سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باول اكد للرئيس الفلسطيني استعداد واشنطن لمتابعة عملية السلام "بتوازن" . عرفات يلتقي باراك على هامش منتدى دافوس ومستشار له يجتمع مع ممثلين لشارون في فيينا
في معركة انتخابية محورها عملية التفاوض مع الفلسطينيين، أثار الكشف عن اجتماع سري جرى بين مستشاري زعيم مرشح حزب ليكود اليميني المتشدد ارييل شارون ومستشار للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في العاصمة النمساوية ضجة سياسية في اسرائيل سعى معسكر منافسه ايهود باراك الى توظيفها لصالح الاخير الذي ينوي في ما يبدو الاجتماع مع عرفات في دافوس الاحد المقبل. أكدت مصادر فلسطينية واسرائيلية عقد اللقاء الذي جرى في فندق "انتركونتينتال" في فيينا بين فريق اسرائيلي ضم نجل شارون، أومري، ومدير وزارة الخارجية الاسرائيلي السابق ايتان بنتسور احد اركان حملة شارون الانتخابية والمحامي دوف ويزغلاس وبن محمد رشيد الملقب خالد سلام مستشار عرفات صاحب كازينو اريحا الذي تديره شركة نمساوية. ونفى شارون ان يكون هدف اللقاء مناقشة مستقبل الكازينو في حال فوزه في الانتخابات. وقال ان اللقاء تم بناء على طلب الفلسطينيين الذين طالبوا ب"اتصال وليس مفاوضات". واضاف في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية: "لم يكن هناك نقاش حول موضوع الكازينو. لم تجر مفاوضات، كان هناك لقاء طالبوا فيه بمعرفة موقفي. على الاغلب ان عرفات يقرأ استطلاعات الرأي"، في اشارة الى نتائج استطلاعات الرأي العام الاسرائيلي التي تؤكد تفوقه بنحو 20 نقطة على منافسه رئيس الحكومة الاسرائيلي المستقيل ايهود باراك. وكان شارون اشار في تصريحات سابقة الى وجود اتصالات مع "مسؤولين كبار" في السلطة الفلسطينية. وقال في الاطار ذاته انه سيجري "مفاوضات فورية مع الفلسطينيين لاحراز تسوية" مضيفا انه يعارض خطة الفصل. واوضح: "اننا نستطيع ان نعيش مع العرب. حتى لو لم يكن ذلك سهلا فهو ممكن...ان تسوية اللاحرب اكثر واقعية من اتفاق سلام". وحاول موشيه ارينز من اقطاب حزب ليكود الدفاع عن شارون مؤكدا ان "هناك فرقا كبيرا بين الاتصالات والمفاوضات". غير ان الوزير يوسي سريد زعيم حزب ميرتس اليساري احد اقطاب معسكر باراك عقب على اللقاء بسخرية وقال انه يفهم الان ان "من المسموح اجراء اتصالات مع الفلسطينيين في ظل اطلاق النار"، في اشارة الى انتقادات شارون المتكررة في حملته الانتخابية لقرار باراك مواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين في منتجع طابا المصري في ظل الانتفاضة الفلسطينية. وتابع: "اذا فحصنا جيدا هذا اللقاء، سنجد ان السبب الرئيس هو الكازينو...من غير المسموح اجراء مفاوضات في طابا لانقاذ ارواح ولكن من المسموح ان تجري لقاءات من اجل الكازينو". ونفى السفير الفلسطيني في فيينا من جهته ان يكون لقاء رشيد اجتماعا سياسيا. وقال في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية ان رشيد وصل الى فيينا من دون اعلام السفارة الفلسطينية وان الفلسطينيين لم يصلوا الى درجة من التدني لاجراء مفاوضات سياسية بناء على دعوة من شركة "اوستريا كازينو" النمساوية. ومن موقع اليائس، ما زال باراك يتشبث بمواصلة العملية التفاوضية مع الفلسطينيين الى ما قبل اجراء الانتخابات باسبوع واحد لاقناع الناخبين ان باستطاعته ابرام اتفاق معهم في النهاية. وفي هذا الاطار، اكدت مصادر في مكتبه انه قرر التوجه الى دافوس ولقاء عرفات على هامش اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي الذي تستضيفه سويسرا والذي بدأت اعماله امس الخميس. واستبعد