طوني بارود الذي اشتهر كلاعب محترف في كرة السلّة وتنقل في نواديها من "الكهرباء"الى "الحكمة" ف"الوردية". ثم كمعلّق رياضي ناجح، ترك الملاعب الى غير رجعة ليخوض غمار العمل في التلفزيون. برنامجه الأول "ع الباب يا شباب" الذي جمع بين الترفيه والمنوعات كان الخطوة الأولى، ويبدو أنّ بارود مصمم على تثبيت خطواته في الإعلام المرئي مقدّماً محترفاً، فكان برنامجه الجديد عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال أل بي سي "مين بيزيد" الذي يجمع بين التسلية والمعلومات العامة والربح. اختيار بارود لهذا النوع من البرامج، التي تشهد فورة واسعة عبر المحطات التلفزيونية الأرضية والفضائية، يعتبر تحدياً حقيقياً لأنه يحتاج الى التميز الكبير للنجاح. يرى بارود أن هذه الفورة جيدة "لأن برامج المعلومات العامة مفيدة، ويتميز "مين بيزيد" بوفرة المعلومات العامة التي يقدمها ويحتوي زهاء 80 سؤالاً تتنوّع بين الرياضة والتاريخ والجغرافيا والاختراعات والسياسة والأدب. ميزة البرنامج الرئيسة تكمن في كونه يشرك المشاهدين في اللعب والربح ويتواصل معهم في شكل يجعل منهم جزءاً أساسياً فيه لا يستمر من دونهم". ليست فكرة البرنامج منسوخة عن آخر أجنبي، إنما خطّطت لها إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بحسب قول بارود طوال أشهر ثلاثة، وذلك في غرفة عمليات تألفت من رندة الضاهر ومدير البرمجة سيبوه ألفنتيان والمشرف والمعدّ شارل صوايا والمعدّان كمال نخلة وجيزيل بويز الى المخرج بودي معلولي، ونجحوا في إيجاد صيغة فريدة لبرنامج ألعاب متميز يجمع بين المعلومات العامة والربح. بعدما تنقل بارود في برامج عدة منها "تيلي سبور" و"ع الباب يا شباب" و"مين بيزيد" ما الذي تغير في أسلوب تقديمه؟ يجيب: "العامل المشترك بين هذه البرامج هو التعاطي مع الناس، دائماً ثمة شيء يشبهني، لكن كمية الكلام تتغير، ولا أزيدها على الناس على رغم أن اسم البرنامج "مين بيزيد"!"، ويضيف: "لا أعتبر أنني وصلت اليوم الى ما أريده على رغم أنني راض بالبرامج التي أقدمها إنما أطمح الى المزيد من التعلّم لكي أصبح مقدماً ناجحاً أكثر". زهو الشهرة طوني بارود هو من المقدمين الشباب القلائل الذين لم يهزهم زهو الشّهرة، فهو يحافظ على تواضعه وحرصه الدائم على النقد الذاتي على رغم دخوله الى قلب الجمهور في سرعة قصوى نظراً الى خفة ظله وعفويته المحبّبة، وتفانيه في عمله، "أنتقد نفسي في شكل مستمر، وأحضر الحلقة أكثر من 5 مرات أحياناً، وأوجّه الى نفسي الملاحظات القاسية، أتنبّه مثلاً الى عدم تكرار الكلمة ذاتها، وأتحاشى ترك فراغ في الوقت، وأحاول أن أصحح أخطائي قدر المستطاع. بعض الأشخاص يختارون التغاضي عن أخطائهم لكن أنا لا ، إذ أعتبر ان النقد الذاتي هو الطريق الصحيح نحو التقدم". وعن النقد الصحافي يقول إنه يحترمه "لأن الصحافي في النهاية هو مشاهد ويعبّر عن رأي شريحة واسعة من المشاهدين ونقده يهدف الى أن أحسّن برنامجي وهذا ليس بالشيء السيئ". بعد 20 عاماً من لعب كرة السلة، وسطوع نجمه لاعباً محترفاً وقائداً لمنتخب لبنان، وبعد حيازته ألقاباً عدة منها: هدّاف بطولة الدول العربية والبطولة الدولية في العراق، وثاني هدّاف عربي لفئة الرجال، ونيله لقب أفضل صاحب أخلاق رياضية، 7 مرات اختار بارود مغادرة الملاعب الى غير رجعة مفضّلاً التلفزيون، فهل خيّبت الرياضة امله؟ ينفي بارود هذا الأمر في شدة، فهو ليس بعقوق ويؤكّد أن "الرياضة هي التي أوصلتني الى عالم التلفزيون، بسببها أتاحت لي المؤسسة اللبنانية للإرسال التعليق على مباريات كرة السلة والدخول الى عالم التقديم، لكن الرياضة أحزنتني قليلاً كوني تعرّضت في العامين الأخيرين لإصابتين متتاليتين في رجلي بقيت بسببهما بعيداً من الملاعب". وعلى رغم تنقله في نواد عدة فإنه يبدو جلياً أن حنين بارود يبقى الى النادي الذي انطلق منه وهو نادي الكهرباء الذوق، "إن تربيتي في نادي الكهرباء، علّمتني كيف أكون قريباً من الناس، الرياضة هي أساس نجاحي". يتميّز بارود عن سواه من المقدّمين بعفويته وبساطة العبارات التي يستعملها، وبساطته ليست مفتعلة إنّما تنبع من داخله ولا تتخطى الحدود كي لا تزعج المشاهد. وهو يرى أن احترام المشاهد هو الشرط الرئيس لنجاح المقدم، لذا عليه التحضير الدائم للحلقة ونقد نفسه وصقل موهبته. الشهرة لم تغير شخصية بارود "إنّما كبرت المسؤولية، وأنا أحبّ ضغط العمل كونه يذكّرني بضغط الملاعب، ثمة هدف دائم لا تملّ منه وهو تقديم الأفضل، وأنا شخصياً لا أقبض نفسي جدّياً لأنني أفكّر دوماً في تحسين نفسي". يتابع بارود برامج الألعاب كلّها ويرى انّها ذات مستوى جيد، لكنه يتحفّظ عن ذكر مقدّمه المفضّل "كي لا يزعل أحد". البساطة هي شعاره الأول في التقديم وهي تتفوق على المظهر الجميل. يقدّم بارود الى جانب عمله التلفزيوني مباريات في البولو في أبو ظبي بناء على طلب الشيخ صلاح بن زايد آل نهيان، وبعد استئذان المؤسسة اللبنانية للإرسال، ويرى أن الحماسة هي القاسم المشترك بين كرة السلة والبولو. كما أنّه ينظّم برامج رياضية ترفيهية صيفاً يحضرها مع الممثل زياد سعيد في "الشترومف" وتجمع زهاء 1300 شخص وهي تلاقي الإقبال الكثيف. يطمح بارود لأن يصبح من أهم المقدّمين، وهو إذ يشكر المؤسسة اللبنانية للإرسال على شبكة البرامج الجديدة، يؤكّد أنه سيبقى في عالم المسابقات والالعاب والمنوّعات "ولا اطمح لتقديم برنامج سياسي لأنه ليس من تخصّصي، وللسياسية اربابها"، ويردف: "أسعى دوماً الى الاستزادة من الثقافة، وأقرأ كثيراً وآخر ما قرأته كتاب "الرجل والأسطورة" عن كمال جنبلاط، أحبّ السياسية لكن تحليلاتي وقراءتي للأوضاع أحتفظ بها لنفسي".