شيكاغو – أ ف ب، رويترز – على رغم أهميتها الاستراتيجة في عملية إنجاز الانسحاب التدريجي المقرر لقوات الحلف الأطلسي (ناتو) من افغانستان بحلول نهاية 2014، تعثرت مفاوضات الحلف مع باكستان لفتح طرق الامدادات الى افغانستان والمغلقة منذ ان قتلت مروحيات اميركية 25 جندياً باكستانياً في غارة شنتها على معسكرهم الحدودي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إذ تمسك الرئيس آصف علي زرداري في قمة شيكاغو بمطلب تقاضي رسوم مرتفعة على عبور الحافلات، والذي تعتبره الولاياتالمتحدة امراً «غير مقبول». وبدا في مطلع الاسبوع ان احتمال اعادة فتح طرق الإمداد امر ممكن بعد ستة شهور من الإغلاق، إذ سمحت باكستان الجمعة الماضي بعبور اول قافلة متوجهة الى السفارة الأميركية في كابول اراضيها الى افغانستان. لكن الأجواء ساءت مع بدء اعمال قمة الحلف، وألغي لقاء تقرر بين الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن والرئيس زرداري في اللحظة الاخيرة بحجة تأخر وصول زرداري. وصرح مسؤول اميركي بارز بأن «الولاياتالمتحدة ترفض دفع نحو 5 آلاف من الدولارات على كل مستوعب ينقل عبر باكستان»، علماً ان هذا المبلغ يتجاوز 30 مرة الرسم الذي فرض قبل اغلاق الحدود. وطالب الحكومة الباكستانية ب «تقديم اقتراح منطقي على طاولة الحوار». وفي محاولة لمعالجة الوضع، التقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينون الرئيس زرداري في شيكاغو، لكن لم ترشح معلومات عن تحقيق تقدم في المفاوضات، علماً ان قائد قوات الحلف الجنرال الأميركي جون الن اعتبر مجرد انعقاد المفاوضات «اشارة ايجابية على تحسن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان». وأعقب الاجتماع إعلان فرحة الله بابار، الناطق باسم زرداري، ان الرئيس الباكستاني طالب بتقديم الولاياتالمتحدة تعويضات عن قتل 24 جندياً باكستانياً في الغارة الأميركية في تشرين الثاني، كما حض الولاياتالمتحدة على ايجاد «حل دائم» للهجمات التي تشنها طائرات اميركية بلا طيار على مناطق القبائل الباكستانية، «لأنها لا تنتهك سيادتنا فقط بل تلهب مشاعر الناس». وتدفع الولاياتالمتحدة اكثر من بليوني دولار من المساعدات العسكرية سنوياً لإسلام آباد، بينها 300 الف مخصصة لتمويل تعبئة اكثر من مئة الف جندي باكستاني على طول الحدود مع افغانستان.