تتفاوت الحلقة الواحدة في برنامج "منع في لبنان" الكوميدي الذي تبثه المؤسسة اللبنانية للارسالL.B.C بين جد في الاعداد وذكاء في تقديم مشاريع افكار فعلية في قالب كوميدي متشائم، وابتذال يكاد يطيح الحلقات ويضمها الى فكاهة نجوم المطاعم اللبنانية. والابتذال يبدأ باسم البرنامج وهو لعب على عبارة "صنع في لبنان" في محاولة توازيها كل يوم عشرات مثلها يقوم اللبنانيون بتدبيجها وجعلها عنواناً لخفتهم المفترضة طبعاً. ولكن المفاجىء ان بعض فقرات البرنامج يكسر دائماً إطار التفكهن اللبناني، ويدهش مشاهده بقدراتٍ عالية لمعدّيه وممثليه في تقديم كوميديا تتجاوز القدرة الى تبديل الكلمات والاحرف. ففقرة الرسم التي يقدمها ماريو باسيل، غالباً ما لا يجد المشاهد فيها طرفة اعتاد انتظارها خلال مشاهدته البرنامج. إنها فقرة تنقل البرنامج الى مستوى جديد من الكوميديا السوداء غير الساذجة. فهو حين يرسم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الاسرائىلية إيهود باراك لا يقيم طرفة بينهما، وإنما يجعل جسميهما على درجة من الانقباض والنفور، في حين يترك أمر المفارقة الكوميدية لجسمه هو، اثناء رسمه لهما، "ولايقاعات متقطعة يروح يطلقها على موجة مغايرة تماماً كهوية البرنامج. فالكوميديا هنا تقيم في جسم الممثل وفي عمق الوجوه التي يرسمها، والضحك الذي تستدعيه ليس من ذلك النوع الذي تستدعيه نكات المسارح الشعبية، إنه ضحك ممزوج بالخيبة ويكمن في نبض الجسم وفي اندراجه في ايقاع ثابت. فيد الممثل حين تروح تحرّك المروحة الهوائية التي يضعها هذا الاخير على خصره، اثناء الرسم، انما تدمجه بالشخصيات التي يرسمها، كأنه يحاول بعث حياة ما في تلك الوجوه، وهذه الحياة هي كما يريدها هو لا كما هي الشخصيات فعلاً. وتكمن قيمة اخرى لهذه الفقرة من البرنامج في انها تختار لنفسها في كثير من الاحيان صوراً ووقائع غير لبنانية، مما يؤكد من جديد عدم انتمائها الى الكوميديا التلفزيونية اللبنانية المكتفية بلبنانها والمنتسبة باستحضارها شخصياته. والكلام هنا على فقرة في برنامج، أما باقي الفقرات، وهي قد تكون الأكثر شعبية فيه، فليست أكثر من تدبيجات تمثيلية لنكاتٍ بعضها متداول، وبعضها الآخر ليس سوى صدى لا يزيد عن كونه ترداداً كما هي عليه الحال بين اللبنانين وبعض قضاياهم التي يقولون انها سياسية أو اجتماعية. علماً ان في أحيان كثيرة يستعمل المعدون قدرات الممثلين، الجُسمانية والتشخيصية لأغراض الكوميديا الشعبية، فيترجح المشهد الواحد بين الابتذال والبناء الكوميدي الجدّي. "الحياة الرياضية" أن.بي.أن: الرياضة تعرّي اللاعبين تحوّل برنامج "الحياة الرياضية" الذي يقدّمه ورد عبدالله على شاشة "الشبكة الوطنية للإرسال" أن.بي.أن مساء السبت، منبراً لمشادات بين لاعبين واداريين ومدربين في أندية كرة السلة اللبنانية. فالبرنامج الذي استضاف المدير السابق للنادي الرياضي جودت شاكر لشرح ظروف تنحيته عن منصبه، لم يكن ليستطيع ضبط ما قد يحدثه وأحدثه فعلاً جعل قضية نادٍ رياضي معني بلعبة صال اللبنانيون فيها وجالوا انقساماً، واتهاماتٍ وتحديات. فما ان اتصل بالبرنامج مدرب نادي الحكمة غسان سركيس ليعلن تضامنه مع شاكر وانتقاده خطوة الرياضي بتنحيته، حتى انهالت اتصالات