في اطار استعداداتها الرامية الى تعزيز دفاعاتها في مدينة كركوك النفطية شمال العراق، لمواجهة احتمالات تعرضها لضربة عسكرية اميركية، بتعاون كردي - تركماني، باشرت السلطات العراقية اجراءات احترازية عسكرية داخل المدينة وفي أطرافها. وأكد مصدر كردي مطلع في السليمانية ل"الحياة" ان السلطات العسكرية العراقية اكملت بناء 65 ملجأً عسكرياً كبيراً في منطقة "كنديناوا" شمال غربي مدينة كركوك، فيما بدأت توزيع أعداد كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة على أبناء العشائر العربية التي تنتشر في منطقة "صاليي" شمال شرقي المدينة، وباشرت دورات تدريبية سريعة للمسلحين الجدد في معسكر "سقزلي" قرب كركوك. الى ذلك اكد المصدر ان "فرقة من الحرس الخاص العراقي اعدمت ثلاثة ضباط في مقر الفيلق الأول للجيش داخل كركوك، عُرف منهم اللواء الركن محمد حمد الجميلي، كما اعتقل مدير دائرة الاعلام في محافظة التأميم". وأفاد ان السلطات شكلت خمس سرايا عسكرية من تنظيمات فرع الشمال في حزب "البعث" الحاكم، أُنيطت بها مسؤولية الاشراف المباشر على الأوضاع داخل المدينة في حال حصول اضطرابات مفاجئة، مشيراً الى ان كركوك هي المدينةالعراقية الثانية التي تشكل فيها هذه السرايا المرتبطة مباشرة بمكتب قصي صدام حسين، النجل الأصغر للرئيس العراقي. وانشئت في بغداد قبل سنة سرايا خاصة تنحصر مهمتها في السيطرة على المناطق السكنية، في حال حصول اضطرابات. صدام في بغدادأ ف ب، رويترز اعتبر الرئيس العراقي صدام حسين ان الحديث عن عدم قيام الولاياتالمتحدة بضرب العرب بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر التي استهدفت نيويوركوواشنطن "كلام لا معنى له"، واصفاً الحرب بأنها "طوفان" سيطاول دولاً عربية. ونقلت "وكالة الانباء العراقية" عن صدام قوله خلال اجتماع مجلس الوزراء العراقي برئاسته ليل السبت: "القول اننا لا نقبل ضرب اي دولة عربية او الاعتداء عليها كلام بلا معنى". وكان مسؤولون مصريون واردنيون أعربوا عن اقتناعهم بأن الولاياتالمتحدة لن تهاجم اي دولة عربية، لكن وزير الخارجية الاميركي كولن باول لم يستبعد استهداف العراق "في المرحلة الثانية او الثالثة" من الحملة الاميركية. وندد صدام مجدداً ب"العدوان العسكري الاميركي على افغانستان"، معتبراً أن "أي حديث نقدي يوجه الى أميركا يكون ضاراً إذا لم يدن صراحة عدوانها على افغانستان. فالموقف السليم يجب ان يرتكز على هذه الادانة". واعتبر مطالبة الادارة الاميركية أفغانستان بتسليم اسامة بن لادن، اذا أرادت وقف الحرب عليها "منطقاً خطيراً إذ يصبح بامكان اي دولة ان تفعل ذلك". ووصف "العدوان" الاميركي على افغانستان بأنه "عملية استعراض للعضلات ضد العالم، وعملية ارهاب للآخرين وليس للشعب الافغاني وحده"، مكرراً ان "اميركا قادرة على الايذاء، لكن العالم ليس ساحة حرب لها. ومواصلتها اعتدائها على دول العالم ستضعفها، ولن تقضي على الارهاب، والحقد عليها سيتسع في ارجاء العالم". يذكر ان صدام هو الرئيس العربي الوحيد الذي لم يدن الاعتداءات التي استهدفت واشنطنونيويورك الشهر الماضي.