القدس المحتلة - أ ف ب - غزة - أ ف ب - دعا وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه امس "القوى المؤيدة للسلام" وبينها ضمنا العرب في اسرائيل الى "التصويت ضد" مرشح اليمين ارييل شارون الى منصب رئيس وزراء الدولة العبرية. وقال عبد ربه في حديث لاذاعة "صوت فلسطين" الرسمية ان "المعركة السياسية ضد سياسة شارون ونهجه يجب ان تبدأ قبل الانتخابات وليس بعد نجاحه"، مؤكداً أن "الوضع في حال نجاحه سيكون أسوأ مما هو عليه الآن". واضاف: "نحن لا نهتم بالحسابات والاعتبارات الشكلية الصغيرة، وما يهمنا في الاساس ان تكون هناك جبهة واحدة لمواجهة شارون وسياسته. ويجب ان لا يكون هناك اي ورقة بيضاء او موقف محايد لان ذلك يخدم شارون". وبدا رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته ايهود باراك مستعداً لتغيير مفاجئ في موقفه من خلال عدم استبعاده عقد قمة مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، خصوصاً وأن كل استطلاعات الرأي تظهر تقدم مرشح اليمين ارييل شارون عليه بفارق كبير قبل اسبوع من موعد الانتخابات. وأعلن غلعاد شير مدير مكتب باراك امس للاذاعة العسكرية ان "مسؤولين دوليين يواصلون جهودهم في محاولة لتنظيم لقاء، وليس من الحكمة ان نرفض على الفور الاقتراحات التي يمكن ان تعرض". وأضاف شير الذي شارك الاسبوع الماضي في مفاوضات طابا بين الاسرائيليين والفلسطينيين ان "الملف مهم جداً وحاسم لكي نرفض بشكل مسبق الاتصالات والمبادرات في هذه المرحلة او حتى قبل نقل الاقتراحات الينا". وكان مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه اعلن في وقت سابق في غزة ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان يحاول تنظيم قمة بين باراك وعرفات قبل الانتخابات الاسرائيلية في 6 شباط فبراير الخاصة بمنصب رئيس الوزراء. وقال المسؤول: "لسنا ضد القمة وهناك جهود دولية تبذل من جانب الامين العام للأمم المتحدة لتأمين لقاء يجمع بين عرفات وباراك" لكن لم يتقرر شيء حتى الآن. من جانب آخر، أفادت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية وصحيفتا "معاريف" و"يديعوت احرونوت" ان قمة يمكن ان تعقد في مصر غداً الخميس برعاية الرئيس المصري حسني مبارك. وهذه الاتصالات تتناقض مع القرار الذي أعلنه باراك رسمياً الاحد بتجميد كل الاتصالات السياسية مع عرفات قبل انتخابات 6 شباط فبراير. وأعلن داني ياتوم مستشار رئيس الوزراء المستقيل في حديث للاذاعة العسكرية امس الاثنين ان "باراك كان متردداً في لقاء ياسر عرفات ولما اطلع على تصريحاته العدوانية وغير المفهومة اتخذ قراره". وكان عرفات اتهم خلال منتدى دافوس حكومة باراك بشن "حرب وحشية" على الفلسطينيين و"عدوان عسكري فاشي". وجاء تغيير موقف باراك الاخير غداة مقابلة بثتها مساء الاثنين المحطة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي واعتمد خلالها عرفات لهجة اقل حدة معلناً انه ما زال متمسكاً بالسلام. وقال عرفات: "إن الأهم هو ان نواصل المفاوضات"، في اشارة الى المفاوضات المكثفة التي انتهت السبت في طابا مصر، مضيفاً: "يجب علينا ان نحترم ما توصل اليه" المفاوضون. ورداً على هذه المقابلة اعتبر باراك "ان عرفات صحح بذلك ما ادلى به من تصريحات قبل يوم في دافوس وندد خصوصاً بالاعتداء الفلسطيني الاثنين شمال القدس" على احد المستوطنين اليهود. ويأتي موقف باراك الجديد في وقت اظهر فيه استطلاع للرأي نشرته امس صحيفة "معاريف" ان مرشح اليمين ارييل شارون يتقدم بفارق 20 نقطة على منافسه العمالي الذي يطرح نفسه كما لو انه الوحيد القادر على صنع السلام. وأحد أسباب تقدم شارون هو تراجع اهتمام مناصري معسكر السلام والعرب الاسرائيليين الذين خاب أملهم نتيجة عدم التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين واستمرار اعمال العنف على الارض.