الفلسطينيون والاسرائيليون مجددا امكانية التوصل الى اتفاق شامل قبل يوم الاثنين المقبل الموعد الذي تقرر وقف المفاوضات فيه بسبب اقتراب موعد الانتخابات على رئاسة الحكومة في اسرائيل. وقال باراك في اجتماع انتخابي في تل ابيب انه لا يعتقد انه سيكون هناك اتفاق قبل الانتخابات. واتفق المفاوضون الفلسطينيون الذين انتظروا عودة الوفد الاسرائيلي الذي قطع المفاوضات بسبب مقتل اسرائيليين وعادوا بعد ان قتلت القوات الاسرائيلية فلسطينيين في رفح، مع تقديرات باراك بشأن فرص التوصل الى اتفاق. وقال المفاوض ياسر عبد ربه انه رغم جدية المفاوضات الا ان "ذلك لا يعني انه تم احراز حل او تم احراز تقدم واسع". واضاف: "لن نقبل بانصاف حلول واتفاقات اطار وما شابه. إما ان نتوصل الى حل شامل واما لا. نرفض ان تجري المفاوضات على ربع حائط هنا وبيت هناك ونصف قطعة هناك. نتفاوض في قضية الارض كقطعة واحدة، ونرفض اطروحات تخالف هذا الفهم بحجة قدسية هذا المكان او ذاك". وجدد تأكيده انه لم يتم التوصل الى اتفاق بشأن اي من الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات. ونفى عبد ربه تحقيق اي نتائج في مفاوضات طابا، مشيرا الى ان كل ما يقال عن المفاوضات هو توقعات واستنتاجات مبكرة جدا، او تأتي في مجال المناورات التفاوضية. وحدد في تصريح للاذاعة الفلسطينية ثلاثة شروط ينبغي توافرها قبل الحديث عن نتائج، وهي ترسيم الخرائط، وتوقيع اتفاق، والحصول على ضمانات دولية لتنفيذ الاتفاق. الا ان زميله المفاوض نبيل شعث الذي يحمل ملف اللاجئين الفلسطينيين في المفاوضات الجارية قال لاذاعة الجيش الاسرائيلي: "اذا واصلنا قدما بنفس الطاقة والجدية، فاننا سنتوصل على الارجح الى اتفاق". الا ان مصادر فلسطينية قالت ل"الحياة" انها لا تستبعد ان يخرج الطرفان بعد لقاء باراك-عرفات في سويسرا، اذا عقد، ببيان مشترك "لاجمال" المفاوضات الحالية على ان تتم العودة الى الطاولة بعد انتهاء هذه المفاوضات. واوضحت المصادر ذاتها ان اي بيان يورد فيه الطرفان نقاط الخلاف والاتفاق في شأن القضايا المطروحة لا يعني باي حال من الاحوال "اتفاق اطار". الى ذلك، ا ف ب، اجرى وزير الخارجية الاميركي الجديد كولن باول محادثات هاتفية مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اول من امس كما اعلنت وزارة الخارجية. وفي غزة، قال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات ل"فرانس برس" ان الرئيس الفلسطيني تلقى الاربعاء اتصالا هاتفيا من باول اكد فيه ان الولاياتالمتحدة ستواصل التزامها بعملية السلام في الشرق الاوسط بصورة "متوازنة". واضاف ان باول اكد "استمرار استعداد الولاياتالمتحدة للعمل من اجل السلام، ومتابعة تطورات عملية السلام في المنطقة وتحملها مسؤولياتها بشكل متوازن". واوضح مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب ريكير في واشنطن ان باول تحادث لمدة 15 دقيقة مع عرفات مضيفا ان هذا الاتصال يشكل "مبادرة متبادلة" ولكنه لم يوضح مضمون الاتصال الهاتفي. يشار الى انه اول اتصال بين باول وعرفات منذ تسلم وزير الخارجية الاميركية مهماته السبت الماضي في ادارة الرئيس جورج بوش الابن. من جهة اخرى، رفضت المحكمة الاسرائىلية العليا خمسة التماسات تطالب بالحكم بعدم شرعية استمرار باراك في جهود السلام. واعتبرت المحكمة ان بوسع باراك متابعة جهوده السلمية الى حين موعد الانتخابات. وقال رئيس المحكمة العليا القاضي اهارون باراك ان "نطاق عمل حكومة مستقيلة هو أضيق من مجال عمل حكومة طبيعية باعتبار انه يتراجع مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي".