نظم اتيليه جدة للفنون الجميلة المعرض الشخصي للتشكيلية علا حجازي يوم الخميس الماضي، ويستمر لمدة اسبوعين ويقام على هامشه حوار مفتوح حول تجربة التشكيلية علا حجازي التي تعتبر واحدة من ابرز فنانات الجيل الثالث في الحركة التشكيلية السعودية وكان آخر معارضها في ابو ظبي الذي لفتت اعمالها انتباه الفنانين والنقاد من خلال مشاركتها بمجموعة كبيرة من اعمالها في معرض الفن السعودي بدار الاوبرا المصرية الذي نظمه اتيليه جدة بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية.. داوستاشي: علا فى كل لوحاتها تطل التلقائية والبراءة والبهجة عن تجربتها في هذا المعرض تقول التشكيلية علا: "منذ صغري وأنا أستمتع في البحث عن الالتقاطات. ألتقط الأشياء المُلقاة في الشوارع لأصنع من الأقمشة البالية فساتين لعروستي، ومع مرور الوقت تدرب عقلي على التقاط مشاهد لأناس يعبرون حياتي التقطها كي أصنع منها حكاية لونية.. معرضي الشخصي هو مشروع فكرة انبثقت حين كنت أتجول في الأماكن النائية بحثا عن خامات البيئة كي أجمعها لأعيد لها الحياة.. ومن تجولاتي عثرت على نافذة مُلقاة على الأرض تشبه نافذتنا القديمة، حين كانت النافذة مفتوحة على الحرية، نشاهد من خلالها حكايات الجيران".. وتضيف: "من هذه النافذة انبثق مشروع (آي وطن جدة)، حيث قسمته لأربع مجموعات: ( آي نافذة، آي وطن، آي نغم، آي اسكتش ) تدور معظم مفردات المعرض حول الأشياء المُهملة، التي عثرت عليها بين طرقات جدة صغتها في حكايات ملونة وأوراق وألحان فيها عبق الوطن ومشوار سفر.. فيها أنتم وهم ونحن وأنت وأنا.. جمعتها في نغمات كي تبقى لذاكرتي لحن حب ووفاء للإنسان بقلبه وطن".. يقول الفنان والناقد المصري عصمت داوستاشي عن تجربتها التشكيلية : " تُذكّرني التشكيلية علا حجازي بالفنانة المكسيكية فريدا كالو، وكأنها القرين الذى يتجه للحياة، بينما فريدة كالو كانت فى لوحاتها تتجه للموت، ولكن الاثنتين تملكان التوهج الإبداعي واللغة التشكيلية العالمية التى تصل لأي متلقي بسهولة ويسر.. ويضيف: "علا فى كل لوحاتها تطل التلقائية والبراءة والبهجة.. ترسم بفرشة ساحرة (السهل المستحيل) مُسجّلة على سطح التوال توقيعها.. هذه لوحات (علا حجازي)؛ حين تفتح شبابيك الفنانة المتجددة علا حجازي، ستكتشف علمها الثري بالحكايات الحميمة والأحلام المحققة. هذا الكرسى القديم الذى لوّنته ورسمته.. من جلس عليه من قبل؟ وأين سيكون من بعد؟.. كل هذه الأشياء القديمة التى تخلص منها الناس، لماذا جمعتها وأعادت لها الحياة، فأدخلتها لحياتنا من جديد.. هى روح الخلق والإبداع عند فنانة تملك فيضاً من الحب والعطاء، توزعه على كل محبيها فى معرضها الجديد - آي وطن جدة - التى منها استلهمت الفنانة الكثير من مفردات معرضها.. افتح الشبابيك وتأمل الحياة بألوان علا حجازي.. من أعمال علا حجازي هذا ويقول هشام قنديل مدير اتيليه جدة عن المعرض أن المرأة السعودية دخلت مجال الفن التشكيلي منذ بداية الحركة التشكيلية وظهرت اسماء كثيرة واختفت اسماء من خلال تلك المعارض والمشاركات ومن تلك الاسماء الرائدتين صفية بن زقر ومنيرة موصلي، وفي المرحلة الاخيرة ظهرت اسماء اخري كثيرة وتجلي من بينهم الفنانة علا حجازي من خلال حضور اعمالها اللافت في المعارض والمسابقات ولا سيما معرضها الاخير في قصر الفنون بدار الاوبرا المصرية الذي لفت بالفعل انتباه الفنانين والنقاد وبدأت تشق طريقها بثقة كبيرة لتحقق لنفسها عالمها الخاص وخصويتها من خلال ما تقدمه من اعمال متفوقة وظهر تدفقها الفني في رسوماتها الخطية السريعة.. ويشير قنديل أن علا حجازي ترسم ببساطة شديدة وبتلقائية لوحاتها وفي مرحلتها الاخيرة تبلور نضجها الفني وقدمت الكثير من الاعمال المتميزة تمثل قمة نضجها الفني حيث ترسم بديناميكية وعشوائية اكثر محدثة تناغما وهارمونية داخل لوحاتها وفي احيان اخرى ترسم لوحاتها باتزان وتقترب بذلك من قانون السجادة العربية في وضع عناصرها الزخرفية فتبدو اللوحة غنية بعناصرها رغم بساطة الموضوع والشكل، الطفولة والمرأة هي عالم هذه الفنانة وما تشدو به على مسطحات لوحاتها من كتابات وزخارف والعاب وتجتمع كل هذه العناصر وتتناغم وتتجاور بتلقائية وعفوية وتقترب من رسوم الاطفال احيانا في عفويتها واللوحة في مجملها غنائيات شعبية لتضع لنا في النهاية رؤية شديدة الخصوصية ولوحات علا حجازي عموما محملة بالبهجة والبساطة والطفولة.