تكتمت الحكومة الاسرائيلية عن طبيعة الرد الاسرائيلي على اغتيال "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" صباح امس وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي في فندق "حياة ريجنسي" في القدسالشرقية انتقاماً لاغتيال اسرائيل الأمين العام السابق للجبهة ابو علي مصطفى، لكن بعض الوزراء قال إن الرد سيكون "شديداً للغاية". ويعرف عن زئيفي تطرفه الشديد، وهو من اشد انصار فكرة "الترانسفير" للشعب الفلسطيني وترحيله الى الدول العربية. كذلك عارض قرار رئيس الحكومة ارييل شارون الانسحاب أخيراً من الخليل وأيد في المقابل موقف رئيس هيئة اركان الجيش شاؤول موفاز، وقدم استقالته من الحكومة احتجاجاً على الانسحاب من الخليل، متوقعاً سقوطاً مبكراً لحكومة شارون وفوزاً ساحقاً لليمين الاسرائيلي في الانتخابات المقبلة. وحمّل شارون الرئيس ياسر عرفات المسؤولية عن مقتل زئيفي "لأنه هو من اطلق الارهاب مع انه كان يعي جيداً عواقبه"، مضيفاً: "سنخوض حرباً بلا هوادة على الارهابيين". واستخدم شارون لغة شبيهة بتلك التي استخدمها الرئيس الاميركي جورج بوش بعد احداث 11 ايلول سبتمبر الماضي، إذ قال شارون امس ان "عهداً جديداً بدأ، والأمور تغيرت ولن تعود الى سابق عهدها". ومباشرة عقب الاغتيال، اعادت اسرائيل الحصار المفروض على الاراضي الفلسطينية، وجمدت الاتصالات السياسية مع السلطة الفلسطينية، كما منعت الرئيس ياسر عرفات من استخدام مطار غزة الدولي. ودانت السلطة الفلسطينية عمليات الاغتيال التي تستهدف القيادات والكوادر "والتي ذهب ضحيتها الكثير من قياداتنا وكوادرنا"، علماً أن القوات الاسرائيلية اغتالت خلال الاشهر الماضية 59 فلسطينياً من بينهم قادة سياسيون في "فتح" و"حماس" و"الجبهة الشعبية". وقالت في بيان انها "تتقدم بتعازيها الى الحكومة الاسرائيلية والكنيست وإلى زوجة الوزير وعائلته". وأوضح البيان "ان السلطة تؤكد قرارها الداعي الى وقف اطلاق النار بشكل شامل وستقوم بكل ما تمليه عليها التزاماتها في هذا الصدد وفقاً للقانون". وفي وقت لاحق، اعتقلت قوات الأمن الفلسطينية الناطق باسم "الجبهة الشعبية" علي جرادات الذي كان اعلن مسؤولية الجبهة عن اغتيال زئيفي، وتحدثت اليه "الحياة" قبل ساعات قليلة من اعتقاله. وقال جرادات ل"الحياة": "نأمل الا تقدم السلطة والرئيس عرفات على أي خطوات من شأنها ان تزعزع الوحدة الوطنية التي بلغت اوجها خلال الانتفاضة". واضاف ان "هذا العمل غير موجه ضد عرفات او اي احد، ونحن فقط ندافع عن انفسنا". واعتبر ان وعود الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في شأن الدولة الفلسطينية "مبهمة وعليهما توضيح ان هذه الدولة يجب ان تكون خالية من المستوطنات وعاصمتها القدس وان تكون ذات سيادة وداخل حدود عام 1967، وبغير ذلك لن يستتب الهدوء في المنطقة". "كتائب الشهيد ابو علي مصطفى" وكانت "كتائب الشهيد ابو علي مصطفى" التابعة ل"الجبهة الشعبية"، تعهدت في شريط فيديو مصور تصفية "ثلاث رؤوس اسرائيلية مقابل رأس، مع ايماننا بان رموز الكيان الصهيوني لا توازي فلسطينياً واحداً". وفي اطار رد الفعل الاميركي على الحادث، قال مصدر في وزارة الخارجية ل"الحياة" ان الولاياتالمتحدة تدين و"بأشد العبارات هذا العمل المخزي". واشار الى البيان الصادر عن السلطة الفلسطينية قائلاً إن "الكلام لا يكفي... وعلى الفلسطينيين والاسرائيليين ان يستمروا في الطريق الايجابي الذي اتبعوه أخيراً". وقال ان السفير الاميركي في اسرائيل دانيال كيرزر اجرى اتصالات مع شارون وبيريز، وان القنصل العام رون شليكر التقى عرفات ومسؤولين فلسطينيين. وكان متوقعاً أن يجري وزير الخارجية الاميركي كولن باول اتصالاً مع شارون وعرفات وهو في طريقه الى شنغهاي.