة على توجيه واشنطن تحذيراً شديد اللهجة الى بغداد. يلوّح بجعلها تدفع ثمناً اذا حاولت استغلال الازمة الناجمة عن التفجيرات في اميركا. وحذّرت تركيا من "دوامة الدم والنار" في حال اتسع نطاق الحرب على الارهاب، لتشمل دولاً اخرى بينها العراق. بغداد، انقرة، نيويورك - أ ف ب، رويترز - قطع التلفزيون العراقي برامجه امس ليعلن "اسقاط طائرة استطلاع ثالثة" فوق جنوبالعراق حيث تفرض طائرات اميركية وبريطانية حظراً جوياً. واعلن وزير الاعلام البحريني نبيل الحمر امس ان الامير الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة قبل اوراق اعتماد اول سفير عراقي في المنامة منذ حرب الخليج 1990-1991. واعترف البنتاغون بفقدان الطائرة كما كان اعترف خلال الشهرين الماضيين بفقدان طائرتين. وأفاد التلفزيون انه سيعرض مساء امس مشاهد لحطام الطائرة الثالثة. وجاء هذا الحادث بعد ساعات على تأكيد مسؤول اميركي ان سفير الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة جون نيغروبونت التقى الاحد في نيويورك نظيره العراقي محمد الدوري لتوجيه انذار شديد اللهجة الى بغداد بألا تستغل الوضع في افغانستان. وتابع المسؤول ان "السفير نيغروبونت اكد للسفير العراقي تجنب القيام بأي محاولة للاستفادة من الوضع الحالي او التفكير في ان ذلك يمكن ان يلهينا" عن الحملة العسكرية للتحالف. واكد ان "رسالة واضحة" اعطيت شفهياً من نيغروبونت الى نظيره العراقي. واشار المسؤول الى ان الدوري التقى مجدداً نظيره الاميركي في اليوم التالي وهو يحمل "رداً بلاغياً، ولا شيء يدل الى انهم فهموا الرسالة". وكشف ديبلوماسي غربي ان الرسالة الاميركية تحذر العراق من استخدام اسلحة الدمار الشامل. واوضح ان الرئيس جورج بوش "أراد توجيه تحذير شديد اللهجة الى الرئيس صدام حسين لئلا يستغل الوضع ويرتكب خطأ آخر كما فعل في غزو الكويت" في آب اغسطس 1990. ونقلت وكالة "رويترز" عن المسؤول الاميركي ان فحوى الرسالة هو: "لا تحاولوا الاستفادة من الازمة، والا ستدفعون الثمن". كما حذّرت بغداد من اي تحرك ضد الاكراد في شمال العراق. وقال الدوري للوكالة ان مبعوثاً اميركياً "طرق الباب واستقبلناه، ونحن نتصدى للولايات المتحدة علناً، لذلك لا نحتاج الى ازمة لنجني منفعة، وليست لدينا اي نيّة عدائية تجاه جيراننا". واستدرك معلّقاً على تداعيات التفجيرات في اميركا: "نحن ضد الحرب في افغانستان ليس لانها حرب اميركية بل لأنها غير قانونية وتتعارض مع القانون الدولي وهم لم يقدموا اي ادلة مقبولة على تورط افغانستان بما حدث في الحادي عشر من ايلول سبتمبر". يذكر ان العراق هو بين عدد قليل من الدول التي لم تدن الهجمات في نيويوركوواشنطن. وابلغ الدوري الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع الماضي انه سيكون من النفاق ان يدين العراق تلك الهجمات بينما يتعرض لغارات وعقوبات منذ 11 سنة. لكنه قال ان رسائل تعزية أُرسلت الى افراد في الولاياتالمتحدة متعاطفين مع القضية العراقية. وفي الدوحة قال وزير الخارجية العراقي ناجي صبري ان الولاياتالمتحدة قد تستهدف بلاده "تحت ذريعة الارهاب" لتصفية "حسابات قديمة". تحذير الى ذلك حذرت تركيا من "دوامة الدم والنار" في حال وسعت الولاياتالمتحدة الحرب على الارهاب الى دول اخرى في المنطقة، في اشارة الى العراق. وقال نائب رئيس الوزراء التركي مسعود يلماظ امام مجموعته البرلمانية امس: "نأمل بأن تنحصر العملية في افغانستان وان تهدف الى قلب نظام طالبان وشل نشاطات اسامة بن لادن". وتابع بلهجة تحذير: "لا احد ينكر ان النزاع يتجه الى التوسع، واذا امتدت الحرب الى خارج افغانستان قد تعلق المنطقة كلها في دوامة من الدم والنار". و"في هذه الحال تركيا معنية بالامر، وستستعد لكل الاحتمالات". وجاء كلام يلماظ غداة طلب رفعته حكومته الى البرلمان يقضي بموافقة تركيا على ارسال قوات الى الخارج واستقبالها قوات اجنبية على اراضيها في اطار مكافحة الارهاب. واكدت انقرة ان هذا القرار ليس تلبية لطلب اميركي بالمساعدة بل اجراء وقائي يقتضيه تطور الظروف. وتخشى تركيا ان تؤدي الضربات المحتملة على العراق الى قلب نظام صدام، وانشاء دولة كردية في الشمال الذي لا يخضع لسيطرة بغداد منذ حرب الخليج عام 1991، مما قد يشجع التوجهات الانفصالية لدى الاكراد. كما قد يؤدي النزاع العسكري على تخوم تركيا الى اذكاء الازمة الاقتصادية العميقة التي تتخبط فيها. وتستقبل تركيا في قاعدة انجيرليك جنوب الطائرات الاميركية والبريطانية التي تفرض حظراً جوياً على شمال العراقوجنوبه.