رعت الأميرة صبية بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود المعرض الشخصي الأول للفنانة علا حجازي الذي افتتح في صالة محترف أتيليه جدة للفنون الجميلة. كما يفتتح المعرض نفسه للرجال مدير ادارة العلاقات العامة المركزية في "البنك الأهلي التجاري" فاروق صالح عيد يوم الأحد في 4 تشرين الثاني نوفمبر، ويستمر عشرة أيام. وقال مدير محترف جدة هشام قنديل ان المعرض يضم خمسين لوحة، منها لوحات تصويرية بألوان الاكريليك ولوحات غرافيكية. وللفنانة حجازي الكثير من المشاركات المحلية والدولية. منها مشاركتها في المعرض الجماعي الأول لمحترف جدة، ومعرض انتفاضة فلسطين في بيت التشكيليين، ومعرض الكتاب الدولي في الغرفة التجارية، ومعرض الفن للإنسانية في صالة الروشان، والمعرض السياحي في الباحة، ومعرض قرية المرسال، ومعرض الفن المعاصر في المركز السعودي للفنون التشكيلية. وتعتبر مشاركتها في المعرض الثلاثي محاولة في فضاء اللون الى جانب بدرية الشمراني ووفاء العقيل أهم محطاتها التشكيلية. أما على صعيد المعارض الدولية فمثلت الفنانة المملكة في ترينالي القاهرة الدولي في الغرافيك وستشارك أيضاً قريباً في المعرض الجماعي للفنانات في قاعة اليونيسكو في بيروت، كما اختير عملها ضمن السبعين عملاً المتميزة في مسابقة ملون الخطوط السعودية للفن التشكيلي. عن أعمالها يقول الناقد العربي عمران القيسي ان لوحتها تتجاوز حدود المهارة لتصل الى دائرة الوجع ولا تلبث اللوحة عند علا حجازي ان تتبلور صوغاً مكثفاً لأفكار تملك مدلولات نثرية واسعة، حتى تفرض حضورها ثانية ارتقاءً تقنياً بهذا الأسلوب الذي سيبدو خاضعاً لجهد يرى في مسطح المادة القابلة للحفر، مجرد أدلاة لاستظهار الأفكار بشكل معكوس عن حقيقة تشكيله الأولي. وانها الحالة التي يقرر فيها الحفار البارع استنطاق الأسطح الملساء نحو ذلك القاسم المشترك بين نواياه ومعطيات مادة اللينوليوم. لكن من قال ان علا هي ذات انتاج فكري احادي التقنية على لوحة الغرافيك؟ انها تشتغل على المحتوى العام للحالة لأن ما لديها من أفكار ورؤى سيكون من الصعب حصره في دائرة الانتاج الآحادية وعالم الفنون الطباعية حيث يتمادى مع خصب ذاكرة الفنان القادر على تلبية الاحتياجات المفردة على المسطح الغرافيكي". ويقول مدير محترف جدة هشام قنديل: دخلت المرأة السعودية مجال الفن التشكيلي وأسهمت بقدر كبير في النهوض بهذا الفن وظهرت أسماء شابة كثيرة من خلال تلك المعارض، الا اننا لا نجد من هذه الأسماء في مجال فن الغرافيك إلا أسماء قليلة جداً، ومن تلك الأسماء يبرز الفنانة علا حجازي التي أظهرت في الفترة الأخيرة تفرداً واضحاً لشخصية واضحة المعالم والسمات لها كيانها المستقل. تنقسم أعمال علا الى مرحلتين، المرحلة الأولى هي المرحلة التصويرية تقدم فيها أعمالاً تعبيرية بأسلوب بنائي تلقائي لا تطلق فيها عنان التجريد ولا تقدم محاكاة تفصيلية للواقع، وظهر في هذه الأعمال تأثرها بفن الطفل إذ تترك للطفل الكامن في داخلها التحرك بحرية من دون حسابات. المرحلة الثانية وهذه اعتبرها المرحلة الأهم وهي تجربتها مع الغرافيك واسميها مرحلة البحث عن الذات وعن شخصيتها الفنية إذ صقلت هذه التجربة بالدورات المكثفة في هذا الفن في لندنوالقاهرة سواء في الحفر على اللينوليوم أو الزنك. وأعتقد ان تجربتها مع الغرافيك لا تنفصل عن تجربتها التصويرية وهو انتاج في النهاية لا يتميز بالتنوع الذي يقودنا الى التشتت ولكنه يحتفظ بقدر كبير من الثبات والتماسك حيث لا تهتم علا في أعمالها بالتقنية بقدر ما تهتم بالجوانب التعبيرية. وفي هذا المعرض تخطو علا حجازي خطوة أجرأ نحو الابداع، وتستلهم الحدود الفاصلة بين الأشياء في الطبيعة وبين التجريدية التي لا تخضع لأسر الشكل المباشر للأشياء.