اسلام اباد - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - صعدت التنظيمات الأصولية الباكستانية لهجتها ضد الحكومة الباكستانية التي استمرت في فرض اجراءات أمنية مشددة في أنحاء البلاد، مع الاعلان رسمياً لوضع مطارين في جنوب البلاد في تصرف الولاياتالمتحدة. وأكدت مصادر عسكرية باكستانية ل"الحياة" ان طائرات هليكوبتر أميركية تقل قوات كوماندوس انتشرت في أربع قواعد باكستانية. وتوقعت المصادر ازدياد عدد هذه الطائرات مع اقتراب الحاملة "كايتي هوك" من السواحل الباكستانية. وأفيد ان جزءا من قاعدة جاكلالا الاستراتيجية المهمة والقريبة من العاصمة اسلام اباد تم تسليمها لفنيين اميركيين بما فيها اجهزة التحكم والمراقبة. ومعلوم ان الاتفاق الذي أعلنته باكستان في السابق والمتضمن تفاصيل تعاونها مع الولاياتالمتحدة لم يشمل السماح للطائرات الأميركية باستخدام القواعد الجوية الباكستانية. وأكد الناطق باسم الحكومة الباكستانية الجنرال راشد قرشي وجود عسكريين اميركيين في الأراضي الباكستانية، في اطار دعم لوجيستي. لكنه أضاف: "لا وجود لقوات أميركية مقاتلة تستعمل الأراضي الباكستانية لتنفيذ هجمات ضد افغانستان". وأوضح ان اسلام اباد "قبلت توفير دعم لوجيستي واستخباراتي لواشنطن وبالطبع نحن على اتصال دائم مع الأميركيين ضمن هذا الاطار". وأفاد مسؤولون باكستانيون ان اسلام اباد وضعت مطارين في جنوب البلاد يعقوب اباد وباسني في تصرف الولاياتالمتحدة تحسبا لعمليات انقاذ محتملة لجنود اميركيين في افغانستان. لكنهم شددوا على أن الاراضي الباكستانية لن تستخدم لشن هجمات برية على افغانستان. وقال قرشي، لتلفزيون "رويترز" انه لا يمكن ان يناقش تفصيلات الدعم الذي تقدم بلاده في مجال الامداد والتموين لانه قد يعرض العملية العسكرية للخطر.لكنه اضاف: "في امكاني ان اقول انه لم تشن عمليات هجومية او يجري اطلاقها ضد افغانستان من باكستان" التي هي "ملتزمة دعم المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة والتعاون معهما في تبادل المعلومات ومعلومات المخابرات والمجال الجوي في اي وقت يكون ذلك ضروريا وتقديم الدعم في مجال الامداد والتموين حينما يكون ذلك ضروريا". في موازاة ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن الدكتور عبدالغني انصاري الأمين العام ل"جمعية علماء الاسلام" في يعقوب اباد في اقليم السند "وجهنا نداء الى الشعب لكي يصبح الجمعة يوم الاحتجاج على وجود طائرات وقوات اميركية في مطار يعقوب اباد". وقال ان الأمن في المنطقة شديد للغاية وتراقب الشرطة عن كثب بعض كبار الزعماء الدينيين. وكان الزعيم الاسلامي عبدالله شاه مظهر هدد بتنفيذ هجمات انتحارية ضد الولاياتالمتحدة والقوى "الكافرة" امام خمسة آلاف من انصاره اقسموا على الموت من اجل هذه القضية. وقال مظهر الزعيم السابق لمنظمة "جيش محمد" الذي تضمن اسمه اللائحة البريطانية للارهابيين ان آلاف المؤمنين في حركته الجديدة "تحريك الفرقان" مستعدون للموت. واضاف مظهر خلال تظاهرة مناهضة للاميركيين أول من أمس في كراتشي ان "نحو عشرة آلاف فدائي من تحريك الفرقان سينفذون هجمات ضد الولاياتالمتحدة وكل القوى الكافرة"". واقسم حوالى خمسة آلاف من المتظاهرين على "الشهادة". وحرق المتظاهرون اعلاما اميركية وبريطانية واسرائيلية ودمية تمثل الرئيس جورج بوش، ورددوا شعارات "الفرقان الفرقان، طالبان باكستان" و"الموت لبوش، الموت لمشرف". وجابت دوريات عسكرية شوارع مدينة كويتا، عاصمة اقليم بلوشستان قرب الحدود الافغانية، عشية الاضراب العام الذي دعت اليه الاحزاب الاصولية. وكانت المدينة شهدت احتجاجات عنيفة منذ بدء الهجمات على افغانستان الاحد الماضي. وعلى رغم هذه الاجراءات، سار آلاف الطلاب من التيار الاسلامي في تظاهرة سلمية هاتفين "الموت لاميركا"، ورافعين اعلاما لحركة "طالبان" وصورا لاسامة بن لادن. ووفد الى المدينة آلاف من انصار المجموعات الاسلامية، "جمعية علماء الاسلام" بالباصات والقطارات، للمشاركة في المسيرة المقررة بعد الصلاة اليوم.