واشنطن، إسلام آباد - رويترز - ناشد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي الولاياتالمتحدة ان تمنح بلاده «الثقة» وتنقل تكنولوجيا عسكرية إليها وتخفف القيود للسماح بدخول كمية أكبر من بضائعها للأسواق الغربية، في وقت زادت انتقادات المعارضة الباكستانية وعدد من القادة العسكريين الباكستانيين لخطة المساعدة الأميركية الجديدة لبلادهم معتبرين انها تنتهك سيادتها. ورفض قرشي ارتباط زيادة المساعدات الأميركية لباكستان والتي اقرها الكونغرس بقيمة 7.5 بليون دولار على فترة خمس سنوات بشروط كبيرة وقال: «التحدي الذي نواجهه أكبر بكثير. لا نطلب من الأميركيين الاستمرار في تقديم الأموال والمساعدات، بل السماح بتعزيز وجودنا في الأسواق الذي سيساعد في ضمان استقرار اقتصادنا». لكن مسؤولين باكستانيين عارضوا الشروط الأميركية التي تطالب بمراقبة كل شيء بدءاً بكيفية إنفاق المال وانتهاءً بقرارات ترقية الجيش لكبار الضباط، ما يهدد بتعقيد الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية في المنطقة، خصوصاً ان مساعدة باكستان تشكل ركيزة أساسية في الحرب في أفغانستان. ومن بين القضايا المهمة التي تتناولها نقاشات الرئيس الأميركي مع كبار مستشاريه مدى الثقة في جهاز الاستخبارات العسكرية الباكستانية (آي إس آي) المثير للجدل والذي يتهمه كثيرون بدعم الأصوليين وبينهم مقاتلو حركة «طالبان» في افغانستان. وقال قرشي إن «الولاياتالمتحدة تحتاج الى وضع ثقة أكبر بجهاز آي إس آي» الذي يتمتع بنفوذ قوي، مضيفاً: «لا تتقدموا خطوة إلى أمام وخطوتين إلى وراء». وأصر الوزير الباكستاني على ضرورة تفهم واشنطن الحساسيات في بلاده، وفي مقدمها استخدام طائرات تعمل من دون طيار في قصف مناطق القبائل (شمال غرب) نجحت في قتل زعيم «طالبان باكستان» بيت الله محسود مطلع آب (اغسطس) الماضي، لكنها ادت الى سقوط عشرات المدنيين. وأضاف: «انقلوا هذه التكنولوجيا إلى باكستان ودعونا نستخدمها». ميدانياً، أعلن الجيش الباكستاني ان جنوده قتلوا 17 مسلحاً على الأقل في عملياته المتواصلة بإقليم وادي سوات (شمال غرب). وينفذ الجيش منذ حزيران (يونيو) الماضي سلسلة من العمليات ضد مسلحي «طالبان باكستان» في وادي سوات، أسفرت حتى الآن عن مقتل المئات ونزوح عشرات آلاف من السكان.