لاعبي الرياضي ومنهم جاسم قانصوه ووليد دمياطي اللذان اتصلا محتجين على تدخل سركيس في ناديهم "هو الذي لا يحق له الكلام عليه". وبدأ الكلام يأخذ مناحي تصعيدية لجهة التنافس بين الحكمة والرياضي. البرنامج تمكن من تقديم الرياضة على لسان نجومها على حقيقتها. وأكد من جديد ان المشاعر المتشاحنة لا تقتصر على جهود الناديين، بل هي ايضاً جوهر فهم اللاعبين والمدربين أدوارهم. فهم ليسوا لاعبين وحسب، وانما هم ايضاً مؤتمنون على اسرار أنديتهم وعلى التصدي لأي محاولة لاعطاء رأي فيها. ليس انفعال اللاعبين ومدرب الفريق المنافس، وتبادلهم الاتهامات على شاشة التلفزيون، وليد لحظة احتدام النقاش. فهم يستحضرون احداثاً سابقة ويؤكدون ان ضغائنهم ليست جديدة، ولولا حرصهم على العيش المشترك، لربما كانوا أضافوا اليها وقائع أكثر دلالة تؤشر الى مدى انقسامهم "رياضياً" طبعاً. وكان للبرنامج فضيلة أخرى ايضاً، غير تعرية واقع الرياضة اللبنانية. فهو كشف ان تحضيرات يجريها نادي النجمة الرياضي وبتشجيع من رئيس نادي الحكمة انطوان الشويري لتأسيس فريق كرة سلة. الخبر هنا معقد التأويل. فنادي النجمة هو صاحب أكبر جمهور رياضي في لبنان، وان يؤسس فريق كرة سلة تابع للنادي، وبتشجيع من الشويري، فللأمر معانٍ كثيرة، ومبشرة هذه المرة. فالشويري، الى ترؤسه نادي الحكمة، هو صاحب أكبر شركة لتسويق الاعلانات في لبنان. ولم يعد يخفى على أحد حجم ارتباط الرياضة بالاعلان في العالم. فالجمهور الرياضي جمهور مستهلك ايضاً، وعندما يضع الشويري نصب عينيه جمهور نادي النجمة، إنما يدرك انه يستحوذ على أكبر جمهور مستهلك في لبنان. وفي هذا الامر أبعاد للرياضة على قنواتها السياسية والطائفية المستفحلة في لبنان وإدخالها ميدان الاعلان الذي يتكفل عادة في العالم بتمويل الأندية. وربطها بحركة اقتصادية واستهلاكية تمكنها من التقدم في شكل طبيعي. نجوم التلفزيون في مؤسساتهم انتقلت مقدمة البرامج السياسية ماغي فرح من "تلفزيون المر"، الى تلفزيون "المستقبل" حيث يتم التحضير لان تقدّم برنامجاً سياسياً جديداً عبره. ورشح ان اسباب الخلاف بين ماغي فرح و"تلفزيون المر" يعود الى تحويل التلفزيون تعاقده مع شركة الهاتف الخليوي التي يتم عبرها تحويل اتصالات المشاهدين الى شركة اخرى، في حين أصرّت فرح على ابقاء الاتصالات ببرنامجها مع الشركة الاولى. علماً ان تلفزيون المستقبل كان أوقف معظم برامجه السياسية عندما قرر رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري اعلان هدنة مع العهد الحالي. ثم عادت هذه البرامج تدريجاً باستثناء واحد كانت تقدمه راغدة صافي التي قيل انها أصبحت مستشارة الحريري. ولوحظ ان البرنامج الاجتماعي "على مدار الساعة" الذي كانت تقدمه المذيعة زاهرة حرب على شاشة "المستقبل"، انتقل الى تقديمه زميلها سامر حمزة. وعلى صعيد التغييرات في المؤسسات التلفزيونية في لبنان ايضاً، تدور أحاديث كثيرة على اقصاء نحو 50 من موظفي المؤسسة اللبنانية للارسال. ويقال ان سبب عمليات الفصل هذه حسم الخلاف بين رئيس مجلس ادارة المؤسسة بيار الضاهر والمشرف السياسي عليها نادر سكر، لمصلحة الاول، الذي باشر إبعاد عدد من المقرّبين من سكر بينهم المذيع في نشرة الاخبار جورج ياسمين.