لطالما «نقشت» مع المقدِّم طوني بارود في البرامج التي ظهر فيها، فكان النجاح حليفَه، بجذب انتباه الجمهور واستقطابهم إليه، بخفة دمه وضحكته وأسلوبه المرِح في التقديم وفي التفاعل المباشر معهم. برنامج جديد يطل من خلاله طوني بارود طيلة شهر رمضان عبر شاشة «أل بي سي»، عنوانه «نقشت»، ليتواصل مع المشاهدين ويقضي معهم أوقاتاً ممتعة. «هذا البرنامج سيكون زاخراً بالحياة، بخاصّة أنني سأطلّ من أماكن مختلفة ترافقني من الأستوديو المقدِّمة فاديا دقماق»، يقول طوني. البرنامج يندرج ضمن برامج الألعاب ويعتمد على إعطاء الفرصة للمشاهدين كي يفوزوا من خلال فقرات وألعاب مختلفة. يوضح بارود أنّ الألعاب لن تكون صعبة بمقدار ما ستكون مسلية وطريفة ومتنوعة بين أجواء الموسيقى والمعلومات العامة والترفيه والحزازير... «وما على المشاهدين إلاّ المتابعة ليدركوا معنى ما أقول». طوني بارود غاب عن برامج شهر رمضان طوال عامين متتاليين، لكن اللافت أن الناس يشعرون بأنّه لم يغب، ويظنّون أنّهم شاهدوه العام الماضي. يعلّق بارود قائلاً: «أعتبر هذا الأمر بمثابة شهادة أفتخر بها، تؤكّد أنّ الإنسان حين يعمل من كل قلبه ينجح في حجز مكانة في القلوب». أمّا عن الجديد الذي سيضيفه في برنامج «نقشت» ليتميّز في أدائه عن برامج الألعاب السابقة التي قدّمها، فيقول: «لا جديد تماماً تحت ضوء الشمس، بل هناك تجديد أضفته إلى أسلوبي لأطوّر نقاط قوتي، وهناك تركيز أكثر على هدفٍ لطالما وضعته أمام عينَي، وهو بث طاقة إيجابية ونبض حياةٍ، فتنسى المصاعب وتتأمّل اللحظات السعيدة». طوني بارود الذي يرى كُثُرٌ أنّه بلغ مرتبة عالية في طريقة تفاعله المحبب مع الجمهور، إلى أي مدى مازال قادراً على بلوغ مرتبة أعلى بعد؟ يقول بصوتٍ فيه الكثير من التواضع ومنطقٍ فيه الكثير من الموضوعية: «صحيح أنني حين أقف أمام الجمهور أشعر بطاقةٍ عجيبة تملأني فأتصرّف بعفوية وباندفاع يكاد يكون لاإرادياً، لكن ذلك لا يعني أنني أستطيع الاطمئنان والظن أن تلك الطاقة ستكون حاضرة دوماً من دون جهدٍ وكدٍّ». ويتابع شارحاً أنّ هذا النوع من البرامج يتطلّب حضوراً ذهنياً كاملاً وتركيزاً كبيراً، وإلاّ يمكن أن يضيع كل شيء في لحظةٍ بمجرّد أن يتزعزع إيقاع التقديم بالتالي إيقاع البرنامج. وردّاً على السؤال، يُفصح طوني أنّه غالباً ما يشاهد نفسه بعد الحلقات ليقوّم أداءه، فينتقد نفسه محاولاً تفادي بعض الثغرات التي وقع فيها وتطوير مواقف جيدة قام بها بشكلٍ عفوي. ما الثغرة الأبرز التي سيركّز على عدم السقوط فيها قبل بدء برنامجه الجديد؟ لا يتهرّب بارود من الإجابة، بل يقول من دون لف أو دوران: «الثغرة التي سأحاول تفاديها في هذا البرنامج وفي كل البرامج اللاحقة، هي الانجراف إلى جوٍّ جدّي بارد يقطع التواصل مع المشاهدين». ويعتبر طوني أنّ ذلك لا يعني الابتعاد عن النواحي العميقة أو المفيدة، بل يعني أنّه يرغب بتقديم حتّى أكثر المواضيع جدية في جوٍّ من المرح والسلاسة. وبالحديث عن العمل الدائم لتطوير أدائه، يكشف طوني بارود الستار عن برنامج حوار ترفيهي جديد سيعرض بعد شهر رمضان مباشرة على شاشة «أل بي سي»، أمّا عنوانه النهائي فلم يُحدَّد بعد. طوني بارود، الذي يدرك تماماً أنّه يسير في حقلِ مجال التلفزيون الزاخر بالألغام والفارغ من الوفاء، إلى أي درجة هو حَذِر في سعيه للتقدّم في هذا المجال؟ يجيب: «التلفزيون قادر أن يمضغ مَن يُطل عبر شاشته كما تُمضَغ العلكة، فيأخذ منه كل حلاوته ويرميه بعد أن يصبح بلا طعم، لذلك يجب على كل مَن يظهر عبر الشاشة الصغيرة أن يقوم بخطوات كبيرة كي يحافظ على طعمه وعلى حلاوته». ويذهب طوني في صراحته حد الاعتراف بأنّه يعيش في همٍّ دائم للحفاظ على مستوى معيّن في التقديم يمكّنه من خوض المنافسة الشرسة والتحديات الكثيرة التي تعترضه دائماً كما تعترض أي شخص آخر يقدّم أي برنامج على التلفزيون، ثم يسارع إلى الإشارة: «هذا القلق الدائم يخف حين أتذكّر أنني دخلت هذا المجال منذ 18 سنة ومازلت حاضراً على الشاشة ومازلت أحضّر لبرامج جديدة، ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح». منذ فترة طويلة أعلنت مشاركة طوني بارود في فيلم سينمائي «عالمي» يلعب فيه دور صلاح الدين الأيوبي، فهل من جديد في هذا الموضوع؟ يقول إنّ الاتصالات بينه وبين المخرج الأميركي مستمرة، لكنّ هذا النوع من الأعمال يتطلّب الكثير من الوقت، «العرض ما زال سارياً، ولكن لن أقف مكتوف اليدين بانتظار أن يبدأ تصوير الفيلم، فإذا تمّ كل شيء كما يجب، سأخوض التجربة حتى النهاية، أمّا إذا حدث أي طارئ يمنع مشاركتي في الفيلم فسأكتفي بأن أفرح لاختياري لأداء الدور... باختصار، سأنظر إلى النصف الملآن من الكوب».