يستعد الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي لدخول مفاوضات طويلة قد تستمر بين 7 و 10 أيام في طابا لطرح كل الخلافات في قضايا الوضع النهائي. وفيما اشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، في تصريحات ادلى بها في القاهرة، الى لقاءات في طابا، اكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء ل "الحياة" مساء امس اثر انتهاء اجتماعه مع وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي، توافق الطرفين على مفاوضات لأيام عدة. وكان لقاء عرفات - بن عامي في القاهرة ترك انطباعاً بأن الجانبين في صدد التوصل الى "تفاهمات" لم تحدد طبيعتها. لكن "ابو علاء" نفى السعي الى مثل هذه التفاهمات التي تعني عموماً النواحي الامنية، خصوصاً ان الظروف لا تسمح بالبحث في انجاز اتفاقات. وقال "ابو علاء" ان "الامر الوحيد الذي نستطيع القول اننا متفقون عليه هو التفاوض من اجل حل شامل، وإلا فلن يكون هناك حل، فنحن رفضنا الحلول الجزئية ولا نزال نرفضها وبات الاسرائيليون يتقبلون موقفنا هذا". وعن محادثاته مع بن عامي قال: "لا نتائج محددة والفجوات لا تزال عميقة، لكننا نجري للمرة الاولى منذ وقت مفاوضات جادة". وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ان هناك "رغبة مصرية - فلسطينية" في عدم صد محاولات رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود باراك لإبقاء الاتصالات مستمرة ومفتوحة، خصوصاً انه يحاول التوصل الى شيء يستخدمه في معركته الانتخابية. واشارت هذه المصادر الى ان العرب والفلسطينيين "لا يحبذون فوز زعيم ليكود ارييل شارون وليسوا مندفعين الى تعزيز حظوظ باراك كونه لا يستحق الدعم، لذا جاءت هذه المفاوضات الماراتونية كحل وسط يمكن ان يساعد باراك في مخاطبة الاسرائيليين من موقع من لا يزال يحاور العرب، وبالتالي لا يزال قادراً على التوصل الى سلام أكثر مما يستطيعه منافسه". وكان شارون اعلن امس برنامجه السياسي، وابدى فيه استعداده للموافقة على دولة دلسطينية على 42 في المئة فقط من الضفة الغربية. وتعهد عدم مصادرة الأراضي التي سلمت الى الفلسطينيين بموجب اتفاقات أوسلو والاتفاقات الأخرى. أما بالنسبة الى القدس فتدعو خطة شارون الى ابقائها على وضعها الحالي تحت السيادة الاسرائيلية. وترفض مناقشة قضية عودة اللاجئين التي كانت من الأسباب الرئيسية في فشل كل المفاوضات السابقة. راجع ص 3-4 أما باراك فقال ليل امس ان السلام يتطلب "تنازلات مؤلمة" من الاسرائيليين، ومن أي رئيس للوزراء، وتحدث عن ضرورة تسليم القدس القديمة الى "سلطة خاصة" لم يوضح هويتها "لتتكفل تأمين حرية الوصول الى اماكن العبادة". وفيما تعهد عدم تسليم السيادة على الحرم القدسي الى الفلسطينيين.