} أعربت الحكومة الفرنسية عن "اهتمام كبير" بالتهديدات التي اطلقتها جبهة "بوليساريو" ل"رالي باري - داكار" في حال عبوره الصحراء الغربية، فيما دعت الجزائر منظمي السياق الى عدم الأخذ بأي ضمانات من المغرب إذ أن "محادثيهم في شأن هذه القضية هم ممثلو الشعب الصحراوي لا غير". قطعت الحكومة الجزائرية أمس صمتها في شأن تداعيات التهديدات التي تعصف باستقرار المنطقة منذ فترة قرار منظمي سباق "رالي باري - دكار" عبور الصحراء الغربية بعد ضمانات مغربية وتهديد جبهة "بوليساريو" بأنها سترد على هذه الخطوة المقررة غداً الأحد، ما يعني انهيار وقف النار في الصحراء والذي يلتزمه المغرب و"بوليساريو" منذ 1991. ودعا بيان وزعته "وكالة الأنباء الجزائرية" الرسمية منظمي السباق "تجنب أي ضمانات ترد من أي جهة من الجهات"، بما في ذلك المغرب، بما أن "محادثيهم في شأن هذه القضية هم ممثلو الشعب الصحراوي لا غير". ولاحظ البيان "أن الجزائر تبقى حريصة على احترام الشرعية الدولية سواء تعلق الأمر بالصحراء الغربية أو غيرها"، مشيراً الى "ان الرالي لا يمر عبر التراب الجزائري وان الجزائر تصبح بالتالي غير معنية اطلاقا بهذه القضية". وأضاف ان منظمي السباق "اعتقدوا من خلال مسعى لم يكن منتظراً انهم وجدوا حلا لقرارهم الخطير المتمثل في تمرير هذا السباق عبر التراب الصحراوي من خلال التماس المساعدة التي قد تقدمها لهم الجزائر"، لكنهم لم يأخذوا في الاعتبار تهديدات "بوليساريو" "بالرغم من رد الفعل الشديد للسلطات الصحراوية والتضامن الدولي الذي تلاه". وزاد أن الجزائر "باعتبارها عضواً ملاحظاً في مسار تسوية النزاع فى الصحراء الغربية وكونها متمسكة باحترام الشرعية الدولية تذكر بأن أراضي الصحراء الغربية غير مستقلة حسب ميثاق الأممالمتحدة وأنها خاضعة لمسار تصفية الاستعمار طبقا لأحكام القرار 14/15 المتعلق بمنح الاستقلال للشعوب والبلدان المستعمرة". وكان زعيم "بوليساريو" السيد محمد بن عبدالعزيز أكد أن قواته ستلجأ الى السلاح "للدفاع عن مشروع تقرير مصير الشعب الصحراوي"، مشيرا الى أنه "اذا تم الإبقاء على المسلك ذاته للرالي فإننا سنعتبر أنفسنا منذ يوم 7 كانون الثاني يناير غير ملزمين بوقف اطلاق النار الساري المفعول منذ أيلول سبتمبر 1991 بين المغرب وجبهة بوليساريو". وحمل منظمي السباق "إقحام مدنيين أبرياء همهم الرياضة فقط في هذه المغامرة الاجرامية الجديدة". لكن مصدراً قريباً الى "بوليساريو" استبعد أن تستهدف العمليات العسكرية المتسابقين. وقال ان "العمليات ستركز أساساً على القوات المغربية التي تكون في محاذاة مسار السباق". وشدد على أن "مثل هذه العمليات المسلحة لن تأخذ في الاعتبار أمن المتسابقين الذين يتوجب على المغرب ضمانه كما التزم ذلك". في باريس، قال الناطق المساعد باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمس ان بلاده تتابع "باهتمام كبير"، التهديدات الصادرة عن جبهة "بوليساريو" ل"رالي باري - دكار"، الذي من المقرر أن يجتاز الصحراء غداً. وأضاف: "اننا على اتصال مع منظمي السباق ولفتنا انتباههم الى الأجواء العسكرية والسياسية السائدة في بعض المناطق التي سيجتازها المتسابقون". ولفت مصدر فرنسي مطلع الى أن سباق "باري - دكار" يشكل تظاهرة يرافقها باستمرار صخب اعلامي، وانه ليس مستغرباً ان يستغل بعضهم هذا الصخب. ملاحظاً انه اذا نفذت "بوليساريو" تهديدها، فإن هذا "سيشكل تطوراً ملحوظاً وقطيعة مع الوضع القائم منذ 1991". وأشار الى أن السلطات الفرنسية لفتت انتباه منظمي السباق الى مختلف هذه المعطيات رافضاً الكشف عما إذا طلب منهم تعديل خط سير السباق.