إسلام آباد، بيشاور، جنيف - أ ف ب، رويتر- أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية ان اسلام اباد احتجت رسمياً امس لدى الولاياتالمتحدة واتهمتها باختراق مجالها الجوي باطلاقها صواريخ في الهجمات التي شنتها على معسكرات ارهابية مفترضة في افغانستان. وقال ان احد الصواريخ سقط على اراضي باكستان التي افادت مصادر افغانية فيها ومسؤولون في المستشفيات ان 26 شخصاً قتلوا وجرح نحو 40 بالصواريخ الموجهة التي ضربت معسكرا للمليونير السعودي المنشق اسامة بن لادن الذي اتهمته الولاياتالمتحدة بتفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام. في غضون ذلك فتحت الشرطة الباكستانية النار في اتجاه نحو ثلاثة الاف لاجئ افغاني كانوا يتظاهرون ضد الضربات العسكرية الاميركية على افغانستان في بيشاور قرب الحدود الافغانية. واوضحت الشرطة ان رجالها اطلقوا النار في الهواء بعد محاولة يائسة لتفريق التظاهرة باستخدام الهراوات في تدخل اسفر عن وقوع جريحين. واضافت المصادر نفسها ان اكثر من 20 شرطيا جرحوا في المواجهات مع المتظاهرين الذين انطلقوا من مخيم اللاجئين حيث يقيمون. وفي جنيف افاد عاملون في الأممالمتحدة ان المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة قررت امس اجلاء العاملين الاجانب فيها من افغانستان، بينما تنتظر الوكالات الإنسانية الاخرى تعليمات من نيويورك بعد الغارات الاميركية الاخيرة على هذا البلد. وتسعى المفوضية العليا للاجئين الى نقل الاجانب العاملين فيها الى اسلام آباد في باكستان وهم أربعة مندوبين دوليين يتخذ اثنان منهم مقرا في جلال اباد وثالث في كابول ورابع في قندهار حسب ما اوضحت المتحدثة باسم الاممالمتحدة ماكي شينوهارا. وأعربت اسلام آباد عن "استهجانها" للضربات الاميركية. وقال وزير الخارجية سارتاج عزيز في كلمة القاها امام مجلس الشيوخ: "مهما كانت التبريرات المقدمة من قبل الولاياتالمتحدة لهذه الغارات فان باكستان تحرص على التعبير عن استهجانها". واضاف ان الباكستانيين "صدموا" ايضا لهذه الغارات الاميركية التي تسببت بقتل "ابرياء". وشددت الحراسة على المصالح الاميركية في باكستان خوفا من وقوع عمليات انتقامية. ودعا زعماء اصوليون مسلمون الى تنظيم تظاهرات حاشدة ضد الاميركيين. ويقوم عشرات من رجال الشرطة والقوات شبه العسكرية بحراسة السفارة الاميركية في اسلام اباد التي سبق ان اجلت قسما كبيرا من موظفيها قبل ثلاثة ايام من الغارات الاميركية. وقالت الشرطة ان عدة عشرات من الناشطين الاسلاميين اعربوا عن غضبهم في تظاهرة امس امام مركز الاعلام الاميركي في اسلام اباد ثم تفرقوا بهدوء بعد تدخل قوات الامن. وتقوم قوات الامن ايضا بحراسة القنصلية الاميركية في كراتشي وعدد من المباني الديبلوماسية في لاهور وبيشاور. وقال زعيم حزب الجماعة الاسلامية، ابرز حزب اصولي في باكستان، قاضي حسين احمد ان الولاياتالمتحدة ارتكبت "خطأ" وجعلت من العالم الاسلامي "عدواً" لها. وأكد أمين عام هذا الحزب سيد منور حسين من جهته ان على واشنطن ان تدفع ثمن هذه "المؤامرة على الاسلام". وأكد قاري سير محمد زعيم جماعة علماء الاسلام، وهي تنظيم اصولي اخر في باكستان، ان واشنطن اصبحت مدانة "بالارهاب" ولن "يغفر لها ابدا" واضاف محذراً: "اننا سنرد" على ذلك.