قدّم أحد كبار شيوخ قبائل الرقيبات الصحراوية بيعة الولاء للملك محمد السادس بعد انشقاقه عن جبهة "بوليساريو" وعودته الى المغرب. وجاء هذا التطور في ظل توقعات بأن تؤثر تهديدات الجبهة الصحراوية بمعاودة حمل السلاح على مسار الانفراج المغربي - الجزائري. استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس امس في القصر الملكي في الرباط الشيخ علي ولد بوهالي كبير الشيوخ الصحراويين الذي انشق أخيرا عن جبهة "بوليساريو" وعاد الى المغرب مع افراد اسرته. وأُفيد ان ولد بوهالي قدّم الى الملك محمد السادس بيعة الولاء نيابة عن الرعايا الصحراويين المنتسبين الى قبائل الرقيبات، أكبر القبائل الموالية لجبهة بوليساريو. حضر اللقاء الأمير رشيد شقيق العاهل المغربي ووزير الداخلية احمد الميداوي إضافة الى افراد من اسرة ولد البوهالي. وذكرت مصادر صحراوية ان البوهالي الذي يعتبر من ابرز الشيوخ الصحراويين بعد الراحل خطري ولد سعيد الجماني، كان عضواً في الجماعة الصحراوية البرلمان خلال الاستعمار الاسباني للساقية الحمراء ووادي الذهب. ولاحظ بعض المصادر ان غالبية الشيوخ المنتسبين الى "بوليساريو" والذين كانوا يشرفون على عمليات تحديد هوية المؤهلين للاستفتاء، عادوا الى المغرب. الى ذلك، هيمنت تهديدات "بوليساريو" بمعاودة حمل السلاح على مساعي تحسين العلاقات المغربية - الجزائرية. ورأى أكثر من مراقب تهديدات "بوليساريو" والتي تتزامن مع الاعداد لاجتماع لجنة الخبراء المغاربة والجزائريين مطلع الشهر المقبل في الجزائر، ستؤثر بالتأكيد في خطوات الانفراج بين البلدين والتي يؤمل بأن تتوج بقمة تجمع الملك محمد السادس والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بعد اجتماع للجنة العليا المشتركة. وكان وزير العمل المغربي السيد عباس الفاسي، زعيم حزب الاستقلال، علق على تهديدات "بوليساريو" باستئناف عملياتها إذا عبر رالي باريس - دكار المناطق الصحراوية، بالقول: "لا اعتقد ان الجزائر التي ترغب، مثلها مثل المغرب، في معاودة تفعيل الاتحاد المغاربي ستسمح لبوليساريو بخرق وقف اطلاق النار الذي ترعاه الاممالمتحدة منذ العام 1991". ويبدو ان الفاسي يُحمّل الحكومة الجزائرية مسؤولية أي تهديد يصدر عن الجبهة التي تقيم في الاراضي الجزائرية على الحدود مع المغرب. وفي الإطار ذاته، صرح وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى بان بلاده مصممة على التصدي لكل محاولة تستهدف وحدة اراضيها. وقال الوزير في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس": "ان المغرب الموحد الملتف حول ملكه ومؤسساته وشعبه وقواته المسلحة الملكية مصمم على كسر اي محاولة او نشاط يسعى الى النيل من وحدة اراضيه ... ان المغرب لن يسمح بأي مساس بأمنه واستقراره على كامل اراضيه من طنجة الى القويرة اقليم صحراوي". واعتبر الوزير المغربي تهديدات الجبهة الصحراوية "غير مسؤولة". واللافت في هذه التطورات التي تأتي عند منتصف الولاية الراهنة لبعثة "المينورسو" في الصحراء والتي تنتهي في شباط فبراير المقبل، وفي ظل اتفاق مغربي - جزائري على "إبعاد" ملف الصحراء عن محور العلاقات الثنائية. وترى مصادر تتابع تطور العلاقة بين المغرب والجزائر انه من دون الاتفاق على تصور مقبول لقضية الصحراء، فإن تحسين علاقات البلدين سيظل حلما صعب التحقيق. وقالت انه حتى في حال انجاز بعض الخطوات الايجابية، فإن أي تصعيد سياسي أو أمني يطاول ملف الصحراء سينعكس سلباً على محور العلاقات المغربية - الجزائرية.