قالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية امس ان خطة لفصل الأراضي الفلسطينية عن اسرائيل وضعت تحت اشراف رئيس الوزراء ايهود باراك تقضي بأن تقيم اسرائيل "خطاً دفاعياً" حول كتل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، والمقرر ضمها الى اسرائيل بموجب اتفاق سلام نهائي. واضافت ان اسرائيل ستحتفظ ايضاً بالسيطرة على مستوطنات معزولة كذلك على "قطاع أمني عريض" في غور الأردن ك"أوراق مساومة" الى ان يتم تحقيق اتفاق سلام. وذكرت "هآرتس" ان باراك قرر الا توضع خطة الفصل موضع التنفيذ إلا في حال حدوث أحد السيناريوهات الثلاثة الآتية: كرد على اعلان الفلسطينيين دولة لهم من جانب واحد، أو في ظل تهديد أمني خطير، أو كجزء من اتفاق مع السلطة الفلسطينية. واضافت الصحيفة ان باراك قرر الامتناع عن اتخاذ خطوات لا يمكن عكسها ميدانياً لكي لا يخل بفرص تحقيق اتفاق في المستقبل. وأوضحت ان الاعمال الأخيرة للجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية، مثل نقل الحواجز على الخط الأخضر الفاصل بين الضفة واسرائيل نحو الشرق وقطع القرى الفلسطينية عن الطريق الرئيسي في منطقة نابلس نفذت لحماية المستوطنات وليس كجزء من قرار لتنفيذ الفصل. ونقلت الصحيفة عن "مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى" قوله ان اجراءات الأمن "ليست معزولة عن الاعتبارات العامة لتفاهمات كامب ديفيد ولكن لا يقصد بها اظهار ان اسرائيل تتبع اي خط سوى محاولة التوصل الى اتفاق". وزادت ان هدف الخطة هو الحفاظ على "الهوية اليهودية لاسرائيل" عن طريق انفصال ديموغرافي عن الفلسطينيين. وقالت ان الوزراء ابلغوا لدى تقديم الخطة الى المجلس الوزاري السياسي - الأمني المصغر قبل بضعة اسابيع انه "كلما كان السيناريو اكثر عنفاً وخطراً، فإن اسرائيل ستكون أقل مرونة في ما يتعلق بالنواحي المختلفة. اذ سيكون القطاع الأمني في غور الأردن أعرض وستكون الكتل الاستيطانية اكثر كمالاً". وذكرت الصحيفة انه لا توجد خريطة متفق عليها للفصل وان اسرائيل أصرت خلال المحادثات مع الفلسطينيين على طرح بدائل متنوعة. وقالت ان "الجيش الاسرائيلي يفضل تقوية السيطرة الأمنية وتوسيع الخاصرة الضيقة لاسرائيل في غرب منطقة نابلس، بينما اقترحت اجهزة اخرى ترك مزيد من المستوطنات تحت سيطرة اسرائيل". وقالت "هآرتس" ان الكتل الاستيطانية التي ستضم الى اسرائيل قرب القدس هي "معاليه ادوميم" و"غبعات زئيف" و"ارييل - كارني شمرون" و"كريات سيفر" و"موداعين" ومستوطنات قرب الخط الأخضر مثل "الفي ميناشي" و"هار آدار" و"بيت حورون" وغيرها. وقالت الصحيفة ان الخطة وضعت أصلاً كأساس لتسوية دائمة مع الفلسطينيين تقوم على فصل سياسي وديموغرافي واقتصادي، لكن باراك أمر - بعد فشل قمة كامب ديفيد الثانية - بالتحضير لفصل من جانب واحد رداً على احتمال اعلان الفلسطينيين دولة مستقلة.