نشطت التحركات الديبلوماسية العربية لوقف العدوان الإسرائيلي على الاراضي الفلسطينية، ودعت منظمة المؤتمر الاسلامي مجلس الأمن الى جلسة طارئة لتوفير الحماية للفلسطينيين وتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف عملية السلام، فيما اعتبرت السلطة ان التصعيد الاسرائيلي يأتي تنفيذاً لخطة إعادة الإحتلال بشكل تدريجي. واستشهد أربعة فلسطينيين أمس برصاص الاسرائيليين، في وقت أبقت حكومتهم على قواتها في المناطق التي أعادت احتلالها، مما أدى الى نشوب خلافات داخلها وتهديد حزب "العمل" بالاستقالة. ورهن رئيس الوزراء آرييل شارون بقاء قواته في الاراضي الفلسطينية باعتقال المتورطين في قتل وزير السياحة رحبعام زئيفي و"وقف الارهاب" وتجريد المنظمات الفلسطينية من الاسلحة. واكد وزير دفاعه بنيامين بن اليعيزر ان انتشار الجيش "موقت الى ان يلتزم عرفات منع الارهاب"، موضحاً ان اسرائيل لا تنوي "العمل على تقويض السلطة او اطاحة عرفات". لكن وزراء "العمل" أعربوا عن قلقهم من تبعات التصعيد، وتخوّفوا من ان يجعل شارون من الاراضي الفلسطينية "لبنان ثانية"، وان يورطهم عن طريق الخداع في عملية اجتياح على غرار اجتياح بيروت عام 1982 عندما ادعى انه اطلع رئيس الحكومة آنذاك مناحيم بيغن على تفاصيل الاجتياح. وعلى صعيد التحركات الديبلوماسية لوقف العدوان، أجرى وزير الخارجية المصري احمد ماهر إتصالاً هاتفياً مع نظيره الاميركي كولن باول ووزراء خارجية كل من السعودية والاردن والمانيا وايطاليا ووزير التعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث. ومن جانبه، أجرى باول اتصالاً هاتفياً مع كل من شارون ووزير خارجيته شمعون بيريز والرئيس ياسر عرفات الذي اتصل بدوره مع كل من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وولي العهد السعودي نائب رئىس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الامير عبدالله بن عبد العزيز، والرئيس حسني مبارك، والملك عبدالله الثاني، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس زين العابدين بن علي. وفي نيويورك، شرح بيريز للامين العام للامم المتحدة خلال لقائهما امس مطالب اسرائيل من السلطة، فيما دعا انان الى ايجاد وسيلة للعودة الى طاولة المفاوضات على أساس "توصيات ميتشل" من أجل "الخروج من حلقة الجمود الراهن". وقال الناطق باسم انان ان بيريز طرح مسألة الاسرائيليين الثلاثة الذين خطفوا عند "الخط الازرق" جنوبلبنان العام الماضي ف"وعد بالنظر في المسائل العالقة بتعاطف".